مستشفى زليخة لم يعلّق.. وذووه سجّلوا بلاغاً لدى شرطة دبي

«محمد» مات تحت التخدير العام

محمد فتحي (في الإطار) دخل المستشفى لإجراء جراحة فتوفي بحقنة تخدير زائدة. الإمارات اليوم

دخل الشاب المصري محمد فتحي محمد مبروك، البالغ من العمر 37 عاماً مستشفى زليخة في دبي في الأسبوع الأخير من أكتوبر الماضي، لإجراء جراحة لإزالة حصى في كليته، لكنه خرج منه متوفى، بسبب ما تصفه أسرته بـ«الإهمال الطبي» نتيجة حقنه بجرعة تخدير زائدة. الأمر الذي رفضت إدارة المستشفى تأكيده أو نفيه، في حين أكدت مصادر شرطية وطبية أنها تحقق في شكاوى بهذا الصدد.

وتفصيلاً، أفادت (أم محمد) التي قدمت إلى الدولة تلبيةً لرغبة محمد (ابنها الوحيد) في اصطحابها لأداء فريضة الحج هذا العام، بأنه دخل المستشفى لإجراء جراحة «صغيرة» لإزالة حصى من إحدى كليتيه، وقالت إن محمد أكد لها أن العملية بسيطة للغاية ولا تستدعي القلق، وأنه سيتمكن من السير بشكل اعتيادي بعد ثلاثة أيام فقط من الجراحة.

وتابعت «بعد العملية مباشرة جاءنا الطبيب الذي أجراها وطمأننا على حالته الصحية، وقال إنها مستقرّة تماماً، وإنه لايزال تحت تأثير المخدّر، في غرفة العمليات»، وأضافت «انتظرت وأسرته ساعات حتى يُفيق من تأثير المخدر، لكن علمنا من الأطباء لاحقاً أنه مات».

لم تصدّق والدة محمد الخبر في بداية الأمر، قبل أن تُسلّم بالأمر، وتتهم الأطباء بالإهمال، لاسيما أن طبيب التخدير غادر قبل أن يصحو مريضه من تأثير المخدّر.

وقالت (أم محمد) إن «الأطباء أثناء الفحص الأولي، أكدوا أن الوفاة نتجت عن إهمال فريق التخدير المتابع للعملية الجراحية». واتهمت (أم محمد) إدارة المستشفى بالتسبّب في وفاة ابنها، مشيرةً إلى أنها قالت في بادئ الأمر، إن الوفاة نتجت عن حدوث هبوط في الدورة الدموية أدت إلى دخوله في غيبوبة ومن ثم وفاته، لكنها تراجعت عن ذلك لاحقاً بعد تسجيل الشكوى.

وفيما رفض مدير مستشفى زليخة في دبي الدكتور السيد مقتدي التعليق على الواقعة بعد اتصالات عدة، واكتفى بالقول «لا تعليق»، أبلغ مصدر من داخل المستشفى، طلب عدم ذكر اسمه، «الإمارات اليوم» بأن إدارة المستشفى أجرت تحقيقاً داخلياً حول الواقعة، وتأكدت من وجود خطأ من طبيب التخدير، إذ أعطى المريض جرعة تخدير زائدة، فيما لم تكن كمية الأوكسجين التي تصل إلى الدماغ كافية، فانتهى الأمر إلى حدوث مضاعفات صحية أدت إلى وفاته.

ووفقاً لبلاغ الوفاة الصادر من مستشفى زليخة في دبي فإن السبب المباشر للوفاة هو «حدوث اضطراب في عمل القلب، وعدم كفاية الأوكسجين، وحدوث مضاعفات صحية نتيجة للعملية الجراحية، إضافةً إلى التخدير العام».

إلى ذلك، أفاد مدير مركز شرطة القصيص المقدم عارف بوشكر، بأن المركز تلقى بلاغاً من ذوي المتوفى بتاريخ 25 أكتوبر، يتهمون فيه إدارة المستشفى بالتسبّب في وفاة ولدهم نتيجة خطأ طبي من الفريق المعالج، وتابع «تم الانتقال إلى مقر المستشفى لبحث الشكوى، ووُجد المريض بالفعل في حالة موت سريري تام». مضيفاً أنه تم أخذ صورة من الملف الطبي الخاص بالمتوفى، وإبلاغ النيابة، وتحويل ملف الحالة إلى هيئة الصحة في دبي، لعرضه على اللجنة الطبية الخاصة بفحص الحالات المشابهة، وكذلك تحويل الجثة إلى الطبيب الشرعي، مشيراً إلى أنه في حال ثبت وجود خطأ طبي فإن الملف كاملاً سيتحول إلى محكمة الجنايات.

ويعمل محمد فتحي (37 عاماً) نائباً لمدير فندق في دبي، وتتكون أسرته الصغيرة من زوجته وابنتيه، ويُعدّ الابن والمعيل الوحيد لأسرته.

تويتر