ادعى قدرته على التنكيل بخصومه عبر «النت».. والمحكمة استعملت الرأفة

حبس «دنجور» 9 أشهر وإبعـــــاده

قضت محكمة أمن الدولة بمعاقبة (ر.ع.أ) ويحمل جنسية دولة عربية وشهرته «دنجور» بالحبس تسعة أشهر مع الإبعاد، بعد استعمال الرأفة، بتهمة ترويج مقطع فيديو عبر موقع «يوتيوب» وأجهزة «بلاك بيري»، تسبب في حالة من الرعب والهلع بين المواطنين، وقررت المحكمة مصادرة الأجهزة أو البرامج أو الوسائل المستخدمة في ارتكاب الجريمة.

وتعود تفاصيل القضية عندما أحالت النيابة العامة المتهم لقيامه ببث مقطع مصور عبر وسائل الاتصال الحديث (هواتف بلاك بيري) يتضمن تهديداً ووعيداً لمن يحاول التعرض لبعض المجموعات التي على علاقة به، كما يتضمن المقطع أحد الشباب وهو يتعرض للضرب ثم صورة شخص وجهه مكسو بالدماء مع مقطع تسجيل صوتي بين شخص ووالدة الشاب الذي تعرض للضرب وهو يوجه إنذاراً لكل من يحاول التعرض للمتهم وجماعته.

مقطع موسيقي

وقد تم إعداد المقطع على هيئة أغنية بموسيقى «الراب»، وأثار هذا المقطع حفيظة الرأي العام، وسبب حالة من الذعر والخوف والهلع بين مختلف فئات المجتمع، واحتلت الواقعة اهتمام الرأي العام بشكل ملحوظ واستنكار كثيرين، واتصلوا بالشرطة مباشرة طالبين التصدي العاجل لهذا الشاب، وبناء عليه تم تشكيل فريق بحث وتحر تمكن من التعرف إلى المتهم، بوصفه مصدر هذه الإرساليات، وبعد الإذن من النيابة العامة تم إيقافه وتفتيش محل سكنه لدى والده، وتم ضبط حواسيب وأقراص مدمجة وأسلحة بيضاء وقلادات وسلاسل.

وأفاد المتهم في التحقيقات بأنه كون فرقة «DMY» لأغاني الراب بجانب عمله الرسمي، وسبق له أن أقام حفلات موسيقية من نوع «راب» في إمارتيّ دبي والفجيرة، أما في ما يخص المقطع الذي تم تداوله على جهاز «بلاك بيري» فاعترف المتهم بأنه هو الذي اقتبسه من فيديو منشور على موقع اليوتيوب يدعى «MIRDIF» وأدخل عليه بعض التغييرات سماها «دبلجية» بوساطة حاسوبه، وعمل ذلك بمفرده، ثم تولى تنزيل المقطع المدبلج على موقعه بـ«اليوتيوب» وبثه من جهة أخرى على العموم بوساطة هاتف صديق له من خورفكان.

وأنكر المتهم معرفته بالشخص الذي يغطي وجهه الدم في الفيديو ولا الجماعة التي كانت تعتدي عليه بالعنف، وأنه أخذ هذه المشاهد من اليوتيوب، وأضاف عليها فقط الكتابة وتدخل هو شخصياً بالصوت مع أخته التي مثلت دور أم ذلك الشاب المعنف والقصد من ذلك هو إنتاج أغنية «راب» من دون أي قصد آخر، ولم يكن يقصد نشر الرعب والذعر في المجتمع، معترفاً بأنه شخصياً اشتهر باسم «دنجور» من كلمة «دنجر» أي خطير.

القرص المدمج

وفرغت الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة القرص المدمج المضبوط، وتضمن صورة يشاهد فيها أشخاص بصدد الاعتداء بالعنف على شخص، وكتب على الصورة «ها بيكون مصير كل واحد يسب أو يتزعم على دنجور»، وصورة أخرى تظهر وجه شاب تكسوه الدماء وكتب على الصورة «والله لأعذبه مثل ما عذبت غيره»، كما أثبت المختبر أن صوت الرجل الثابت في المادة السمعية المسجلة في مقطع الفيديو هو صوت المتهم. فيما أفاد والد المتهم بأن ابنه المتهم هو الملقب بـ«دنجور» منذ ما يزيد على خمس سنوات، وأنه ليس ضمن الشباب الذين يعتدون على شخص في الصورة، في ما تعرف على صوت ابنه، وابنته البالغة من العمر 21 عاما، إذ أخبرته بأنها هي التي شاركت بصوتها في ذلك الفيديو بطلب من شقيقها، مضيفاً أنه سبق لابنه المتهم أن تعرض للاعتداء بطعنات بسلاح أبيض في مدينة دبي قبل نحو ستة أشهر.

