‏‏هاجمه 10 من المراهقين والشباب.. وأمه تعيش في ذهول «منتظرة عودته»

11 طعنة نافذة تقتل «علي» ‏

شقيق علي وبعض أقاربه في موقع الجريمة. الإمارات اليوم

‏توفي فتى مواطن، في الـ13 من عمره، إثر تلقيه 11 طعنة بالسكين في أجزاء متفرقة من جسده مساء الخميس الماضي، إذ اعتدى عليه 10 مراهقين، تراوح أعمارهم ما بين 15 و20 عاماً، وفق أقران له نجوا من الاعتداء الذي وقع أمام منزل المجني عليه في منطقة الراشدية في دبي .

وأبلغ مسؤول في شرطة دبي «الإمارات اليوم» بأن الجريمة حدثت نتيجة شجار، ولم يكن المجني عليه هو المقصود بالاعتداء، وإنما فتى آخر من عائلته، في مثل عمره.

وأضاف أن فرقاً من البحث الجنائي والملاحقة الأمنية في شرطة دبي تحركت فور تلقي البلاغ وضبطت خمسة مراهقين مواطنين تراوح أعمارهم من 15 إلى 20 عاماً خلال ساعات بعد فراراهم إلى إمارة أخرى .

كما عثرت فرق البحث الجنائي على السكين المستخدم في ارتكاب الجريمة بواسطة الكلاب البوليسية التي أرشدت إلى مكانه في ساحة رياضية قريبة من موقع الجريمة.

ولفت إلى أنه يجري التحقيق حالياً مع الفتيان المتورطين في الجريمة، والذين أفادوا بأنهم ارتكبوا جريمتهم بوازع الانتقام من قريب المجني عليه، لأنه سبهم.

وخيمت حالة من الحزن والغضب على أسرة الطفل علي محمد حسين، وسيطر الذهول على والدته التي لم تستطع تصديق نبأ وفاة ابنها الأصغر، وطلبت من أشقائه فتح الباب له في موعد عودته من المدرسة.

وأفاد والده محمد حسين بأن ابنه كان بالغ الأدب، ولم يثر مشكلة واحدة في حياته، بل هو متفوق في دراسته.

 7 صبية فروا من الهجوم‏

تعرض للهجوم برفقة علي نحو 10 صبية، أكبرهم يبلغ 16 عاماً. وتمكن سبعة منهم من الفرار بصعوبة، واختبأوا خلف السيارات، فيما أمسك الجناة بثلاثة، فقتلوا علي وأصابوا ابن اخته سهيل واعتدوا على صبي ثالث يدعى عمر. وأكد محمد حسين والد الطفل المتوفى أن ابنه كان مسالماً ومتفوقاً في دراسته في الصف الثاني الإعدادي، مشيراً إلى أن «علي» كان انطوائياً بطبعه فلا يخرج كثيراً ورحلته العادية من المدرسة إلى المنزل، حتى أنه يلعب الكرة داخل البيت، ويقضى معظم وقته في لعب الـ «بلاي ستيشن» مع أقرانه، ولم يعتد إثارة المشكلات منذ صغره. وقال حسين إنه كان يصلي العشاء حين وقعت الجريمة. وعقب عودته فوجئ بوجود دوريات شرطة أمام المنزل والدماء في كل مكان. وحين سأل، أخبروه بأن ابنه علي أصيب بطعنات متعددة، مضيفاً وهو يجمع كلماته بصعوبة بأن الأسرة ستلجأ إلى القانون، وتنتظر القصاص العادل من قتلته.‏

اتصال هاتفي

وفي التفاصيل، بدأت الواقعة كما يرويها الطفل سهيل عيسى ابن شقيقة المتوفى، وفي عمره نفسه، قبل نحو أسبوع من جريمة القتل إذ فوجئ باتصـال هاتفي من صبي آخر يدعى «ع.ع» يهدده بالاعتداء عليه بدعوى قيام سهيل ورفاقه بسبه اثناء مروره بهم.

