أحدهما سار على إطارين والشرطة تحوّل الواقعة من مرورية إلى جنائية

ضبط شقيقين أثارا فوضى على شــارع الشيخ زايد

صورة

ضبطت شرطة دبي شقيقين مواطنين ارتكبا أعمال فوضى بسيارتيهما على شارع الشيخ زايد أثناء مسيرة نظمتها جماهير نادي الوصل نهاية الشهر الماضي.

وقال نائب القائد العام لشرطة دبي اللواء خميس مطر المزينة، إن الواقعة تحولت من مخالفة مرورية إلى جريمة جنائية للمرة الأولى، ووجهت الشرطة إلى الشابين تهمة تعريض حياة الآخرين للخطر، موضحاً أنها «تهمة يعاقب عليها بالحبس وفق قانون العقوبات الاتحادي»، مؤكداً أن الشرطة لن تتهاون مع «مجرمي الطريق أياً كان وضعهم ومكانتهم».

  البحث عن بقية المتهمين

 قال نائب مدير الإدارة العامة لمرور دبي المقدم سيف مهير المزروعي، إن إحدى السيارتين اللتين ارتكبتا أعمال فوضى كانت موجودة في أبوظبي وهي من طراز تويوتا وغير صاحبها بعض معالمها، حيث نزع الملصقات الموجودة عليها وغير لون إطاراتها.

وأشار إلى أن فرق الملاحقة ضبطت إحدى السيارتين اللتين أثارتا الفوضى على شارع الشيخ زايد بعد ساعات من الواقعة، وتم سحب رخصة صاحبها، وتبين بعد بث مقاطع فيديو لأعمال الفوضى على مواقع إلكترونية، أن هناك سيارة أخرى اشتركت في الفوضى فتحركت فرق الملاحقة وضبطتها في أبوظبي وتم القبض على قائدها، أول من أمس، مشيرا إلى أن المتهمين موقوفان حالياً وتمت إحالتهما إلى النيابة العامة.

وفي التفاصيل، أوضح المزينة إن الواقعة بدأت أثناء مسيرة نظمتها جماهير نادي الوصل في دبي بعد فوز فريقها بكأس الخليج، حيث انفصل شباب عدة بسياراتهم بعيدا عن المسيرة التي كانت تحرسها الشرطة وارتكب شقيقان مواطنان موظفان الأول (س.س.م.ش) 26 عاماً، والآخر يدعى (أ.س) أعمال فوضى في شارع الجميرا ثم انتقلا إلى شارع الشيخ زايد.

وأظهرت مقاطع الفيديو التي بثتها مواقع إلكترونية أحد الشقيقين يقود سيارته من طراز نيسان باترول على إطارين فقط لمسافة طويلة والسير بمحاذاة السور الفاصل بين الاتجاهين في شارع الشيخ زايد، وكاد يتسبب في وقوع أكثر من حادث أثناء مغامرته، فيما خرج شاب آخر من نافذة سيارة أثناء سيرها على إطارين ووقوفه عليها بطريقة بهلوانية كادت تقضي عليه.

وظهر الشقيق الآخر في الفيديو نفسه أثناء لف سيارته بسرعة شديدة حول نفسها بينما يخرج دخان كثيف من أسفل الإطارات نتيجة استخدام الفرامل بطريقة عنيفة تضر بالطريق وتسبب الخطر للمركبات الأخرى.

وبيّن مقطع الفيديو الذي تم حجبه من مكتبة الفيديو الإلكترونية على شبكة الانترنت (يوتيوب) مجموعة شباب يقودون سيارات من طرز مختلفة أثناء قطع الطريق على المستخدمين الآخرين للسماح للشقيقين بممارسة أعمالهما الفوضوية، ولفت المزينة إلى ضبط شخصين آخرين بالإضافة إلى الشقيقين اشتركا في تسهيل ارتكاب هذه المخالفات، وجاري البحث عن آخرين في الوقت الراهن.