وقررت النيابة العامة إحالته إلى المحاكمة، موجهة إليه تهمتين، الأولى أنه استخدم بطريق العلانية وسيلة من وسائل تقنية المعلومات في بث دعايات مثيرة لعامة الناس بأن نشر مقطعاً مصوراً احتوى على عبارات وتهديدات مستخدماً أسلحة بيضاء حادة وأسلحة أخرى من شأنها إلقاء الرعب وتكدير الأمن العام على النحو المبين بالأوراق، ثانياً استعمل شبكة تقنية المعلومات بأن نشر فيها المقطع المبين بوصف التهمة الأولى، الذي من شأنه تعريض أمن الدولة والمساس بالنظام العام، وطلبت توقيع أقصى العقوبة المقررة قانوناً على المتهم ومصادرة المضبوطات المتعلقة بالجريمة.

وقال المتهم أمام المحكمة إن «الموجود في مقطع الفيديو عبارة عن تمثيل ولم أقصد به إثارة الرعب والخوف وكل ما أثير في مقطع الفيديو للترفيه والأغنية»، وأكد محاميه انه لم يكن يقصد بث الرعب والذعر بين الناس وطلب الحكم ببراءة المتهم مما نسب إليه واحتياطياً استخدام أقصى درجات الرأفة والأعذار التخفيفية والاكتفاء بمدة توقيفه. وشرحت المحكمة في حيثيات حكمها أنه بحسب المادة 198 مكرر: يعاقب بالحبس كل من أذاع عمدا أخبارا أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو مغرضة، أو بث دعايات مثيرة، إذا كان من شأن ذلك تكدير الأمن العام وإلقاء الرعب بين الناس أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة، ونصت المادة 20 من القانون رقم (2) لسنة 2006: كل من أنشأ موقعاً أو نشر معلومات على شبكة المعلومات أو إحدى وسائل تقنية المعلومات لأي مجموعة تدعو لتسهيل وترويج برامج وأفكار من شأنها الإخلال بالنظام العام والآداب العامة، يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على خمس سنوات.

ورفضت انكار المتهم نيته إدخال الرعب في نفوس الناس، مشيرة إلى أن اعترافه بتعمده استعمال وسيلة من وسائل تقنية المعلومات (يوتيوب) لإنتاج مقطع فيديو عن طريق الدبلجة وتدخله الشخصي لإضافة عبارات (على الصورة الأصلية المقتبسة) فيها تهديد ووعيد بالاعتداء بالعنف المبرح على كل من تحدث نفسه التعرض لجماعته فرقته التي كونها، وتبينه صورة أشخاص يعتدون على شاب تم إظهار ذلك الشاب ملطخاً وجهه بالدماء، مع إضافة التهديدات أعلاه للإيهام بأن «دنجور» قصد بذلك نفسه، هو الذي فعل ذلك بالشاب حتى يجعل لنفسه هالة تخيف الناس وتبعث في قلوبهم الهلع والخوف منه ومن بطشه، فإن كل ذلك يناقض إنكاره نية إدخال الرعب في الناس وهو ما يجعل المحكمة تلتفت عن ذلك الإنكار وتعده مجرد محاولة للتهرب من نتيجة أفعاله.

واضافت ان ما ارتكبه المتهم من استحداث موقع جديد على «يوتيوب» بالإنترنت، بث فيه مقطع الفيديو الذي أنتجه بالكيفية المتعرض لها أعلاه للترويج لأفكار من شأنها الإخلال بالآداب العامة وبالنظام العام بإلقاء الرعب والهلع بين الناس وتعرض بلاغ الشرطة لمدى حدة الهلع والرعب الذي أصاب المواطنين الذين فرض عليهم ذلك المقطع في هواتفهم الجوالة بلاك بيري إلى حد تقدمهم بشكاوى للشرطة، يوفر في حقه الأركان المادية والمعنوية لجريمتي الاتهام، ما تتوجب معاقبته من أجل ذلك.

تويتر