«كش حرامي» يسجل 2579 قضية شيكات بقيمة 500 ألف درهم العام الجاري

%88.9 انخفاضاً في مؤشر الجرائـم المقــــــــلـقة في دبي

استراتيجية شرطة دبي تعتمد على درء الجريمة قبل وقوعها. تصوير: دينيس مالاري

كشف مدير الإدارة العامة للتحريات في شرطة دبي، العميد خليل إبراهيم المنصوري، عن انخفاض في مؤشر الجرائم المقلقة في الإمارة بنسبة 88.9٪، خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، عازياً السبب إلى تطبيق حزمة من البرامج الأمنية في مختلف مراكز الشرطة.

وقال المنصوري لـ «الإمارات اليوم» إن الإدارة العامة للتحريات طبقت استراتيجية جديدة تعتمد على وضع برامج أمنية للحد من الجريمة والقضاء على أسبابها قبل وقوعها، من خلال مراكز الشرطة حسب طبيعة اختصاص كل منطقة، مشيراً إلى أن هذه الاستراتيجية أثبتت فاعلية كبيرة في ضبط كثير من المجرمين والمشبوهين والمخالفين لقوانين الإقامة خلال العامين الأخيرين.

وأضاف أن البرامج التي طبقتها الإدارة تشمل حزمة من البرامج الأمنية مثل برنامج «كش حرامي»، الذي طبق في مركز شرطة دبي وأسهم في خفض مؤشر الجريمة في الإمارة بنسبة 30٪ وسجل 2579 قضية شيكات، بلغت قيمتها نحو نصف مليار درهم، خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، بالإضافة إلى برامج مجتمعية مثل «الشرطي جارك» الذي أسهم في توثيق علاقة سكان المناطق المختلفة بشرطة دبي من خلال عناصر الشرطة التي تعيش في هذه المناطق.

وأشار المنصوري إلى أن حزمة البرامج التي طبقت بداية من العام الماضي شملت برنامج الجزر الأمنية، الذي يقسم مناطق الاختصاص حسب طبيعة الجرائم التي تحدث فيها، وتشكيل فرق متخصصة لمواجهة كل جريمة على حدة من خلال فرق تتبع الإدارات الفرعية بالتحريات أو مراكز الشرطة.

من جانبه، أفاد نائب مدير الإدارة العامة للتحريات لشؤون المراكز والمخافر، العقيد محمد ناصر عبدالرزاق، بأن تطبيق نظام المركز الشامل في مراكز الشرطة كافة، يجعل العاملين يؤدون جميع الخدمات الجنائية والمرورية، مثل استصدار شهادات حسن السيرة والسلوك، وسداد المخالفات المرورية، والانتقال إلى مواقع الحوادث وإعداد تقارير فنية لها.

وأوضح أن برنامج الوقاية وفق الاستراتيجية الأمنية التي أقرها القائد العام لشرطة دبي، تعتمد على درء الجريمة قبل وقوعها من خلال تسيير دوريات على مدار 24 ساعة في جميع مناطق اختصاص مراكز الشرطة بهدف رصد المشبوهين وإعداد تقارير بالملاحظات الأمنية التي يسجلها أفراد الشرطة، الذين خضعوا لعمليات تدريب وتأهيل مكثفة ساعدت على صقل مهاراتهم في قراءة لغة المكان والوجود في الأوقات التي ينشط عادة فيها اللصوص.

وأشار عبدالرزاق إلى أن الفرق الأمنية الليلية التي تعمل وفق برامج المراكز ساعدت على ضبط مجرمين متلبسين، ومنهم لص نفذ سرقات عدة حتى رصدته دورية ليلية وضبطته متلبساً بجريمته في شارع تجاري في منطقة ديرة بعدما اقتحم أحد المتاجر وسرق حصيلته.

وتابع أن هناك برامج معينة قرر القائد العام لشرطة دبي، تعميمها على جميع مناطق الاختصاص بعد ثبات نجاحها، لافتاً إلى أن أبرزها برنامج «كش حرامي»، الذي حقق طفرة كبيرة سواء على مستوى دبي عموما أو في منطقة بر دبي، بعدما نجحت الفرق التابعة في تسجيل أكثر من 23 ألف ضبطية في قضايا مختلفة منذ بداية العام الماضي وحتى نهاية شهر سبتمبر من العام الجاري.

إلى ذلك، قال مدير مركز شرطة بر دبي، العقيد علي غانم، إن برنامج «كش حرامي» أسهم في خفض معدل جرائم السرقات في منطقة اختصاص بر دبي، خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري بنسبة 28٪، فيما خفض الجرائم نفسها خلال الفترة ذاتها من العام الماضي بنسبة 72٪ مقارنة بعام .2009

وأضاف أن البرنامج أسهم في خفض البرامج المقلقة خلال الأشهر التسعة الماضية، بنسبة 19٪ فيما أدى إلى خفض هذه الجرائم في الفترة نفسها من العام الماضي بنسبة 63٪، لافتاً إلى أن هذه النتائج كانت دافعاً أساسياً ليتم تعميم البرنامج بقرار من القائد العام لشرطة دبي.

وأشار غانم إلى أن فريق العمل في برنامج «كش حرامي»، الذي تم تشكيله في منتصف عام 2009 وصل إلى مرحلة متقدمة من النضج وبات أفراده على دراية بكل شبر في مناطق اختصاصاتهم، بداية من الشوارع الكبيرة والرئيسة إلى الأزقة الصغيرة لدرجة تمكنهم من رصد أي متغيرات في المنطقة وتمييز المشبوهين من غيرهم.

وأفاد بأن البرنامج ركز في مرحلته الأولى على خفض مؤشر الجرائم المقلقة والسرقات، نظراً لتزايدها في بعض مناطق اختصاص المركز خلال عام ،2008 وبعد إحكام السيطرة على هذه الجرائم ضاعف برنامج «كش حرامي» من تركيزه على القضايا التي تسبب ارتفاعاً في مؤشر البلاغات وهي قضايا الشيكات، واستطاع فريق العمل ضبط 2579 متهماً في قضايا شيكات بلغت قيمتها نحو 500 مليون درهم خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري مقابل 804 متهمين في قضايا سجلت العام الماضي وبلغت قيمتها 432 مليوناً و812 ألف درهم.

وأضاف أن البرنامج تولى تسيير أكثر من 8000 دورية في مناطق الاختصاص منذ تطبيقه، وركزت بشكل رئيس على مناطق القوز الصناعية والسكنية والبرشاء وأم سقيم بواقع 1200 دورية لكل منها، فيما استهدفت في الدرجة الثانية منطقة جميرا بواقع 900 دورية.

وأكد غانم أن حياة أفراد هذا الفريق أصبحت مختلفة تماماً، إذ تحول ليلهم إلى نهار وباتوا معتادين قضاء الليل بأكمله في الشوارع لحراسـة المنازل ورصد المشبوهين.

لافتاً إلى أن هناك حالة من التنافس القوي بين أعضاء هذه الفرق على توفير أكبر قدر من الأمان في أماكن اختصاصهم.

وأشار إلى أن هناك نوعاً من القيادة اللامركزية بات يميز أفراد هذا الفريق، إذ أصبح بمقدور كل منهم اتخاذ القرار الذي يراه مناسباً حسب مقتضيات الواقعة، عازياً السبب إلى تراكم خبراتهم ووصولهم إلى درجة كبيرة من الاحترافية والإحساس بحالة المنطقة التي يختصون بها.

تويتر