شرطة دبي راقبت المتهمين داخل الدولة وخارجها قبل تنفيذ العملية

إحباط تهريب 52 كيلوغرام هـــيروين في شحنة برتقال

الشحنة احتوت على 657 كيساً من الهيروين تزن 52 كيلوغراماً. من المصدر

أحبطت شرطة دبي محاولة تهريب شحنة كبرى من الهيروين النقي، تزن نحو 52 كيلوغراما، جلبتها إلى البلاد عصابة باكستانية تتكون من خمسة أشخاص، وتقودها امرأة تعيش في باكستان، وتجرى ملاحقتها حالياً.

وقال مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات اللواء عبدالجليل المهدي العسماوي، إن العملية التي نفذتها إدارتا المعلومات المركزية والمكافحة المحلية استغرقت قرابة عام من الرصد والمتابعة والترقب، حتى حانت اللحظة المناسبة التي رصد فيها دخول المخدرات إلى دبي مخبأة بعناية داخل 2600 صندوق برتقال، ليتم محاصرة المتهمين وضبط الشحنة.

وأوضح العسماوي أن القضية بدأت حين وردت معلومة العام الماضي إلى إدارة المعلومات المركزية في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، حول استعداد عصابة باكستانية لتهريب شحنة من المخدرات إلى الدولة، مشيراً إلى أن المعلومات لم تكن مكتملة، ولم تحدد موعد وصول الشحنة أو هوية متسلميها، ما دفع فريق العمل إلى تجنيد عدد كبير من المصادر داخل الدولة وخارجها، وربط وتحليل المعلومات حتى اكتملت الصورة لدى فريق العمل، واستطاع تحديد التشكيل الرئيس لأفــراد العصابة الذين سينفذون العملية في دبي.

وأضاف أن فريق العمل وضع المتهم الأول (ج.ز.ح) تحت الرصد والمتابعة بعد تحديد أوصافه ومكان وجوده، وتبـين أنه يعمل ميكانيكيا، ويمارس بعض الأنشطة في سوق الخضار في منطقة العوير.

وفي هذه الأثناء، توصل رجال المكافحة إلى أن المخدرات مخبأة داخل 2600 كرتونة برتقال قادمة من باكستان بغرض تخزينها في أحد المستودعات في دبي، تمهيداً لإعادة تصديرها بواسطة شخص نيجيري، أو ترويج كمية منها داخل الدولة.

وأشار إلى أنه تم إعداد خطة محكمة للإيقاع بالمتهم الأول وغيره من المتهمين الضالعين في القضية، وانتقل فريق العمل إلى منطقة العوير مساء الخامس من أبريل الجاري بناء على معلومات وردت إلى الفريق تؤكد وجود المتهم الأول وشخصين آخرين معه في سيارة «مازدا» بانتظار وصول الشحنة.

وتابع أنه تم إعداد كمين محكم لأفراد العصابة، ومراقبتهم أثناء تسلم الشحنة من الحاوية، ونقلها إلى خمس سيارات «بيك اب»، وبعد التأكد من أنهم وضعوا صناديق البرتقال، داهم فريق المكافحة المكان.

وأفاد العسماوي بأنه تم نقل شاحنات البرتقال مع المتهمين إلى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، وضبط رجال المكافحة في الشاحنة الأولى 657 كيساً من الهيروين تزن 52 كيلوغراما، فيما خلت بقية الشاحنات من أيّ مواد مخدرة.

وأوضح أن العصابة صنفت الصناديق إلى ثلاث مجموعات: الأولى مغلفة بكراتين ورقية لونها برتقالي، والثانية عبارة عن صناديق خشبية تحوي البرتقال، فيما كانت الثالثة تحوي صناديق ورقية حمراء بها المخدرات، لافتاً إلى أنه عثر كذلك في السيارة على ميزان وكيس بلاستيكي يحوي قفازات، إضافة إلى 4100 درهم وجدت بحوزة المتهم الرابع، وتم ضمّها إلى ملف القضية كونها أموالاً غير نظيفة، ناجمة عن نشاط يتعلق بالمخدرات.

وأشار إلى أن المتهم الأول (ج.ز.ح - 27 عاما)، اعترف بأنه كان على علم بوجود مواد مخدرة داخل الصناديق، وأنه حضر إلى سوق الخضار لاستلامها وإخفائها لتسليمها لشخص نيجيري بناء على تعليمات زعيمة العصابة التي اتصلت به من باكستان قبل أسبوعين وأبلغته بورود كمية كبيرة من المخدرات إلى دبي، وعليه استلامها، وتسليمها له، لافتاً إلى أنه استلم دفعات مالية عدة مقابل الدور الذي قام بــه.

وتابع أن المتهم الثاني يدعى (ع.ج.ن) يعمل خياطاً في باكستان، وتعرفت إليه زعيمة العصابة قبل نحو عامين، واعتادت حياكة ملابسها عنده، إلى أن وثقت به ثم طلبت منه التوجه إلى الإمارات للمساعدة في استلام وتصريف الشحنة مقابل مبلغ مالي كبير، فحضر الرجل إلى دبي يوم 28 مارس الماضي بتأشيرة زيارة، وسقط في أيدي رجال المكافحة، واعترف بجريمته.

ولفت إلى أن المتهم الثالث يدعى (م.ح.م - 40 عاماً) يعمل خطاطاً في إمارة مجاورة، وأقر بأنه كان على علم بوجود مواد مخدرة داخل صناديق البرتقال وطلب منه المتهم الأول مساعدته في تصريفها مقابل 3000 درهم.

وتابع العسماوي أن المتهم الرابع في القضية يعمل سائقاً في إمارة مجاورة، وقد اعترف أيضا بأنه كان على علم بأن الكراتين الحمراء تحتوي على مواد مخدرة، لكنه لا يعرف نوعها، مقراً بأنه كان على اتصال بشخص مقيم في الخارج طلب منه أن يقوم بإجراءات تخليص البضاعة وتحميلها وتسليم الكمية لشخص سيتصل به لاحقـاً.

وأشار إلى توجيه تهمة حيازة المواد المخدرة بقصد الاتجار للمتهمين الأربعة، فيما وجهت تهمة استيراد المواد المخدرة والمؤثرات العقلية بقصد الاتجار إلى متهم خامس هارب يدعى (م.أ.ش).

تويتر