8 قتلى لكل 100 حادث مروري في الدولة

16.6 مليار درهم كُلفة حوادث الـمـرور العام الماضي

٪149 نسبة ارتفاع الحوادث خلال العام الماضي، مقارنة بعام2005. الإمارات اليوم

كشفت ندوة أقيمت في أبوظبي، أمس، عن أن الكلفة الاقتصادية المباشرة الناجمة عن الوفيات والإصابات المرورية في الإمارات خلال العام الماضي، بلغت 16.6 مليار درهم تعادل 18٪ من الكلفة الإجمالية للحوادث في الدول العربية مجتمعة.

كما كشفت الندوة عن أن عدد قتلى الحوادث المرورية في الإمارات يبلغ ثمانية لكل 100 حادث. وهو يماثل أربعة أضعاف ضحايا الحوادث في الدول المتقدمة، إذ يبلغ المعدل في الولايات لمتحدة وسويسرا والسويد بين قتيلين وثلاثة قتلى لكل 100 حادث مروري.

وأوضح مشاركون في ندوة «حوادث المرور.. الأسباب والحلول» التي نظمتها دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، انه تم خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري تحرير مليون و240 الفاً و430 مخالفة في أبوظبي وحدها، بينما نظرت نيابات المرور في أبوظبي 2019 قضية مرورية العام الماضي، تندرج تحت القتل الخطأ والإصابة الخطأ وإتلاف وتجاوز الإشارة الحمراء وغيرها.

وكشفت دراسة أعدها الباحث الرئيس في دائرة التنمية الاقتصادية في ابوظبي ابراهيم محمد العابد، أن 82.1٪ من الحوادث المرورية في أبوظبي ناتجة عن الأخطاء البشرية، وأبرزها الانشغال بالأجهزة الإلكترونية أثناء القيادة.

وقالت الدراسة إن 116487 حادثاً مرورياً وقع في أبوظبي خلال العام الماضي، بمتوسط 320 حادثاً يومياً، وبمعدل حادث كل 4.5 دقائق.

توصيات

أوصت الندوة باتباع نظام الزيادة الطردية المتصاعدة في رسوم الترخيص، وبدل التأمين على المتسببين في حوادث عدة خلال سنة واحدة، بشكل يتفق وعدد الحوادث المرتكبة، ونوع الإصابات الناتجة. وكذلك تشديد ضوابط الاختبارات على منح الرخص الجديدة وتنظيم وتجهيز مواقع للسباقات الرياضية وتنفيذ عقوبات السجن لممارسي رياضات السرعة على الطرق وخارج المناطق المخصصة لذلك، وتشديد إجراءات الرقابة على قطع غيار السيارات.

كما اوصت بإقامة نقاط أمنية ثابتة (مراكز) كل 10 ـ 15 كيلومتراً على الطرق الخارجية. وتوفير دوريات متحركة بين هذه المراكز، تعمل في الاتجاهين، خصوصاً في أوقات الازدحام، واقترحت استخدام المراكز الثابتة كذلك لغايات الإسعاف والدفاع المدني وضبط الأمن العام، وتوجيه المؤسسات المعنية (الداخلية، المرور، التعليم.. الخ) لوضع برامج منظمة للتثقيف المروري.

وأوصت بتنفيذ حملات توعية دورية منتظمة بالتعاون والتنسيق مع الجهات الإعلامية، وبإدراج مساق السلامة المرورية في المدارس والجامعات بشكل فاعل.

وأفادت الدراسة، التي أجريت بالتعاون مع إدارة المرور والدوريات في أبوظبي وإدارة عمليات الشرطة، ودائرة النقل في أبوظبي وإدارة التأمين وإدارة الطب الشرعي؛ بأن 9٪ من إجمالي الحاصلين على رخصة قيادة العام الماضي هم مواطنون، وهم متسببون بنسبة 29٪ من حوادث العام ذاته.

