«H1N1» يحرم مواطـنين ووافديـــن عمرة رمضان

أبلغ مديرو مكاتب للحج والعمرة «الإمارات اليوم» أن عدد المعتمرين المواطنين والوافدين انخفض 60٪ خلال شهر رمضان مقارنة بالعام الماضي، على الرغم من انخفاض تكلفة السفر والإقامة والتنقلات في الأراضي المقدسة بنسبة 70٪، لافتين إلى انخفاض أعداد الراغبين في أداء العمرة من المواطنين بنسبة 80٪ والوافدين 30٪ من الأعداد المقررة سنوياً، عازين السبب إلى الخوف من تداعيات فيروس «H1N1» المعروف بأنفلونزا الخنازير، مؤكدين أن أبناء الدول الآسيوية حافظوا على أعدادهم ولم يتأثروا بالتداعيات الحالية.

وقالوا إن وكلاء الحج في الاراضي السعودية قدموا عروضا ترويجية مغرية للإقامة والتنقلات حتى بداية العشرة الأواخر من رمضان، ولم يتلقوا طلبا كافيا، مشيرين إلى أن الغرف والشقق الفندقية لم تجد من يسكنها بسبب حجب بعض الدول معتمريها وتخوف غالبية مواطني دول الخليج من مخاطر التزاحم خلال عمرة رمضان.

لا توجد تعليمات

من جانبه، قال مدير عام هيئة الشؤون الاسلامية والأوقاف الدكتور محمد مطر الكعبي لـ«الإمارات اليوم»، إن انخفاض أعداد المعتمرين يعود إلى العرض والطلب، مؤكداً عدم توجيه تعليمات لوكلاء الحج والعمرة بتقليص الأعداد أو حجب شريحة عمرية معينة عن الذهاب إلى العمرة، لافتاً إلى عدم تلقي الهيئة تعليمات من السلطات السعودية تشير إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات الاحترازية بسبب مستجدات أنفلونزا الخنازير.

وأكد صالح أحمد صالح، من حملة دار البلاغ للحج والعمرة، أن أعداد المواطنين المعتمرين انخفض خلال شهر رمضان بنسبة تزيد على 80٪، لافتاً إلى أن هاجس الإصابة بمرض انفلونزا الخنازير بسب التزاحم داخل الحرم المكي جعل عدداً كثيراً يقرر إرجاء أداء العمرة هذا العام.

وأضاف أنه في مثل هذه الأيام من العام الماضي وقبل انتهاء العشرة الأواخر من رمضان كان اجمالي عدد العائلات المنتهية اجراءات سفرهم لا يقل عن 50 عائلة بحد أدنى ثلاثة أشخاص للأسرة الواحدة، وبحد أقصى 15 شخصاً للعائلة، مضيفا أن هذا العام أنهيت إجراءات 10 عائلات فقط بمتوسط ثلاثة أفراد للعائلة.

خدمات مخفضة

وأفاد صالح بأن المواطنين أحجموا عن أداء العمرة على الرغم من انخفاض تكلفة السفر والإقامة والتنقلات العام الجاري، مقارنة بالعام الماضي بنسبة تزيد على 65٪، لافتاً إلى أن تكلفة الفرد انخفضت في خدمة الخمس نجوم من 7000 درهم إلى أقل من 3000 درهم.

وأوضح أن مكاتب الحج والعمرة لم تتلق مكاتبات رسمية من هيئة الشؤون الاسلامية والاوقاف أو السلطات السعودية تفيد بتقليص أعداد المعتمرين، أو فرض مزيد من الإجراءات الاحترازية على الأطفال وكبار السن وأصحاب الامراض المزمنة، مؤكداً حصوله على تأشيرات دخول الى الأراضي السعودية لمختلف الفئات العمرية.

وقال صالح، لاتزال شهادة التطعيم ضد الأمراض السارية والوبائية على ما هي عليه، دون أن يستجد عليها المزيد من الإجراءات الاحترازية، مضيفاً أن السلطات السعودية تعطي تأشيرتها دون طلب شهادة صحية أخرى، وأكد عدم تقليص عدد تأشيرات العمرة هذا العام، لافتاً إلى أن إجراءات الحج لن يكشف عنها إلا بعد انتهاء شهر رمضان.