وقال سهيل إنه بادر بالاتصال بشقيق المتهم، وهو شخص متدين ويكبره في السن، وروى له ما حدث، فتعهد له بإنهاء المشكلة والسيطرة على تصرفات شقيقه. لكن سهيل فوجئ الخميس الماضي أثناء جلوسه مع المجني عليه وعدد من أصدقائهما بالمتهم «ع.ع» وآخرين يحاولون الاعتداء عليهم بسكين، فتدخل أشقاء المجني عليه وعدد من البالغين الذين صودف وجودهم في المنطقة، وفصلوا بين الفريقين، ثم أخذوا السكين من المتهمين، وتعهد لهم صاحبه بمغادرة المكان بعد استعادة سلاحه، فأعادوه له وغادر فعلاً هو ورفاقه.

ويتابع سهيل: «بعد نحو ساعة، فوجئنا بالمتهمين يهاجموننا بعدما تأكدوا من خلو المنطقة من البالغين.

وكانوا قد حشدوا عدداً من رفاقهم في سيارتين توقفتا أمام المنزل، وانضم إليهم آخرون كانوا مختبئين في ملعب مجاور للمنزل، ثم انهالوا علينا ضرباً».

وأكد سهيل أن شخصين أمسكا به، وأن أحدهما ضربه على رأسه، وطعنه آخر في ساقه، لكنه خلع قميصه وفر إلى داخل المنزل.

أقل من 5 دقائق

وذكر صبي آخر تعرض للاعتداء، يدعى عمر، أنه توسل للجناة حتى يوقفوا اعتداءهم، لكنهم رفضوا الإصغاء إليه، كما يقول. وتابع: «رأيت عدداً منهم يمسكون بـ«علي» وينهالون عليه طعناً بالسكين، فخفت وفررت من المكان، فيما كانت الدماء تنساب من جسد علي بغزارة».

وقال عمر: «أعرف الفتية الذين اعتدوا علينا لأنهم يدرسون معي أنا وعلي في المدرسة نفسها، وهم معتادون إثارة المشكلات، ويطلقون على أنفسهم اسم «عصابة جيزي» ويدعى أحدهم (سعيد.ق) وآخر (عبادي.ق) والثالث هاشم ويسكن بعض الجناة في منطقة الراشدية، فيما جاء آخرون من الورقاء ومناطق أخرى».

وقال عيسى ابراهيم، زوج شقيقة المتوفى ووالد سهيل، إن الأسرة فوجئت بابنه سهيل يدخل إلى المنزل وهو ينزف من رأسه ويتمتم بعبارات غريبة وملامح الرعب تبدو على وجهه.

وأضاف: «فهمنا منه أنهم تعرضوا لاعتداء بالخارج، وأن خاله علي أصيب بطعنات نافذة، فاتصلت الأسرة بالشرطة، وحين خرجنا لم نجد غير علي يلتقط أنفاسه بصعوبة».

ويروي الشقيق الأكبر للمتوفى، محمود، أن الجريمة استغرقت أقل من خمس دقائق، لافتاً إلى أنه هرول إلى المنزل حين سمع بالخبر، وكان المعتدون قد فروا من المكان، فحمل شقيقه بين ذراعيه ومضى به إلى سيارته، لكن علي توفي داخل السيارة.

وقال محمود لـ «الإمارات اليوم» إن الطعنات توزعت في جسد علي، لكنها تركزت في بطنه وجنبه وقلبه. وبدا واضحاً أن أكثر من شخص كانوا يمسكون به لأنه مطعون من الخلف والأمام، مشيراً إلى أن صورته لا تفارقه وهو ينازع أنفاسه الأخيرة قبل أن يتوفى داخل السيارة. وأضاف: «لن أرتاح إلا بالقصاص العادل».‏

تويتر