باحثان اجتماعيان طالبا الأسر بمراقبة أبنائها

90 ٪ من محتوى «الإنترنت المحظور» يتعلـق بالتعرّي والمواعدة

انشغال الابن بـ(الإنترنت) لا يعوّضه عــــــــــــــــــــــــــــــــــن غياب الأب. أرشيفية

كشفت الهيئة العامة لتنظيم الاتصالات أن 90٪، من إجمالي محتوى مواقع الإنترنت، الذي حجبته خلال الشهرين الماضيين من العام الجاري، يتعلق بالتعري والمواعدة، ويتعارض مع القيم والأخلاق في الدولة.

وأكدت، في تقرير حديث أصدرته أمس، أن هناك انخفاضا في محتوى (الإنترنت)، الذي حجبته خلال عام ،2012 في ما يتعلق بكراهية الأديان، في حين شهد المحتوى المتعلق بمواقع التصيد، وبرامج التجسس، زيادة خلال الشهرين الماضيين، مقارنة بالفترات الموازية من العام الماضي وعام .2010

ورأى باحث اجتماعي أن نسبة (الإنترنت) المحظور، الذي يتعارض مع القيم والأخلاق السائدة في الدولة «مرتفعة جدا»، على الرغم من أن مجتمع الإمارات محافظ.

وتساءل عن أسباب غياب دور الأسرة الرقابيّ في كثير من البيوت، على الرغم من كونه الوسيلة الوحيدة لحماية أبنائها من «التشرد في أجواء هذا العالم الافتراضي، الذي يعج بالمخاطر».

وأبدت مستشارة أسرية استغرابها أن «حجب كل هذه المواقع لم يحل دون تسرّب مواقع تتعارض مع القيم الأخلاقية، إلى المحتوى المسموح به في الدولة»، داعية الهيئة إلى الاستمرار في أداء دورها الحمائي، وعدم التساهل إزاء كل ما يمثل خطرا على النشء.

وتفصيلا، قالت الهيئة العامة لتنظيم الاتصالات إن 90٪ من محتوى (الإنترنت)، الذي حجبته خلال يناير وفبراير الماضيين، يتعلق بموضوعات تخصّ التعري والمواعدة، ويتعارض مع الأخلاقيات والقيم السائدة في الدولة.

وأوضحت، في تقرير حمل عنوان «المواقع التي تم الإبلاغ عنها للحظر خلال أول شهرين من عام 2012»، أن هذه النسبة تعدّ مرتفعة، كما تعدّ مؤشرا إلى ارتفاع مستمرّ في نسبة محتوى (الإنترنت)، الذي يتعارض مع القيم والأخلاق في الدولة، والذي يتضمن التعري والمواعدة، إذ يشكلان 87٪، من إجمالي مواقع الإنترنت المحظورة خلال الفترات الموازية من عام ،2011 و78٪ من إجمالي المواقع المحظورة خلال .2010

وأظهر التقرير زيادة محتوى (الإنترنت) المحظور «الذي يمثل خطرا مباشرا، وغير مباشر، على مستخدمي الإنترنت في الدولة، مثل مواقع التصيّد، وأدوات القرصنة، وبرامج التجسس، لتبلغ 8٪ مقابل 7٪، خلال الفترة الموازية من العام الماضي».

وذكر أن نسبة مواقع الإنترنت المحظورة، التي تحتوي على مواد تعبر عن كراهية الأديان، بلغت 1٪، فيما لم تحظر الهيئة خلال الشهرين الماضيين أيّ محتوى لا يتوافق مع قوانين الدولة».

وقال أستاذ علم الاجتماع في جامعة الإمارات الدكتور عقيل كاظم لـ«الإمارات اليوم»، إن نسبة مواقع الإنترنت المحجوبة، المتعارضة مع القيم والأخلاق، مرتفعة جدا، «وهو أمر مثير للاستغراب، لأن مجتمع الإمارات محافظ». ولفت إلى أن معظم مستخدمي هذه المواقع من الطبقة المتوسطة، الذين يملكون اتصالا دائما، وسهلا بـ(الإنترنت)، فضلا عن الشباب من الفئة العمرية بين 16 و18 عاما بوجه خاص، الذين يقضون معظم أوقاتهم في استخدام موقع التواصل الاجتماعي والدردشة والدخول إلى مواقع خادشة للحياء». وقال كاظم إن انخفاض نسبة مواقع الإنترنت المحجوبة، الخاصة بكراهية الأديان شيء طبيعي، لأن الوعي يتزايد بشكل مستمر بتعدد الأديان، واختلاف الثقافات، وتفاعلها، إضافة إلى أن الامارات تحتضن كثيرا من الأديان والثقافات بشكل متسامح، منذ عشرات السنين.

ولكنه حثّ الأسرة على الاستمرار في مراقبة أبنائها، «لحمايتهم من الانجرار وراء فضولهم، نحو ما قد يكون سببا في انصرافهم كليا إلى هذا العالم الافتراضي، الذي لا يحكمه أيّ نوع من الأخلاق أو القيم».

وتساءل عن أسباب انشغال كثير من الآباء عن أبنائهم، وعدم الإصغاء إليهم، ومنحهم الوقت الذي يحتاجون إليه، محذرا من أن «انشغال الابن بالإنترنت لا يمثل تعويضا نفسيا صحيا عن غياب الأب».

من جانبها، أكدت المستشارة الاسرية بهيئة تنمية المجتمع في دبي وداد لوتاه أن «معظم رواد المواقع الاباحية في الدولة من الأطفال والشباب دون 18 عاما، وهي مرحلة بالغة الخطورة، لأن هذه السنّ لا تتيح لهم التمييز بين الصواب والخطأ».

وأضافت: «على الرغم من حظر الهيئة هذه النسبة الكبيرة من المواقع التي تتعارض مع القيم والأخلاق، فإنه لاتزال صفحات الإنترنت مملوءة بمواقع لابد من حجبها فورا، لما لها من خطورة على القيم والأخلاق والتماسك الاجتماعي، ويشمل ذلك مواقع الجنس والشذوذ، والمواقع التي تحرض على العنف والكراهية، مثل تلك التي تعلم المتصفح كيفية صنع القنابل، أو كيف يقضي على عدوه في ربع ساعة، أو تعلمه حركات عنيفة للضرب، إذ يمكن أن يستخدمها طلبة في المدارس، ما يمكن أن يؤدي إلى حوادث مميتة».

ولفتت لوتاه إلى أن زيارة هذه المواقع سهلة جدا، ولا تحتاج إلى أيّ خبرة، مطالبة الأسر بالاهتمام بتربية أطفالها منذ الصغر، ومتابعة أنشطتهم كافة، خصوصا التي تتعلق بمشاهدة التلفزيون والجلوس أمام أجهزة الكمبيوتر، والتعرف إلى المواقع التي يفضلونها، مع توجيه النصح الدائم إليهم، ومتابعة تاريخ استخدامات الإنترنت.

تويتر