كما أفادت بأن 44٪ من الحاصلين على رخصة قيادة خلال العام الماضي هم الآسيويون، ويحتلون المركز الأول بين الجنسيات. كما أن 39٪ من حوادث العام الماضي، تسبب فيها آسيويون، ويحتلون بذلك المركز الأول في نسبة الحوادث.

وأوضحت أن 149٪ نسبة ارتفاع الحوادث خلال العام الماضي، مقارنة بعام ،2005 ما أدى إلى ارتفاع نسبة الوفيات 144٪ لفترة المقارنة ذاتها. كما ان هناك 1704 حالات وفاة، ناتجة عن 13938 حادثاً، خلال الفترة 2005 ـ .2009

وبلغت نسبة زيادة حوادث الإصابات البشرية خلال العام الماضي 132٪ مقارنة بعام .2005 كما أن مخالفات تجاوز الإشارة الحمراء خلال العام الماضي بلغت 6804 مخالفات، بنسبة ارتفاع 38٪ مقارنة بعام .2005 بينما بلغت نسبة الزيادة في مخالفات «عدم صلاحية إطارات المركبة أثناء السير» 415٪ العام الماضي، مقارنة بالعام الذي سبقه.

وأكدت الدراسة أن 53.5٪ من المشاة لا يلتزمون بعبور الطريق من الأماكن المخصصة لهم، ما يزيد من نسب ارتفاع حوادث الدهس، أو التسبب في وقوع حادث مروري.

وقال العابد إن دراسة أجريت على عينة عشوائية، بينت أن 52.4٪ منهم حصلوا على مخالفة مرورية على الأقل، خلال العام الماضي، و6.5٪ منهم حصلوا على أكثر من ثماني مخالفات.

ولفت إلى أن عدد حوادث المرور في إمارة أبوظبي اتخذ منحىً تصاعدياً في السنوات الأخيرة، بشكل يستنزف الموارد المادية والبشرية للمجتمع، إضافة إلى آثارها الاقتصادية والنفسية والمشكلات الاجتماعية المترتبة على تلك الحوادث، سواءً في المصابين أو أسرهم من جانب، وفي المجتمع من جانب آخر، على الرغم من التعديل الأخير على قانون المرور الاتحادي، بتشديد العقوبات ومضاعفة الغرامات المالية للحدّ من تلك الحوادث.

كما لفت العابد إلى تسجيل 447 حالة تسابق على الطريق العام خلال العام الماضي في إمارة أبوظبي، بزيادة قدرها 300 حالة على عام ،2008 كما سجل ما مجموعه 1061 مخالفة «قيادة المركبة بتهور» العام الماضي أيضا، و184 مخالفة قيادة المركبة بصورة تشكل خطراً على الجمهور، و4405 مخالفات قيادة المركبة بعكس اتجاه السير، بما يمثل ضعف عدد المخالفات عن السنة السابقة لها، إضافة إلى 3437 مخالفة خاصة بالانحراف المفاجئ للمركبة.

وقال العابد إنه بالنظر إلى إحصاءات القيادة العامة لشرطة أبوظبي تبين زيادة مخالفات السرعة المسجلة في الإمارة بنسبة 283٪ العام الماضي مقابل العام الذي سبقه، كما سُجل 8487 مخالفة، تحت مسمى «استخدام هاتف نقال بواسطة اليد أثناء القيادة» خلال عام ،2008 ارتفعت العام الماضي بنسبة 121٪ لتصل إلى 18791 مخالفة.

وبلغ عدد قتلى حوادث الطرق في أبوظبي العام الماضي 412 شخصاً، مقابل 376 العام .2008 وبلغ عدد المصابين في العام نفسه 4825 مصاباً، مقابل 4614 في العام الذي سبقه، لافتاً إلى أن إجمالي القتلى والمصابين من عام 2005 حتى 2009 بلغ 22861 شخصاً.

وقال خبير الطرق والمرور في القيادة العامة لشرطة أبوظبي الدكتور عاطف محمد لبيب، إن تخفيض عدد القتلى في الحوادث المرورية بنسبة 1٪ كفيل بتوفير مليار درهم من الكلفة المباشرة للحوادث المرورية، لافتاً الى أن خفض القتلى بنسبة 30٪ يوفر 26 مليار درهم هي كلفة هذه الحوادث.

