68 حدثاً تورطوا في قضايا مخدرات بدبي العام الماضي

٪100 زيادة في المتورطين بقضايا العقــاقير المخدرة

حماية الأبناء من التدخين تحميهـم من إدمان المخدرات. أرشيفية

كشف مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، اللواء عبدالجليل المهدي العسماوي، عن زيادة عدد الأشخاص المضبوطين بتعاطي وحيازة وترويج العقاقير المخدرة بنسبة أكثر من 100٪ خلال العام الماضي، بواقع 519 شخصاً مقابل 247 شخصاً، في عام .2010

وأشار إلى ارتفاع مؤشر أعداد الأحداث (14 إلى 20 سنة) المتورطين في قضايا المخدرات العام الماضي، بواقع 68 متهماً مقابل 60 حدثاً خلال عام ،2011 وتورط معظمهم في قضايا تعاطي وحيازة.

وعزا العسماوي، ارتفاع أعداد الأحداث المتورطين في قضايا المخدرات إلى جنوحهم إلى العقاقير المخدرة، خصوصاً بعد إدراج أربعة أنواع جديدة منها في الأشهر الأخيرة في قوائم المخدرات، بعدما كانت تصرف عادة بالوصفات الطبية وتنتشر بين المراهقين.

خطة توعية

قال مدير التوعية في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، الرائد الدكتور محمد جمعة الشامسي، إن شرطة دبي وضعت خطة للتوعية من أخطار المخدرات، لافتاً إلى أن هناك نحو 200 محاضر يقدمون محاضرات في النوادي والجامعات والمدارس، وتتم الاستعانة بمدمنين سابقين لشرح تجاربهم للطلبة المستهدفين، حتى تكون التجربة عملية.

وأضاف أن إدارة التوعية تتواصل مع مجالس الآباء في المدارس، وتركز على التوعية بنص المادة 43 من القانون الاتحادي بشأن مكافحة المخدرات، التي تنص على عدم وجود دعوى جزائية لمن يقوم بالتبليغ عن وجود متعاطٍ من الأقارب، وهناك سرية تامة يتم بها معالجة هذه القضايا.

وأوضح أن أهمية هذه الخطط تكمن في حماية الأحداث من الوقوع في براثن تجار المخدرات، إذ إنها تركز على المناطق الخطرة التي يرتفع فيها أعداد الأحداث المتعاطين، فضلاً عن استهداف الجهات الحكومية والخاصة من مدارس وجامعات.

ولفت إلى أن حملة «إنسان ثاني» التي أطلقتها شرطة دبي في وقت سابق، بالتعاون مع «بيت الخير» حققت نتائج جيدة على جهة توعية الآباء والأمهات.

وأوضح أن الإدارة سجلت 873 قضية خلال العام الماضي، تورط فيها 1220 شخصاً النسبة الكبرى منهم بتهمة تعاطي الأقراص المخدرة، وبلغ حجم المخدرات المضبوطة 394 كيلوغرامات مخدرات متنوعة، مقابل 732 قضية في عام ،2010 ضبط فيها 1039 شخصاً، وبلغت كمية المخدرات المضبوطة 1125 كيلوغراماً.

وأضاف العسماوي، أن أجهزة المكافحة في شرطة دبي وضعت استراتيجية متكاملة لمواجهة انتشار المخدرات غير التقليدية بين الأحداث والمراهقين، في ظل سهولة ترويجها، تعتمد بشكل رئيس على حملات التوعية، لافتاً إلى أن إدراج هذه العقاقير على جدول المخدرات كانت خطوة أساسية في طريق المكافحة.

وأكد أن متعاطي العقاقير المخدرة يقع بسهولة في فخ الإدمان، على عكس المخدرات التقليدية، مثل الحشيش والهيروين، لأن الأخيرة تترك آثاراً واضحة على الجسم، أما العقاقير فتعطي انطباعاً بأنها نوع من الأدوية، كما أن مروجيها يوهمون ضحاياهم بأنها تخفف الآلام وتسكن الصداع وتزيد النشاط في الجسم.

وأوضح أن أغلبية الأحداث الذين تم ضبطهم في قضايا تعاطي المخدرات مدخنون في الأساس، لافتاً إلى أن دراسة نفذتها الإدارة أثبتت أن نسبة تصل إلى 99٪ من مدمني الهيروين كانوا مدخنين، وكذلك 58٪ من مدمني الحشيش، مؤكداً أن حماية الأبناء من التدخين مقدمة لحمايتهم من المخدرات.

