اصطفاف مزدوج لسيارات يربك سكاناً في الشارقة

مواطنون يؤكدون أن الاصطفاف المزدوج يؤدي إلى الازدحام ويتسـبب في اختناق مروري غير عادي. الإمارات اليوم

شكا سكان في الشارقة من تنامي ظاهرة الاصطفاف المزدوج للسيارات، خصوصاً أمام مساكنهم، ومحال تجارية وبقالات ومطاعم وبنوك ومواقف مدفوعة، الأمر الذي يسبب لهم إرباكاً ويعيق حركتهم ويؤخرهم عن أعمالهم «نتيجة الانتظار الذي يضيع وقتهم ويكون غالباً بلا جدوى»، فيما قال أشخاص اعتادوا ايقاف سياراتهم صفاً ثانياً إن وقوفهم «ليس أكثر من دقيقة أو دقيقتين لإنجاز مهمة سريعة»، لافتين إلى أن «الأمر اضطراري، خصوصاً في ظل الازدحام غير العادي وقلة المواقف العامة».

في المقابل أكد مدير إدارة العمليات في شرطة الشارقة، العقيد محمد عيد المظلوم، أن «ضيق الطريق وازدحام المواقف بالمركبات، وتكاسل أصحاب سيارات عن إيقافها في المكان الصحيح، إلى جانب عدم احترام قوانين السير والمرور من جانب البعض، كلها عوامل تسهم في تفاقم ظاهرة الاصطفاف المزدوج، التي نعمل على الحد منها وتقليصها»، مشيراً إلى أن «الشرطة استخدمت في البداية أسلوب التوجيه للسائقين، بهدف الحفاظ على ضبط الشوارع مرورياً، وتطبيق قواعد السير والمرور للتصدي لهذا النوع من التجاوز».

وفي التفاصيل، قال أحد سكان منطقة القاسمية، عادل عيسى، نعاني كثيراً من حركة البناء التي تغلق كثيراً من الطرقات في منطقة مزدحمة أصلاً، لكن ما يزيد الأمر سوءاً وتعقيداً، بعض الأفراد الذين يوقفون سياراتهم صفاً ثانياً وننتظرهم فترات طويلة بلا جدوى، فمثل هؤلاء لا يهمهم غير أنفسهم وحاجتهم، وهم ليسوا على استعداد لأن يفكروا في شؤون وظروف الآخرين»، معتبرين أن الطريق لهم وحدهم ولخدمتهم فقط من دون بقية البشر».

وتابع قائلاً «أمثال هؤلاء يستحقون المخالفة والعقوبة أكثر من غيرهم، لأنهم يعرفون جيداً أنهم يضيّقون الخناق علينا ويعيقون حركتنا البطيئة أصلاً من جراء الازدحام وتكدس السيارات والبنايات قيد الإنشاء».

وأيده خالد عبدالقادر قائلاً «يومياً وفي أي وقت هناك طابور طويل من السيارات أمام المحال في منطقة أبوشغارة التي أسكن فيها، ولا نسمع إلا أصوات آلات التنبيه الصادرة من السيارات بانتظار من يخرج من السوبر ماركت، ويغادر بعد أن ينتهي من الشراء، ولا أحد يعرف كم يطول الوقت، ويجب على الآخرين انتظاره حتى ينتهي من مهمته».

وتابع: «إنها حالة من الإرباك وإعاقة حركة السير ومضاعفة الازدحام المروري وعدم المقدرة على الحركة، يسببها أولئك المستهترون بظروف الناس».

وقال أحد سكان منطقة الخان، علي نصار «أصبح المشهد اليومي على مدار الساعة، هو تلك السيارات المكدسة أمام المحال التجارية والبقالات التي يرفض أصحابها إفساح المجال للآخرين للمرور، بحجة أنهم داخل المحل للشراء أو أمام البنك أو لشراء ساندويتش، ولا يبقى غير أن ننتظره، وهو غير آبه بالآخرين، ولا يكلف نفسه عناء التفكير في غيره»، متسائلاً «من الذي سمح له بالوقوف بهذا الشكل المؤذي؟ وأين الشرطة ودوريات المرور التي يجب عليها مخالفة كل من يعيق الحركة ويتسبب في إرباك حركة السير؟».

وأكد ساكن آخر في منطقة الخان، عبدالله ناصر «المنظر يبعث على التوتر ويربكنا ويعيق حركتنا، كما أن من يقوم بهذا العمل يزيد من الازدحام ويتسبب في حالة اختناق مروري غير عادية، ولا تسمع حينها غير أصوات آلات التنبيه الصادرة من السيارات والصراخ الذي لا يجدي نفعاً».

