«الخدمات الاجتماعية» وافقت على استقباله استثنائياً

متقاعد يترك منزله ويتجه إلــى دار مسنين

لجأ مواطن متقاعد إلى دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، طالباً إيواءه في دار المسنين التابعة لها، بسبب عدم رغبته في الاستمرار في البقاء مع أسرته، على الرغم من أنه يملك منزلاً مستقلاً، ويتقاضى راتباً تقاعدياً شهرياً، ما يجعله مستقلاً مالياً، وقادراً على إعالة نفسه.

وقالت رئيسة دائرة الخدمات الاجتماعية، عفاف المري، لـ«الإمارات اليوم» إن المسنّ لجأ إلى الدائرة بنفسه، وهو بصحة جيدة، كما أنه أصغر المقيمين في الدار سناً، لافتة إلى أن الدائرة وافقت على استقباله على الرغم من عدم مطابقة حالته لشروط الإيواء، مراعاة للحالة النفسية التي كان يمرّ بها.

وأكدت أن أولاد المسن مصرون على إعادته إلى المنزل، وأنهم على تواصل دائم معه عن طريق الزيارات أو الاتصال، كما أن علاقتهم الظاهرية به تبدو ممتازة جداً.

ونصحت المري الأسر بمراعاة المسنين لأنهم شديدو الحساسية إزاء أي تصرف أو كلمة، لافتة إلى ضرورة استشارتهم في شؤون الأسرة بشكل دائم وإشعارهم بأهميتهم، ومحاولة تخفيف شعورهم الداخليّ بأن دورهم انتهى، وأنهم أصبحوا عديمي الأهمية.

وقالت إن المسن الذي لجأ إلى الدار، هو أصغر المسنين الموجودين سناً، وهو قادر على الحركة بصورة طبيعية، ويخرج للتنزه والتسوق باستمرار، بل يساعد بقية المسنين غير القادرين على الحركة.

ولفتت المري إلى أن الدائرة لا تستقبل، عادة، الحالات الطبيعية القادرة على خدمة نفسها، أو الحالات التي لديها أسر مهتمة، بل هي تقدم المساعدة لبعض حالات المسنين في منازلهم أو منازل أولادهم، بغية الحفاظ عليهم ضمن الأسرة، لأن المكان الطبيعي لأي شخص هو أسرته ومنزله.

وأوضحت أن حساسية كبار السن المفرطة إزاء أيّ تصرف أو كلمة قد تخرج من شخص قريب، ولو من دون قصد أو تلميح، تجعلهم عرضة لتأثيرات عميقة، وقد تدفعهم إلى الشعور بأنهم عالة على أقربائهم.

ولم تستبعد المري أن تكون وفاة زوجة المسن أخيراً هي العامل الرئيس لتركه منزل أسرته، واللجوء إلى الدائرة، خصوصاً أنه اعتاد أن تخدمه بنفسها، وألا يعتمد على شخص آخر، وهو ما زاد من شعوره بالوحدة.

وتابعت أن الضجر قد يكون عاملاً مهماً آخر في محاولة المسن الحصول على أصدقاء وعلاقة اجتماعية، بسبب انشغال ذويه بالأمور الحياتية، ورعاية أولادهم وأسرهم، وإهمالهم كبار السن.

وأضافت المري أن بعض الناس يظنون أن تقديم الخدمة والمسكن والرعاية للمسن، هو الحدّ الأقصى من الأشياء التي يمكن تقديمها له، متجاهلين العامل النفسي، وحاجة المسنّ إلى الحياة الاجتماعية، والتحدث وسماع الآخرين، وشعوره باستمرارية الحياة، ومحاولة كسر الروتين الدائم في حياته.

وتوقعت المري عودة المسن إلى منزله وأسرته بعد فترة قريبة، بسبب إصرار أولاده على عدم تركه في الدار، وتواصلهم المستمر واليومي معه، ومحاولاتهم إقناعه بالعودة إليهم، لافتة إلى أنه سبّب لهم حرجاً اجتماعياً بلجوئه إلى الدائرة.

وقالت إن أولاده أبلغوها بأنهم أصبحوا عرضة للنقد الاجتماعي بسبب تركهم والدهم يقيم في دار المسنين، خصوصاً أن معظم الناس لم يصدقوا قصة لجوئه الطوعي الى الدار، ورفضه العودة إلى منزله، مضيفة أن أولاده وبناته متزوجون ولديه أحفاد.

كما أن سمعتهم الاجتماعية جيدة، ما ينفي تعرضه لأي اساءة، خصوصاً أنه لم يذكر ذلك اطلاقا في روايته، متوقعة أن يكون انشغال أولاده عنه بظروف الحياة وبعائلاتهم، دفعه إلى هذا التصرف.

وقالت إنه من الطبيعي أن يشتاق إلى حياته السابقة التي اعتادها، وأن يعلن رغبته في استعادتها، على الرغم من تكوينه صداقات مع المقيمين في الدار.

تويتر