شيّع آلاف المواطنين في موكب كبير، بمدينة العين، أمس، جثامين سبعة مواطنين من أسرة واحدة، قضوا إثر حادث مروري، أول من أمس، في منطقة مغيسيل في صلالة بسلطنة عُمان، إثر تصادم سيارتين خفيفتين، إحداهما من الإمارات، والأخرى من عُمان بشاحنة. وأسفر الحادث عن وفاة سيف عبدالله الحاج الكعبي، وستة من أبنائه، هم: محمد وأحمد، وبناته الأربع فاطمة، وعفراء، وحمدة، وسارة.
وتوافد آلاف من سكان العين، عصر أمس، إلى مسجد المعترض وسط المدينة للصلاة على المتوفين، بينما شق آخرون طريقهم بصعوبة إلى داخل المسجد، واضطروا إلى الصلاة في الباحة الخارجية، قبل أن تنقل سيارات الإسعاف الجثامين إلى مقبرة الفوعة بالمدينة، حيث ووريت الثرى.
وشوهدت سيارات الشرطة على المداخل المؤدية إلى المسجد، لتنظيم عملية المرور وسط ازدحام هائل أدى إلى تكدس السيارات على جانبي الطريق.
وشهدت مدينة العين ازدحاماً كبيراً في الطرق المؤدية إلى مقبرة الفوعة، بسبب الحشود الضخمة من المواطنين، إذ حرصت إدارة المرور على مرافقة سيارات الإسعاف التي نقلت المتوفين إلى المقبرة، بينما بقيت سيارات أخرى في الطرق الرئيسة لتنظيم المرور إلى المقبرة.
وبدا أفراد عائلة الكعبي شديدي التأثر داخل المسجد، وعلتهم مسحة هائلة من الحزن بعد الصلاة على الجثامين، وذرف العديد منهم الدموع. فيما دعا إمام المسجد في كلمات موجزة إلى الترحم على أرواح الموتى، وقال إن القدر اختارهم شهداء في يوم الإثنين.
وذكر أحد أقرباء العائلة أن (مريم) زوجة الفقيد، وصلت إلى أبوظبي، مساء أمس، على متن طائرة خاصة.
وقال خالد أحد أقرباء عائلة الكعبي، إن (مريم) تتلقى العلاج في أبوظبي حالياً، ويأملون استقرار حالتها الصحية.
وأكد عوض خلفان، أحد أقرباء عائلة الكعبي لـ«الإمارات اليوم»، أن الدعم المعنوي الكبير الذي حصلت عليه العائلة من صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، والفريق أول سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد أبوظبي، كان له أبلـغ الأثـر في تخفيف وطأة المصيبة.
وأوضح أن «الفريق سموّ الشيـخ سيف بن زايـد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أبلغهم تعازيه ومساندته لهم في محنتهم، عبر موفد شخصي حضر لتقديم مراسم العزاء في منطقـة مصيبيخ بالفوعـة».
وكان صاحب السموّ رئيس الدولة، وجـّه بتحريك طائـرة خاصـة لنقل جثامـين أفـراد عائلة الكعبـي من سلطنـة عُمـان الشقيقـة بعد وقت قليل من وقوع الحادث، كما أمر بتحريك طائرة طبيـة خاصة على متنها ضابط من وزارة الداخليـة، وكادر طبي، لنقل الزوجـة المصابـة بإصابات بليغـة نتيجـة للحادث، لاستكمال تلقـي العلاج في الدولة.