وأضاف «الكل هنا يعاني من الاختناقات المرورية والازدحام الذي يزداد يوماً بعد يوم، وتالياً فإن ممارسة مثل هذا السلوك تكشف عن عدم الالتزام بقواعد المرور، لأن المكان والشارع ليسا ملكاً لفرد بعينه، فهو ملكية عامة للجميع، الأمر الذي يعني أن الأخلاق هي التي تحدد من يقوم بهذا الفعل الرديء ومن يمتنع عنه».

وتساءل عدنان قاسم الذي يسكن في القاسمية «ألا تكفينا قلة المواقف لدرجة انعدامها في كثير من الأحيان، وصعوبة الحركة بأي اتجاه؟ ليأتي من يغلق الطريق أمامنا، فقط لأنه يريد شراء سلعة ما لا تستغرق دقيقة، فلو أضاع كل سائق سيارة دقيقة أمام هذا المركز أو البقالة، لضاع الوقت على الجميع».

من جانبهم، دافع أشخاص اعتادوا إيقاف سياراتهم صفاً ثانياً عن تصرفهم، وقال شخص أوقف سيارته صفاً ثانياً أمام محل تجاري، غسان أبوحسين «المسألة لا تتجاوز دقائق معدودة لقضاء أمر ما، إضافة إلى أننا نترك أرقام هواتفنا على زجاج السيارة لمن يضطر للخروج سريعاً، كما أننا نترك السيارة في حالة تشغيل».

وأيده محمد سعيد متسائلاً «لا أدري لماذا يحتج البعض على الوقوف المزدوج، فكل واحد منا معرض أن يوقف سيارته صفاً ثانياً، لأن الازدحام وانعدام المواقف وتكدس السيارات غير طبيعي، وعندما أقف بشكل مزدوج أكون مضطراً ولا أقصد إيذاء الآخرين، فالأمر يتطلب بعض الصبر ليس أكثر، خصوصاً أننا نترك السيارة وهي في حالة تشغيل ما يعني أن وقت الوقوف لا يستغرق زمنا طويلاً».

وأكد محمد إبراهيم الذي يسكن في منطقة أبو شغارة أن «وقوفنا ليس أكثر من دقيقة أو دقيقتين لإنجاز مهمة سريعة، وهو أمر اضطراري خصوصاً في ظل الازدحام غير العادي وقلة المواقف العامة، فالمسألة لا تتجاوز دقائق معدودة لقضاء أمر ما.

وقال أحمد عيسى «من منا لم يقم بالاصطفاف المزدوج يومياً مرات عدة؟وأعتقد أن كل من يشكو هذه الظاهرة يمارسها دائماً، والحل الحقيقي ليس عندنا، بل عند البلدية والشرطة، والمطلوب توافر مواقف كافية للجميع، وعلى ضوء ذلك لتقم الشرطة بمخالفة من يقوم بهذه الخطوة، لكن عندما تكون المواقف متاحة للجميع».

من جانبه أوضح العقيد محمد عيد المظلوم أنه «توجد في إدارة العمليات، ومن خلال العاملين في مكتب الإحصاء، العديد من الإحصاءات المختلفة، ومن ضمنها ما يخص حركة السير والمرور، يومية وأسبوعية وشهرية وسنوية، وبالإمكان حصر المخالفات المطلوبة، كما أن هناك حملات مستمرة على مدى العام لمنع العديد من التجاوزات التي تقع من سائقي المركبات المخالفة، والتي ينتج عنها عدم التقيد بقانون السير، والكثير من التجاوزات الأخرى، وتكون هذه الحملات بشكل متكرر، ولها إحصاءات خاصة بها».

وتابع «إلى جانب حملات الضبط والتفتيش والتوجيه، التي يقوم بها أفراد الدوريات، نقوم من خلال برامج شرطة الشارقة التلفزيونية، بشرح المخالفات للجمهور، وبيان مدى خطورتها وكيفية وقوعها»، مشيراً إلى أن «كل حوادث السير تكون بسبب مخالفات، وتالياً فإن ظاهرة الاصطفاف المزدوج، كغيرها من المخالفات تؤدي إلى وقوع حوادث السير». لافتاً إلى إستقبالهم «الكثير من الشكاوى من الجمهور، عبر غرفة العمليات، إلى جانب ما يتم رصده في وسائل الإعلام المختلفة».

المواقف المدفوعة

قال مصدر في بلدية الشارقة، إن ظاهرة الاصطفاف المزدوج التي تنتشر في أماكن عدة في الإمارة، ليست من صلاحية واختصاص البلدية، التي تتابع شؤون وقضايا المواقف المدفوعة، فيما تعتبر تلك الظاهرة من اختصاص وصلاحيات الشرطة.

تويتر