سيف بن زايد يتدخل للقبض على «دنجور»

ألقت شرطة الشارقة القبض في وقت متأخر من مساء أول من أمس على (ر.ع.أ - 24 سنة) من جنسية عربية، يلقب نفسه بـ«دنجور»، روّج لنفسه القدرة على التنكيل بالضحايا عبر الشبكة العنكبوتية، بعد تفاعل مباشر من الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، مع مناشدات عدد من الأهالي والشباب من مستخدمي الأندية الاجتماعية الإلكترونية وهواتف الـ«بلاك بيري»، لتخليصهم من زعيم عصابة «وهمي» زعم عدم قدرة أحد على الإمساك به، أو ردعه عن ممارسة الجرائم المزعومة. ووجّه سموّه بسرعة القبض على المتهم، الذي كان قد أعد شريطاً مصوراً (فيديو كليب) بثه عبر الإنترنت، لإظهار جرائمه الخيالية، التي أثارت حفيظة مشاهديه من مستخدمي الشبكة.

وشكر سموّ الشيخ سيف بن زايد، عبر مشاركة له على موقعي «تويتر» و«فيس بوك»، جهود الأعضاء الذين ناشدوا الشرطة، وأبلغوا عن هذه الحادثة، مثمناً غيرتهم الصادقة وحسّهم الأمني والانتمائي لهذا البلد الطيب. وقال سموّه إن «هذا يُعدّ دليلاً واضحاً على مدى الوعي والتكاتف والترابط بين مختلف شرائح المجتمع وجهاز الشرطة، للوقوف صفّاً واحداً في وجه أيّ خرق يهدد الأمن والاستقرار الاجتماعي، مهما بلغ حجمه أو تدنى مستواه».

وأضاف سموّه أن «الأمن لا يتحقق إلا بتعاون وتلاحم الجميع»، مطمئناً الجمهور إلى أن «ما شاهدوه في (المادة الفيلمية) ليس سوى ادعاء وتقليد أعمى، وعبث صبياني، لكنه يخلّف آثاراً سلبية على سمعة الوطن، ويجدر بنا العمل جميعاً على اجتثاثه، فضلاً عن كونه سلوكاً بعيداً كل البعد عن قيمنا الحضارية وتقاليدنا الراسخة الأصيلة».

وأكد سموّه أن «العين الساهرة ستكون دوماً بالمرصاد لأي عابث بمنجزاتنا الحضارية، وذلك بفضل الله وعزم القيادة العليا وجهود أبناء الوطن المخلصين».

وكانت شرطة الشارقة قد تلقت توجيهات سموّه، أول من أمس، وباشرت بالتدقيق في محتوى المادة الفيلمية التي تظهر المزاعم الإجرامية لصاحب الفيلم، وقدرته على ارتكاب جرائم التعذيب والابتزاز بحق ضحاياه وصوت استغاثاتهم به على نحو تقليدي لفن الـ«راب»، فأعدت الشرطة بدورها كميناً تمكنت خلاله من القبض على المشتبه فيه، إلى جانب القبض على شقيقته، اللذين اعترفا بدورهما في تأليف هذه التمثيلية، بحسب وصف قائد عام شرطة الشارقة اللواء حميد الهديدي.

وأوضح الهديدي أن التحقيقات أظهرت أن المشتبه فيه عاطل عن العمل ولم يكمل تعليمه المدرسي. وقد برّر فعلته بالرغبة في لفت الانتباه وتقليد المجرمين الضالعين في الأعمال السينمائية، وما يفعله زعماء العصابات بمناوئيهم.

وفيما ندد الهديدي بهذا السلوك الشاذ الذي أرجع أسبابه الى ضعف الوازع الأخلاقي وتسطح الوعي الشخصي وغياب دور الأسرة الرقابي، فضلاً عن رفقة السوء، أعرب عن ثقته بدور المؤسسات القضائية والعقابية والإصلاحية لردع مثل هذه السلوكيات من جهة، والعمل على إصلاحها من الجهة المقابلة.