وقال إن كلفة حوادث المرور في أبوظبي تصل إلى 82 مليار درهم خلال 10 سنوات تقريباً، ولفت إلى أن الشرطة ستبدأ استخدام نظام جديد بهدف تقليل الحوادث، يسمى نظام إدارة مراقبة الحركة المرورية في العاصمة اعتباراً من بداية 2011 يتضمن تركيب كاميرات حديثة وأجهزة كمبيوتر وأجهزة تتبع داخل الدورية الشرطية، لتحليل أسباب الحوادث وجمع المعلومات المختلفة أثناء وقوع الحوادث، وبعده، مع وصف كامل للأماكن الخطرة التي يكثر فيها وقوع حوادث مرورية.

وقال لبيب إن الفترة المقبلة ستشهد تركيب انظمة حديثة مزودة بكاميرات رقمية عالية الوضوح، تستطيع التقاط صور المخالفات وإظهار رقم المركبة لمسافة تصل إلى 100 متر، وانظمة مزودة بحساس الكتروني لضبط مخالفات تصل لمسافة 610 أمتار، لافتاً الى أن الأنظمة محصنة من الصدمات، وضد الماء، لذا يمكن استخدامها بمختلف الظروف الجوية. كما انها مزودة بذاكرة رقمية تستطيع تخزين 5000 مخالفة مع فيديو، ومزودة ببطاريتين تمكنان الجهاز من العمل 25 ساعة.

كما سيتم تركيب 500 جهاز رادار جديد، ثابت ومتحرك، في إمارة أبوظبي بحلول نهاية العام الجاري، ويوجد حاليا 160 راداراً ثابتاً و30 راداراً قناصاً في الإمارة، لافتاً الى أن وجود 168 كاميرا تغطي 82 تقاطعاً. كما توجد 30 كاميرات مراقبة قطع الإشارة الحمراء تغطي 40 تقاطعا، إضافة إلى 90 كابينة يتم نقل الكاميرات خلالها بصورة دورية، وهناك مخطط لوجود كاميرات تغطي 150 تقاطعاً العام المقبل.

وأشار لبيب الى أن احصاءات الأشهر الستة الأولى من العام الجاري كشفت ان عدد الحوادث بإصابات بلغ 1264 شخصاً بينما بلغت الوفيات 177 حالة وعدد الإصابات 200 شخص، بينما بلغ عدد المخالفات المرورية للأشهر الستة الأولى من العام الجاري اكثر من مليون و240 الف مخالفة مقابل 2.258.112 مخالفة العام الماضي، منها 973 ألفاً مخالفات غيابية والبقية حضورية. كما بلغ معدل الحوادث المرورية في الإمارة 41 حادثاً لكل 100 الف نسمة.

وذكر أن معظم الحوادث المرورية في أبوظبي تعد حوادث صدم بنسبة 57٪ تليها حوادث الدهس بنسبة 20٪، لافتاً الى أن الانحراف المفاجئ، والإهمال وعدم الانتباه، والسرعة الزائدة، وعدم ترك مسافة، وانفجار إطار؛ أهم أسباب حوادث الوفاة والإصابات البليغة.

وقال وكيل نيابة العين في إمارة أبوظبي سعيد الشامسي، إن العام الماضي شهد 2019 قضية مرورية في إمارة أبوظبي عبارة عن قتل خطأ وإصابة خطأ وإتلاف وتجاوز الإشارة الضوئية.

وقال مدير عمليات أبوظبي في شركة «ساعد» للأنظمة المرورية، سالم السعدي، إن عدد الحوادث المرورية البسيطة التي شهدتها أبوظبي العام الماضي، بلغ 150 الف حادث، كما تتلقى «ساعد» 700 بلاغ يومياً عن وقوع حوادث مرور في الإمارة.

تويتر