أخبرتهم بأنها ستذهب لشراء ألعاب ولم تعد.. و«الخدمات الاجتماعية» تؤويهم

‬3 أطفال مجهولين تركتهم أمّهم على شاطئ في الشارقة

«الدائرة» تقدم رعاية متكاملة للأطفال الثلاثة. تصوير: تشاندرا بالان

كشفت رئيسة دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، عفاف المري، أن دار الرعاية الاجتماعية التابعة للدائرة، استقبلت أخيراً ثلاثة أطفال أشقاء، عُثر عليهم على أحد شواطئ الشارقة، وتبين من أقوالهم أن والدتهم تركتهم بعدما أوهمتهم بأنها ستذهب لشراء ألعاب لهم وتعود، غير أنها لم تفعل، مضيفة أن شرطة الشارقة ضبطت إمرأة- يرجح أن تكون الأم- في وقت لاحق، لكنها أنكرت أثناء التحقيق معها صلتها بالأطفال.

وأكدت بملامح تخلو من أي إشارة عاطفية، أنه لا صلة تربطها بهم، نافية أن يكونوا أبناءها.

وروت المري تفاصيل القصة التي وصفتها بالغريبة والمؤثرة، وقالت إنها بدأت قبل نحو ثلاثة أشهر، حين شاهد رواد أحد شواطئ الشارقة ثلاثة أطفال، أكبرهم لا يتجاوز خمسة أعوام وأصغرهم لا يتجاوز عامين، يبكون على الشاطئ، ويرتعدون من البرد، فاتصلوا بالشرطة التي سلمتهم إلى الدائرة، وبدأت مباشرة تحرياتها للبحث عن ذويهم.

وأشارت إلى أن الأطفال يتكلمون بلهجة خليجية، وأمكن من أقوالهم معرفة أن والدهم مسجون حالياً على ذمة إحدى القضايا، مؤكدة أن الأطفال «كانوا في حالة مزرية بسبب بقائهم في الطقس البارد على الشاطئ، من دون طعام أو شراب ساعات طويلة، ولاشك في أن صغر سنهم وعدم قدرتهم على التصرف فاقم من أزمتهم».

وأضافت أن مشرفات الدار «قدمن لهم العناية اللازمة، من طعام وشراب، وعملن على تهدئتهم ليشعروا بالدفء والأمان، كما بذلن في وقت لاحق جهوداً كبيرة ليتكيف الأطفال مع الدار، ونجحن في ذلك حتى باتوا يمارسون حياتهم الطبيعية في اللعب والتواصل مع الآخرين، بعد أن كانوا يقضون اليوم بكامله في البكاء طلباً لأمهم».

وتابعت المري أن تحقيقات الشرطة توصلت الى هوية إمرأة يعتقد أنها الأم بعد نحو ثلاثة أشهر، وخضعت للتحقيق لكنها أنكرت صلتها بالأطفال، وقالت إنهم ليسوا أطفالها، عندما عُرضوا عليها للتعرف إليهم، في حين ارتبك الأطفال أمامها ولم ينطقوا بكلمة، لكنهم قالوا للمشرفات بعد ذلك إن هذه المرأة هي أمهم.

وقالت المري إنه حتى اللحظة لم يتم التعرف إلى جنسية هذه المرأة، بسبب عدم وجود أوراق ثبوتية بحوزتها، واستخدامها اسمين مختلفين في التحقيق، غير انها خليجية الملامح واللهجة، وقد تكون إماراتية الجنسية، أو ممن لا يحملون أوراقاً ثبوتية.

وفسرت المري تصرف الأطفال بأنهم تكيفوا مع غياب الأم كونهم صغاراً، واجتازوا مرحلة الصدمة الأولى، ما جعلهم يشعرون بالخوف عند رؤيتهم المرأة، خصوصاً أنها لم تبدِ أي عاطفة تجاههم، وباتوا يشعرون بأمان أكبر في الدار برفقة المشرفات.

واستغربت المري قدرة أمّ على معاملة أطفالها الصغار «بكل تلك القسوة».

وأشارت المري إلى أن القضية تندرج تحت بند حالات «التخلي»، إذ يعمد بعض الآباء أو الأمهات الى التخلي عن أولادهم في مراحل مبكرة من العمر، بدعوى عدم قدرتهم على رعايتهم في غالب الأحيان، مؤكدة أن هذه الذريعة لا تقنع أحداً، وأن أسراً كثيرة تربي أولادها وتتمسك برعايتهم على الرغم من حالتها المالية السيئة. واعتبرت المري تخلي الأهل عن رعاية أطفالهم، تهرباً من المسؤولية تجاه الأطفال والمجتمع في آن معاً، لافتة إلى أن طرق التخلي في غالب الأحوال تعرض حياة الأطفال للخطر بسبب تركهم في أماكن غير آمنة، فضلاً عن إمكانية تعرضهم للاستغلال، وما يلحق بالأطفال من أذى نفسي قد لا تزول عوارضه مع الزمن.

وأكدت أن الأم عرّضت حياة أطفالها للخطر، وهو ما يهم الدائرة في المقام الأول، مشيرة إلى أنه في حال وجود الأم فإنها بحاجة إلى دراسة نفسية واجتماعية، ومعرفة الأسباب والدوافع التي أدت الى تركها أطفالها، وتقييم صحتها النفسية، قبل اتخاذ قرار بتسليمها الأطفال مجدداً، بغض النظر عن العواقب القانونية والجنائية لفعلتها التي لا تتدخل الدائرة فيها على الإطلاق. وأكدت المري أن الدائرة تكفل للأطفال المأوى والرعاية اللازمة، وتقدم لهم الرعاية الاجتماعية والنفسية، واستمرار التعليم، وجميع ما يخصهم خلال بقائهم في الدار.

وقالت إن الدار تمتنع عن تسليم الأطفال حتى تتأكد من سلامة ذويهم من الناحية النفسية، وأن الأطفال سيكونون في مأمن برفقتهم، كون المكان الصحيح للأطفال هو أسرهم الطبيعية التي يتلقون فيها العطف والرعاية.

وتابعت أن الدائرة تسلم اطفالا الى اسر بديلة بعد التأكد من اهليتها لذلك.

تويتر