أوقفت 16 راداراً عن العمل بسبب شكاوى

«مرور دبي»: نسبة الخطأ في المخالفــــــــات لا تتجاوز 10٪

شرطي سير يحرر مخالفة حضورية لأحد السائقين. الإمارات اليوم

أكد مدير الإدارة العامة للمرور بالإنابة المقدم سيف مهير المزروعي، أن نسبة الخطأ في تسجيل المخالفات لا تتجاوز 10٪، مشيراً إلى وجود وسائل إثبات متعددة تلجأ إليها الإدارة، ولا يدركها الجمهور.

وتابع أن الإدارة لا تتردد في تصحيح مخالفة ثبت تسجيلها على سبيل الخطأ، مضيفاً أنها أوقفت أخيراً 16 جهاز رادار عن العمل لورود شكاوى في مخالفات تسجلها، ومن المقرر إعادتها إلى ألمانيا لفحصها والتأكد من عملها بفاعلية.

وحررت الدوريات المرورية في دبي خلال النصف الأول من العام الجاري 36 ألفاً و581 مخالفة عدم ربط حزام الأمان غيابياً، مقابل 8909 مخالفات حضورية.

كما سجلت 3512 مخالفة عدم التزام المركبة الخفيفة بخط السير الإلزامي غيابياً، مقابل 40152 مخالفة حضورية.

وحررت الدوريات خلال الفترة نفسها 23 ألفاً و704 مخالفات استخدام الهاتف النقال خلال القيادة غيابياً، مقابل 9235 مخالفة حضورياً.

«عرقلة السير».. غيابياً

ارتفع مؤشر المخالفات الغيابية التي تلقى اعتراضاً من السائقين في مخالفات معينة، منها «عرقلة حركة السير» التي تصدرت المخالفات الغيابية اليدوية بعد تجاوزات السرعة بواقعة 50 ألفاً و355 مخالفة خلال النصف الأول من العام الجاري، وكذلك عدم ربط حزام الأمان 36 ألفاً و581 مخالفة، ومخالفات السرعة بأنواعها المختلفة التي يقدر عددها بنحو 800 ألف مخالفة.

وكان سائقون في دبي قد شكوا لـ«الإمارات اليوم» تحميلهم مخالفات غيابية، قالوا إنهم لم يرتكبوها، مثل مخالفة عدم ربط حزام الأمان، وعدم التزام المركبة الخفيفة بخط السير الإلزامي، إضافة إلى مخالفة استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة.

واستغربوا إلزامهم بتسديد قيمتها، مع أن قانون السير يحدد آلية تسجيلها حضورياً فقط. وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن احتمالات خطأ تسجيل مخالفات حزام الأمان غيابياً أكثر من صوابها، خصوصاً أن كثيراً من الأشخاص يرتدون ملابس تحمل لون الحزام، ولا يمكن تمييزها جيداً من خلال الزجاج الأمامي، وكذلك الحال بالنسبة إلى مخالفة استخدام الهاتف النقال، لأن هناك احتمالاً بأن يلتبس الأمر على الشرطيّ، حين يرى سائقاً يضع يده على وجهه. وأشار آخرون إلى تكرار مخالفتهم على عدم الالتزام بخط السير في شوارع لا يرتادونها.

وقال أحمد حسين، مقيم في دبي، في رد على سؤال وجهه موقع «الإمارات اليوم» للقراء حول مخالفات حررت لهم، إن شرطياً سجل ضده مخالفة عدم ربط حزام الأمان، على الرغم من أن زجاج سيارته مظلل، وكان يسير في الليل، مستغرباً إمكان رؤيته من خلال الزجاج.

وأفاد قارئ آخر، يدعى ليث، بأنه تلقى مخالفة غيابية تحت عنوان عدم الالتزام بخط السير في منطقة الورقاء، على الرغم من أنه لم يزرها إطلاقاً في حياته، وتزامن توقيت المخالفة مع وجوده في أبوظبي.

وأشارت قارئة إلى أنها خولفت غيابياً بسبب عدم ربط حزام الأمان، على الرغم من أنها لا تقود سيارتها من دون ربطه، وحين توجهت للاعتراض، طلب منها تسديد 30 درهماً، والقدوم في اليوم التالي قبل الواحدة ظهراً، ما يتعارض مع أوقات عملها الرسمي، لهذا اضطرت إلى سداد المخالفة.

وفي رده على شكاوى القراء، قال المزروعي إن نسبة الخطأ في المخالفات لا تتجاوز 10٪ بأي حال من الأحوال، وتكاد لا تتجاوز 1٪ بالنسبة لمخالفات السرعة، أو تلك التي تحررها أجهزة الضبط المروري.

