كانا في العمر نفسه وبملامح متشابهة

الصديقان حمد ضحيتا دراجة وشارع مميت

حمد عبيد توفي مع صديقه حمد محمد بحادث على شارع خورفكان ــ الفجيرة. الإمارات اليوم

لايزال شارع خورفكان ـ الفجيرة مسرحاً دائماً للحوادث المميتة، وآخر فجائعه الأحد الماضي، والضحيتان فتيان مواطنان، كانا صديقين في العمر نفسه، يحملان الاسم عينه، وكذلك الروح والملامح.

كان الصديقان يركبان دراجة نارية صغيرة، حين صدمتهما سيارة مسرعة، ليتركز الجدل في الأوساط المحلية في الإمارة حول الرقابة الأسرية على الأطفال والفتيان، وعدم السماح لهم بركوب الدراجات قبل السن القانونية، إضافة إلى سوء الطريق الذي وقع عليه الحادث.

الشابان حمد عبيد عبدالرحمن الكعبي، وحمد محمد سالم الكعبي، صديقان منذ الطفولة، واعتادا اللعب والمرح معاً، ويتشاركان مدرسة واحدة وصفاً واحداً أيضاً، ولقيا حتفهما معاً في مكان واحد، حينما اصطدمت سيارة «لكزس» يقودها شاب في العشرينات بدراجتهما النارية.

زارت «الإمارات اليوم» ذوي الشابين في بيتي العزاء ببلدة مربح في الفجيرة، وروى ذووهما تفاصيل الفاجعة، إذ بدأ علي عبيد الكعبي، وهو شقيق حمد عبيد الذي كان يقود الدراجة الحديثة على شارع الفجيرة ـ خورفكان الذي وصفه بأنه «من أخطر الشوارع، وتتكرر فيه الحوادث بشكل شبه يومي، وطالما سقط فيه ضحايا، ولكن لا حلول له».

وذكر نقلاً عن شهود أن الشاب سائق السيارة كان يقود مركبته قادماً من الفجيرة إلى خورفكان بسرعة زائدة، إذ إن السرعة المحددة هي 80 كيلومتراً في الساعة، في حين كانت سرعته تفوق الـ100 كيلومتر، فتجاوز عدداً من المركبات، وفي طريقه فوجئ بوجود رادار فغير مساره فجأة وسلك شارعاً فرعياً، ففوجئ بالشابين على متن الدراجة، ولم يتمكن من تحاشيهما فاصطدم بهما، ما أدى إلى تطايرهما مسافة 10 أمتار وسقوطهما على الشارع العام.

والقى الكعبي باللوم على الجهات المعنية بالطرق، لأنها «أهملت مطالب السكان بتحسين أوضاع الشارع، الذي يخلو من الإشارات الضوئية، وأماكن عبور المشاة والدوارات والتقاطعات»، ورأى أن أخطاءً في التصميم كانت وراء وقوع العديد من الحوادث في هذا الشارع.

أما (أم سيف) والدة المتوفى، فقالت إن «ابنها اعتاد الاستئذان قبل خروجه من المنزل، لكنه في آخر مرة خرج فيها لم يفعل، وقد كانت هي منشغلة بالصلاة».

وأضافت أنها «لم تصدق حين أُبلغت بأن حمد توفي في حادث سير»، مشيرة إلى أن «له أهمية خاصة في المنزل، لفرط نشاطه وحبه لأسرته»، واستذكرت هديته لها قبل أيام بمناسبة عيد الأم، وكانت خاتماً، نظرت إليه في يدها وعلا صوت شهيقها وبكائها.

ووفقاً لميثاء شقيقة حمد عبيد، فإن أخاها كان ودوداً وقريباً من الأطفال، وكان يطلق عليه في البيت لقب «برق»، ولفتت إلى أن حمد صديقه المقرب إليه، ويحمل الاسم نفسه، وكذلك هما متشابهان في الملامح.

وفي بيت العزاء الذي أُقيم لصديقه الشاب حمد محمد، بدت الصدمة على وجوه ذويه، الذين طالبوا السائقين بعدم التهور، وتجاوز السرعات المحددة.

وقالت (أم جاسم) إن «ابنها كان ضحية للطيش والتهور، وغياب التخطيط السليم للشارع»، مضيفة أنها «لم تعد تحتمل المآسي بسببه»، موضحة أن «ثلاثة من أبنائها تعرضوا لحوادث في هذا الشارع، وفقدت واحداً منهم هو حمد».

واستذكرت (أم جاسم) آخر اللحظات التي جمعتها مع حمد، إذ جاءها وبدأ بتدليك ذراعيها وكتفيها، فسألته عن سبب ذلك ولم يجبها. مشيرة إلى أن حمد كان مواظباً على الصلاة وهادئ الطباع، ومحبوباً من جميع أقرانه وأهله. ولفتت شقيقته (عائشة) إلى أن ترتيبه العاشر بين 14 أخاً وأختاً، وهو متفوق جداً في الصف التاسع، كما أن صديقه المقرب إليه هو حمد عبيد، الذي توفي معه في الحادث.

وعن يوم الحادث قالت: «سمعنا صوت سيارات الإسعاف وخرجت والدتي لمعرفة الأمر، ثم رن هاتفها ليبلغها المتصل بالخبر، فانهارت وسقطت في حالة هستيرية».

إلى ذلك، أفاد مدير العلاقات العامة في شرطة الفجيرة، المقدم سعيد علي الحمر، بأن «ظاهرة الدراجات بين المراهقين تنتشر على نحو لافت في المنطقة، وتستدعي تدخل الأهل لحماية أبنائهم»، مشيراً إلى أن «الشرطة تتردد في ملاحقة سائقي الدراجات من صغار السن، لئلا تقع لهم حوادث أثناء المطاردة».

وأكد الحمر أن «دور الأسرة مهم في هذا الشأن، لأن القانون يمنع قيادة ذلك النوع من الدراجات الصغيرة النارية لمن تقل أعمارهم عن 16 عاماً».

تويتر