‏شفط دهون فتاة في أواني مطبخ.. والثانية تورَمت شفتاها 10 أضعاف

ضحيتان لـ«جرَاح هوليوود» المزيَف: تعرضنا للموت والتشوَهات على يديه

تشَوهات على شفتي فتاة رومانيةأجرى لها ستيفين مووس جراحة . تصوير: دينيس مالاري

تعيش فتاتان الأولى رومانية تُدعى (ت) والثانية فلسطينية تُدعى (ع) حالة اكتئاب شديدة، إذ تعانيان تشوهات بالغة في الوجه والجسد، تسبب فيها الطبيب الأميركي المحتال ستيفن مووس.

بلاغان جديدان ضد الطبيب المحتال

ستيفن مووس.

محمد فودة ــ دبي

تلقت شرطة دبي بلاغين جديدين ضد ستيفن مووس، قدمتهما امرأتان من ضحايا الطبيب المزيف، وفق مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية العميد خليل ابراهيم المنصوري، الذي أشار إلى أن «هيئة الصحة في دبي تنسق مع الشرطة في هذا الصدد وتعمل حالياً على التواصل مع ضحايا المتهم وتحويل البلاغات إلى إدارة التحريات».

فيما كشفت تقارير أمنية أن الإنتربول الدولي أصدر نشرة حمراء قبل نحو عامين بحق منتحل هوية الجراح التجميل العالمي، مشيرة إلى أن المتهم «ستيفن مووس» سبق أن قبض عليه من جانب شرطة الشارقة وأحيل إلى إدارة الانتربول في وزارة الداخلية في أبوظبي، لكن لم تتلق الإدارة ملف استرداد من جانب السلطات الأمنية الأميركية.

وفي التفاصيل قال المنصوري إن «الضحيتين تقدمتا ببلاغين أفادتا بتعرضهما للتشوّه جراء جراحات تجميلية أجراها المتهم في الفيلا التي حولها إلى عيادة في منطقة البرشاء»، موضحاً أن «شرطة دبي تتلقى أي بلاغات تحولها هيئة الصحة سواء من ضحايا تعرضن للتشوّه أو من نساء خضعن للجراحة ولم يتعرضن لمضاعفات لأن التهم الموجهة للطبيب المزيف تشمل ممارسة نشاط دون ترخيص مسبق».

وأضاف أن «الشرطة عثرت في الفيلا التي اتخذها المتهم وكراً له على أكثر من 100 ملف لنساء من جنسيات مختلفة أجرى لهن جراحات تجميلية»، لافتاً إلى أن «ثمة تنسيقاً يجري حالياً مع هيئة الصحة في دبي لفحص تلك الملفات والتواصل مع الضحايا لفحصهن ومراجعة ما إذا كن تعرضن للتشوه، وبحث إمكانية التوجه إلى الشرطة لتحرير بلاغات ضد الطبيب المزيف».

وأشار المنصوري إلى أن «الواقعة بدأت في نهاية شهر يناير الماضي حين تلقت شرطة دبي بلاغاً من هيئة الصحة حول ممارسة شخص نشاط طبي دون ترخيص»، لافتاً إلى أنه «فور تلقي البلاغ تم تشكيل فريق بحث جنائي لمتابعة الموضوع وتأكد الفريق الأمني من صحة المعلومات حول أنشطة الطبيب المزيف وبادر الفريق بتجنيد عنصر نسائي من الشرطة وإرساله إلى المتهم للاتفاق على إجراء عملية تجميل، وبالفعل وافق على تنفيذ الجراحة وحدد له موعداً وفي اليوم المتفق عليه وبعد قيامه بترتيبات قبل الجراحة ألقي القبض عليه متلبساً بجريمته.

وأوضح المنصوري أن «الشرطة حرزت مواد ممنوعة داخل الفيلا وتم إحالتها إلى الجهات المختصة التي تأكدت من خطر بعضها وعدم صلاحيتها لهذه النوعية من الجراحات، كما عثر على أكثر من 100 ملف لنساء أجرين جراحات تجميلية مختلفة».