وأضاف أن إدارة المرور في دبي اتخذت إجراءات جديدة للحدّ من احتمالات الخطأ في تسجيل المخالفات الغيابية، منها تسجيل الضباط معظم هذه المخالفات بأنفسهم، والاعتماد على أدلة إثبات مختلفة، منها الكاميرات التي تسجل غالبية المخالفات الغيابية، والنظر في سجلّ الشخص الذي سجلت ضده المخالفة، فإذا كانت متكررة يتم اعتمادها.

وأشار المزروعي إلى استحالة تأكيد مخالفة مشكوك فيها، ويتم النظر في الاعتراضات بكل جدية، لافتاً إلى أن الإدارة قدمت أخيراً تسهيلات في مسألة الاعتراض، فإذا لم يكن لدى الشخص الوقت الكافي للحضور فيمكنه التواصل مع المرور من خلال الإيميل عبر الموقع الإلكتروني، مؤكداً أن غالبية الأشخاص الذين لا يراجعون الإدارة تكون لديهم قناعة بأنهم فعلياً يستحقون المخالفة.

وحول الخطأ في تسجيل المخالفة بسبب عدم التدقيق جيداً في لوحة الأرقام، أوضح المزروعي أن الخطأ يحدث عادة في رقم واحد، ولا تتجاوز نسبة الخطأ في هذه الحالة 1٪، مشيراً إلى أن الناس لا يدركون كيفية تسجيل المخالفة التي تمر بمراحل تدقيق كافية، إذ تعتمد على نظام تقني يظهر بيانات السيارة ومواصفاتها بمجرد إدخال رقم اللوحة.

ولفت إلى أن الخطأ يحدث أحياناً إذا كانت السيارة تحمل رقم سيارة أخرى ولونها ونوعها، ويكون الاختلاف في الرمز فقط، مبيناً أن هذا الخطأ حدث معه شخصياً في سيارته، إذ فوجئ بتسجيل مخالفة عليها، ثم اكتشف تطابق الأرقام واللون والموديل بين سيارته وسيارة أخرى، وكان الاختلاف في الرمز فقط، فطلب من إدارة التسجيل إضافة كلمة أبيض لؤلؤي إلى بياناتها لدى الإدارة، لتمييزها، مؤكداً أن هذه حالات نادرة جداً.

وأفاد بأن الألوان الجديدة للسيارات تسبب بعض الارتباك أحياناً، نظرا لتقاربها، وتسجيل ألوان عدة تحت إطار لون واحد، مثل الأبيض بأنواعه، أو البني، أو الأزرق، لافتاً إلى أن النظام التقني يعمل حالياً على تفادي أيّ احتمالات للخطأ.

وأشار إلى أن فريق التقصي التابع للإدارة صحح يدوياً مخالفات بلغت قيمتها نحو 19 مليوناً و741 ألف درهم، فيما أعاد تقنياً مخالفات قيمتها 166 مليوناً و462 ألف درهم خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، مؤكداً أن هذا لا يعدّ رقماً كبيراً مقارنة بإجمالي المخالفات التي تسجلها شهرياً أجهزة الضبط والدوريات المرورية في دبي.

وفي ما يتعلق بشكاوى سائقين من المخالفات المتكرر في مطار دبي، قال مدير الإدارة العامة للمرور بالإنابة المقدم سيف مهير المزروعي، إن رجال الشرطة العاملين في المطار يبذلون جهداً كبيراً لتسهيل حركة السير، خصوصاً في أوقات الذروة التي يستقبل فيها المطار عشرات الزائرين أو المغادرين، لافتاً إلى أن البعض يبالغون في الترحاب والوقوف في أماكن ممنوعة.

وأضاف أنه لا يمكن مخالفة الشخص الذي يراعي هذه الظروف، خصوصاً خلال أوقات الذروة، لافتاً إلى أن البعض لا يراعي دور الشرطي الذي يقف طوال الوقت لأداء هذه المهمة، ويطلبون السماح لهم بالوقوف 10 دقائق، وينتظرون أكثر من ذلك، ما يضطره إلى مخالفتهم، موضحاً أن «هناك مواقف طويلة الأجل في المطار، يمكن لأي شخص الانتظار فيها أسبوعاً كاملاً إذا أراد ذلك».

وأكد المزروعي أن إدارة المرور تتعامل بشفافية مطلقة مع المخالفات المرورية، وتبدي مرونة كبيرة مع الأشخاص الذين يتعرضون لظروف إجبارية تدفعهم إلى ارتكاب مخالفة، لافتاً إلى أن الهدف الرئيس من تطبيق نظام المخالفات هو تحقيق الانضباط المروري في الطريق، والحدّ من القيادة المتهورة التي تعرّض حياة الآخرين للخطر.

وتابع أن المخالفات المرورية مقدمة طبيعية للحوادث، وكلما قلّت المخالفات انخفض مؤشر الحوادث، مشيراً إلى أن هناك عدداً كبيراً من الأشخاص يؤيدون الحزم في التعامل مع المخالفين، لأن سلامة الناس أهمّ كثيراً من مخالفة مرورية.

تويتر