إجراءات عادية

وأيده خالد عبدالرازق، من دار الفقيه للحج والعمرة، وأكد أن إجراءات عمرة رمضان هذا العام عادية مقارنة بالأعوام السابقة، مشيرا إلى تسفير أطفال ونساء حوامل وكبار السن دون موانع من السلطات الإماراتية أو السعودية، موضحاً أن بعض الوكلاء خفضوا أسعار الإقامة والتنقلات بما يزيد على 30٪ مقارنة بالعام الماضي، معتبرا أن هذه الأسعار ليست عادلة ويلزمها مزيد من الانخفاض بنسبة لا تقل عن 25٪ ليتوازن العرض والطلب مع الخدمات المقدمة، لافتاً إلى تقديم عروض من وكلاء للحج والعمرة للإقامة في فندق خمس نجوم وبرنامج طيران شامل وسيارة خاصة من المطار وإليه، بقيمة 1900 درهم للشخص يومياً، ولم يلق هذا العرض أي إقبال.

وقال عبدالرازق، إن جميع وكلاء الحج والعمرة خاسرون خلال عمرة رمضان هذا العام بسبب تناقص الأعداد، لافتاً إلى أن وكلاء الحج السعوديين تعاقدوا مع فنادق وشركات طيران ووسائل نقل، وبسبب تناقص الأعداد قدموا عروضا ترويجية لم تلق قبولاً كبيراً على الرغم من انخفاض قيمتها بصورة لافتة، مؤكداً أن تجربة عمرة رمضان ستؤثر سلباً في الحج، متمنياً أن تعيد صورة تزاحم الحرم المكي خلال الأيام الأخيرة من الشهر توازن العرض والطلب.

فراغ في الطلب

وقال مدير إداري في حملة التوحيد محمد فاعور، إن دولاً إسلامية كبيرة مثل مصر وايران حجبت معتمريها تخوفاً من تفشي أنفلونزا الخنازير، ما خلف فراغا في الطلب عانت منه الشركات السعودية المعنية بالحج والعمرة، مؤكداً أن قرار مصر وإيران هبط بأسعار خدمات العمرة من فنادق وطيران وتنقلات في الأراضي السعودية بنسبة تزيد على 50٪ . وأشار إلى أن إجراءات الحجز لعمرة شهر رمضان كانت تنتهي في منتصف شهر رجب، وكان البحث عن غرفة في أحد فنادق مكة القريبة أو البعيدة خلال العشرة الأواخر من رمضان حلماً صعب المنال، أما الآن فنتعاقد على إقامة وتنقلات العشرة الأواخر من رمضان بأسعار مخفضة جداً.

وأوضح أن وكلاء الحج في السعودية قدموا تسهيلات كبيرة في الأسعار، وهبط سعر الغرفة لشخصين في فندق خمس نجوم بالقرب من الحرم المكي من 42 ألف درهم إلى 22 ألف درهم، مشيراً إلى تورط عدد كبير منهم في تعاقدات فندقية وتذاكر سفر، لافتاً الى أن أسعار الاقامة تنعكس على جميع الخدمات الاخرى، مؤكداً أن العمالة الآسيوية لم تهتز أو تتأثر بتداعيات انفلونزا الخنازير، وحافظوا على ثبات أعدادهم مقارنة بالعام الماضي، وانخفض عدد المعتمرين العرب الوافدين بنسبة 30٪.

مزيد من التسهيلات

واستبعد فاعور فرض مزيد من الإجراءات الاحترازية من قبل السلطات السعودية، مؤكداً أن مصلحتهم تقتضي منح المزيد من التسهيلات للشركات السعودية لتعويض خسارتها في العمرة. وقال إن العدد المسموح به للحجاج الإماراتيين 6500 حاج، منهم 1000 وافد و5500 مواطن». مؤكداً أن شركات الحج الإماراتية يسهل عليها في ظل الأعداد المتوافرة، توفير خدمات لعملائها، متوقعاً وصول سعر الحج للفئة المميزة الى 50 ألف درهم، وتراوح سعري من 30 الى 35 ألف درهم للشريحة الثانية من الحجاج