إلى ذلك، قال المنصوري إن «المنظمة الدولية لمكافحة الجريمة «الإنتربول» أصدرت بحق المتهم نشرات قبض حمراء وضبط فعلياً في إمارة الشارقة قبل عامين وأحيل إلى إدارة الانتربول في وزارة الداخلية في أبوظبي، لكن أفرج عنه لاحقاً بسبب عدم استكمال الإجراءات من جانب المباحث الفيدرالية الأميركية والتي لم ترسل ملف استرداد لاستلام الطبيب المزيف.

ونشر موقع «إف.بي.آي» صورة الطبيب المزيف تحت عنوان «مطلوب للمباحث الفيدرالية الأميركية»، وأشار الموقع إلى أنه مطلوب لارتكابة مخالفة ممارسة مهنة دون ترخيص وانتحال صفة الغير وبيع خدمات علاجية على الإنترنت منذ عام .2002‏

ومووس، هو أميركي انتحل اسم وصفة جراح تجميل مشاهير هوليوود، الدكتور ستيفن هوبينغ، وحوّل غرفة في فيلا في منطقة البرشاء في دبي إلى عيادة، وأجرى فيها جراحات تجميلية لعدد كبير من النساء، وفق مصادر طبية وشرطية في دبي.

الفتاتان قالتا لـ«الإمارات اليوم»: «تعرضنا للموت على يدي هذا المحتال، الذي استنزف أموالاً كثيرة منا تقدر بعشرات الآلاف من الدراهم».

وأضافتا «بدلاً من أن يجري الطبيب لنا تجميلاً، تسبب في اصابتنا بتشوّه شديد، قد يحتاج إلى سنوات لعلاجه».

وإضافة إلى (ت) و(ع)، هناك ما يزيد على 100 ملف طبي لراغبات في التجميل، وجدت في العيادة المزعومة، بحسب مصدر شرطي.

وتروي (ت) لـ«الإمارات اليوم»، قصة تعرفها إلى الطبيب المحتال قائلة «علمت بوجود طبيب شهير في دبي، يجري جراحات لنجوم السينما الأميركية، ودلتني صديقاتي إليه، وبالفعل حصلت على بطاقة اعمال تحمـل اسم الدكتور ستيفن هوبينغ».

وتكمل «اتصلت به، فحدد لي موعداً، واستقبلني في فيلا في منطقة البرشاء، لا تحمل أي لوحة توضح انها عيادة»، متابعة «في البداية ثار الشك داخلي، وعندما سألته عن اللوحة التي تحمل اسم عيادته، زعم أنها سقطت وكسرت، ويصنع حالياً لوحة أخرى».

وعندما سألت (ت) عن شهاداته «قدّم لها شهادة ترخيص مزعومة صادرة من جهة حكومية تفيد بأنه طبيب مرخص له بالعمل في الدولة».

وتصف الفتاة الرومانية، هذا الشخص بأنه «شديد الذكاء، ويملك القدرة على الإقناع بأنه طبيب ذو خبرة كبيرة، ومتعمق في تخصص جراحات التجميل».

الموت اختناقاً

وتكمل (ت): «طلبت منه اجراء جراحة لتجميل الشفاه، فراح يجري لي هذا التجميل على 10 جراحات، وفي كل مرة، يصيبني بتشوه مختلف، ويزعم ان هذا اجراء عادي»، مشيرة الى انه «كان يحصل على ما بين 1500 و2000 درهم في كل جراحة، وزاد المبلغ الإجمالي الذي حصل عليه على 25 ألف درهم».

وفي احدى تلك الجراحات، تضيف (ت)، تضخمت شفتاي، بمقدار 10 أضعاف حجمها الطبيعي، وأصيبتا بالتهاب شديد، بعد الحقن بمواد تجميل غير أصلية.