وأشار العسماوي إلى أن العقاقير المخدرة باتت تمثل هاجساً مقلقاً لجميع أجهزة المكافحة في العالم، لأنها تتطور باستمرار ويغيير مصنعوها أسماءها للاحتيال على القوانين التي تدرج عقاقير معينة، فضلاً عن سهولة تهريبها، كونها تشبه العقاقير الطبية العادية. وأفاد بأن خطر العقاقير المخدرة، أن مدمنيها لا يدركون تأثيرها، ويعتقدون أن بإمكانهم الإقلاع عنها في أي وقت، لكن تأثيرها أقوى من المخدرات التقليدية، وتتلف الجهاز العصبي للإنسان بمرور الوقت، مطالباً بضرورة وجود نوع من الرقابة على الأبناء بطريقة محببة، والتعرف إلى أصدقائهم، لأنهم الخطوة الأولى في طريق المخدرات.

ولفت إلى أن مؤشر إحصاءات قضايا المخدرات، يعطي مدلولاً واضحاً عن خطر هذه العقاقير وسرعة تناميها وتطورها، لافتاً إلى أنها مثلت أكبر نسبة في قائمة الأشخاص المضبوطين خلال العام الماضي، بواقع 519 شخصاً بزيادة كبيرة عن بقية المضبوطين في قضايا المخدرات الأخرى، إذ تصدرت القائمة بفارق واضح عن قضايا الحشيش التي كانت تتصدر دائماً وبلغ عدد متعاطيه العام الماضي 263 شخصاً، يليها الشبو في المركز الثالث 102 متعاطٍ، والهيروين 94 متعاطياً، والمارجوانا ،74 والأفيون ،39 والكوكايين .26

وأوضح العسماوي أن هذا التحول الكبير في مسار قضايا المخدرات يفرض على الأسر كذلك إدراك خطورة هذه العقاقير وسهولة ترويجها، بفرض مزيد من الرقابة، من خلال التدقيق في أغراض الأبناء، والتحقق من أي أدوية بحوزتهم، للتأكد من أنها ليست مدرجة على جداول المخدرات.

وذكر العسماوي أن الأسر كان يسهل عليها سابقاً رصد المخدرات التقليدية من خلال الآثار التي تظهر على جسم ابنها المدمن، مثل الحقن في مناطق مختلفة، أو سواد العينين، ووجود حروق على أطراف الأصابع، لكن اختلف الوضع الآن مع المخدرات غير التقليدية، لأنها لا تترك أي آثار على الجسم.

وأشار إلى أنه مع ذلك تبقى هناك عوامل مشتركة بين المخدرات التقليدية وغير التقليدية، تتمثل في الحالة الذهنية والنفسية للشاب، إذ تسيطر عليه حالة من الشرود، وربما الانطوائية وعدم مشاركة الأسرة في تجمعاتها، سواء على الطعام أو غيره من الجلسات.

واعتبر العسماوي أن الأم تلعب دوراً كبيراً في إنقاذ ابنها في الوقت المناسب، من خلال مشاعرها الإنسانية التي تجعلها تشعر بالخطر الذي يهدده قبل وقوعه، بشرط أن تكون قريبة منه دائماً، وتهتم به، ولا تهمله من أجل اهتماماتها الخاصة.

وأكد أن هناك جوانب وقائية تساعد على حماية الأبناء من خطر مخدرات العصر (العقاقير)، مثل توعية الأبناء بطريقة محببة تناسب أعمارهم بمخاطر الحصول على أدوية لا يعرفونها من غيرهم، والحديث معهم بشفافية عن المشكلات التي تواجههم، وعدم تركهم عرضة لأصدقاء لا تعرفهم الأسرة. وأكد العسماوي أهمية تواصل الأسرة سريعاً مع الشرطة بمجرد الاشتباه في وقوع الابن في فخ المخدرات، لضمان فحصه في الوقت المناسب، سواء كانت النتيجة سلبية أو إيجابية.

وأشار إلى أن بعض الأسر تفضل إرسال أبنائها إلى أفضل مصحات علاجية في العالم، حفاظاً على سمعتها، لكن لا تدرك أن الخطر لايزال ينتظره في وطنه، لأنه لم يتم تجفيف المنبع الذي يحصل منه على المخدرات، مشيراً إلى أنه في حالة إبلاغ الشرطة، ترصد أجهزة المكافحة المروج أو الشخص الذي يزوده بالمخدرات، وتضبطه ليزول الخطر نهائياً.

تويتر