وأقر أحد الشقيقين خلال سؤاله من جانب الشرطة بأنه يشترك في سباقات في حلبة أم القيوين ومدينة العين، مشيرا إلى أنه كان يشارك جماهير الوصل احتفالاتها بالفوز ولديه هواية الاستعراض بالسيارة.

وقال المزينة، إن وسائل إعلام أجنبية تناولت أعمال الفوضى التي أثارها الشابان بالتعاون مع آخرين باعتبارها سلوكاً عاماً في الدولة عموماً ودبي خصوصاً، معتبراً أن سلوك هؤلاء الشباب يشوّه الصورة الجميلة لدبي ويضر بجهود الشرطة والجهات المعنية بإنشاء وتأمين الطرق العالمية الموجودة في الدولة.

وأضاف أن الجميع يشهد على وجود انضباط مروري في الدولة وأغلبية أفراد المجتمع يحترمون قوانين السير، مؤكدا أن تورط شابين إماراتيين أو أكثر في واقعة كهذه، لا يعني على الإطلاق أن هذا سلوك عام لدى شباب المواطنين، مشيرا إلى أن هناك أجهزة الدولة قادرة على ردع هؤلاء المتهورين.

وأوضح أن هناك أماكن مناسبة لتفريغ هذه الطاقات مثل مضمار سباق أم القيوين، مناشدا الشباب الراغبين في ذلك، ممارسة هواياتهم بطرق مقبولة لا تسبب إزعاجا للآخرين، أو تضر بسلامتهم، لافتاً إلى أن أعمال الفوضى التي ارتكبها هذان الشابان على شارع الشيخ زايد كان من الممكن أن تتحول إلى كارثة لو اصطدما بمركبة تضم عائلة أو أكثر.

وحول عدم ظهور رجال الشرطة خلال المشهد الذي استمر دقائق عدة، قال المزينة إن جميع الدوريات المرورية والأمنية كانت منشغلة في تأمين مسيرة جماهير الوصل التي امتدت من مقر النادي حتى سور حديقة جسر الصفا، وتركز وجودها على التقاطعات حفاظا على الانسياب المروري وعدم عرقلة حركة السير أو وقوع أعمال شغب.

وذكر أن كثافة حركة السير في المسيرة عرقلت عملية وصول الدوريات إلى موقع الحدث.

وأضاف المزينة أن غرفة العمليات لم تتلقَ بلاغا عن الوقعة على الرغم من خطورتها، لافتا إلى أن الشرطة تثمن تصوير الواقعة من جانب أحد الأشخاص، مطالباً الجمهور بضرورة الإبلاغ حال وقوع أعمال فوضى ليتم وقفها فورا وضبط مرتكبيها، مناشداً أفراد المجتمع بعدم السلبية حيال تلك المواقف والاتصال مباشرة بغرفة العمليات أو على برنامج «كلنا شرطة»، الذي يشرك أفراد المجتمع في عملية حفظ أمن الطريق ويتيح لهم الإبلاغ فورا عن السائقين المتهورين.

وأفاد بأن حملة القيادة العدوانية التي تنظمها شرطة دبي تسهم في ضبط أمن الطريق لكنها تركز في المقام الأول على توعية المجتمع بمخاطر التهور في القيادة، معتبراً أن تدني الثقافة المرورية أخطر ما يمكن مواجهته على الطريق لذا تحرص الشرطة على تنمية هذه الثقافة.

وأكد المزينة أن التعبير عن الفرحة يجب ألا يكون على حساب الآخرين، أو في شارع حيوي مثل الشيخ زايد، مشيرا إلى أن النيابة العامة تتولى التحقيق مع المتهمين، وقررت شرطة دبي إحالة الحادث إلى واقعة جنائية حتى يكونا عبرة لغيرهما من السائقين المتهورين.

وأشار إلى أن دبي لم تكتسب تلك السمعة العالمية المحترمة بسهولة حتى يتم النيل منها بسبب تصرفات فردية تستغلها بعض وسائل الإعلام وتهول منها، مؤكدا أن القوانين تسري على الجميع، ولن يتم التسامح مع أي شخص يتحدى الشرطة بارتكاب مثل تلك الأعمال.

تويتر