ومع تزايد التضخم، «تعرضت لاختناق في القصبة الهوائية، وكدت ان اموت لعدم قدرتي على التنفس»، مضيفة «خرج الطبيب المزيف للشارع مسرعاً، واستأجر سيارة أجرة لأقرب صيدلية وأحضر علاجاً سريعاً أعاد لي تنفسي».

وخلال هذا الوقت «تركني بين الحياة والموت، ليس معي سوى زوجته وأطفاله».

وتضيف الفتاة، أنها الآن تعاني من تشوهات شديدة في شفتيها، وتحولتا إلى قطع ممزقة، وصورتي باتت منفرة لكل من يقابلني.

وتواجه الفتاة (ت) التي تعمل في مركز تجاري، خطر الفصل من عملها.

وتضيف «توجهت قبل يومين الى المحكمة، لأقدم شكوى ضد هذا الطبيب المزيف، لكن رفضت شكواي، لأنني يجب ان أتقدم ببلاغ في مركز الشرطة أولاً».

أسعار زهيدة

أما (ع) فقد توجهت للطبيب المزعوم، بعد ان «تعرفت عليه عن طريق صديقاتها، وبعد ان قرأت بطاقة الاعمال التي يوزعها على الراغبات في التجميل».

وتضيف «لقد كان شخصاً محترفاً، وأقنعني بأن كل شيء قانوني في عيادته، وأدواته معقمة».

وعزت (ع) سبب اتجاهها لهذا الشخص «لأنه يعرض أسعاراً زهيدة جداً، اذ يطلب في بعض حقن شد الوجه، مبلغ 500 درهم، في حين انها تجرى في العيادات الاخرى بمبالغ تصل الى 3000 درهم».

وتضيف «سألته عن سبب هذا المقابل المالي الضئيل، فقال إنه شخص لا يستغل المرضى، ويحب مساعدة الآخرين».

وأضافت «طلبت منه اجراء جراحة شفط دهون، وهي تكلف في أي مستشفى 25 الف درهم، لكنه قرّر إجراءها لي مقابل 6000 درهم فقط»، متابعة «خلال تلك الجراحة كنت على مقربة من الموت».

وتوضح «أعطاني هذا الطبيب جرعة مخدرة شديدة جداً حتى أغيب عن الوعي، لكني كنت أشعر بما حولي، فزاد الجرعة، وهو أمر كان من الممكن أن يؤدي إلى وفاتي، لولا اشتداد الألم الذي دفعني إلى طلب التوقف عن استكمال الجراحة».

المثير، وفق (ع) أنه «كان يشفط الدهون، ويلقي بها في أواني مطبخ، وكان يحقن بمواد رديئة الصنع، يستمر مفعولها شهراً واحداً فقط، لكن في الأحوال العادية، يفترض انها تستمر الى ستة اشهر».

مواد خطرة

وتعيش (ع) حالة إكتئاب شديدة، وفق وصفها، إذ تعاني من تشوّه في منطقة البطن، وأضرار ظاهرة في منطقة الصدر.

وتضيف «أعيش حالة رعب وقلق نفسي بالغ، لأني لا أدري ما المواد التي حقنني بها هذا المحتال، ربما تكون مواد خطرة تُصيبني بأمراض خبيثة ومزمنة».

وتكمل «ربما أصيبتُ بأمراض معدية انتقلت إليّ عبر عيادته غير المرخصة، والتي، بلا شك، لا تطبق فيها معايير التعقيم والسلامة».

وطالبت الفتاتان السلطات في دبي، باتخاذ اجراءات قانونية، وتوقيع عقوبات مشددة، ورادعة على هذا الشخص «الذي تلاعب بنا وبصحتينا، وسرق أموالناا».

وكانت «الإمارات اليوم» كشـفت قصـة القبض علي الطبيب المحتال الذي اتخذ من فيلا في منطقة البرشاء مقراً لممارسة نشاطه. ونقلت عن جراح مشاهير هوليوود ستيفن هوبينغ، قوله إنه سيأتي إلى دبي، ليقاضي الطبيب المنتحل شخصيته.‏

تويتر