٪26 نسبة الطلاق في الدولة

أغلب حالات الطلاق نتيجة تجاهل العروسين الاستعدادات النفسية للزواج. أرشيفية

كشفت المديرة العامة لحملة أبوظبي الوطنية للترابط الاجتماعي رئيسة مجلس إدارة مركز التواصل للتدريب والاستشارات فاطمة الراشدي عن أن أعلى معدلات الطلاق في الدولة - وفق إحصائيات المحاكم ووزارة الشؤون الاجتماعية - تقع في الشريحة العمرية من 20-30 عاماً، مشيرة إلى أن نسبة حالات الطلاق في هذه السن بلغت 42٪ من إجمالي عدد حالات الطلاق، ومعظم حالات الطلاق حدثت في السنوات الست الأولى من الزواج بنسبة 37٪، لافتة إلى أن نسبة الطلاق فى الإمارات بلغت 26٪.

وأكدت الراشدي لـ«الإمارات اليوم» على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقدته أمس في قصر الإمارات في أبوظبي للإعلان عن إطلاق حملة أبوظبي الوطنية للترابط الاجتماعي، ان «هذه النسبة تناقصت في العام الجاري نتيجة للجهود التي تقوم بها الدولة للحد من ظاهرة الطلاق، من خلال العمل على نشر الوعي والثقافة بين أفراد المجتمع، وإقامة ورش العمل ومكاتب الاستشارات الأسرية لتقليل حالات اللجوء إلى المحاكم والقضاء في المشكلات بين الزوجين».

وأشارت إلى ان مركز التواصل للتدريب الاجتماعي والاستشارات الذي تديره استقبل في العام الماضي، 122 حالة بعضها وصل إلى أروقة المحاكم والبعض الآخر لم يصل إلى هذه المرحلة بعد، ملمحة إلى أن المركز يبذل قصارى جهده لحل هذه الحالات دون اللجوء للطلاق.

«الطلاق في الإمارات»

أوضحت دراسة بعنوان «الطلاق في الإمارات» أعدها الباحثان راشد الكلاسي وعادل الكساري، أن معظم حالات الطلاق تمت خلال العامين الأولين للزواج، واتضح من خلالها حدوث 1326 واقعة طلاق، مقابل 4305 حالات زواج في عام، على مستوى الدولة وسجلت إمارة أبوظبي أعلى نسبة طلاق (573 مقابل 291 حالة زواج).

وكشفت الدراسة أن أعلى معدل للطلاق كان في الفئة العمرية بين 20 إلى 30 عاماً، حيث بلغت نسبة المطلقين في هذه السن 42٪ من إجمالي عدد المطلقين، ولوحظ أن حالات الطلاق بالنسبة إلى الإناث تنخفض بشدة بعد بلوغهن الـ39 في حين أن معدلات الطلاق عند الرجال تصل إلى معدلات متقاربة، بعد عمر الـ50 لقدرة المطلق على الزواج مرات عديدة وفي مختلف مراحل العمر، بعكس المطلقة التي تقل فرصتها في الزواج لاسيما بعد تقدمها في السن.

وأشارت الراشدي إلى ان الدور الذي يمكن ان تقوم به مكاتب الاستشارات الأسرية يتوقف على العاملين في هذه المكاتب، حيث يجب ان تضم فرقاً من المستشارين المتخصصين في التربية والأسرة وعلم النفس وغيرها من المهارات اللازمة للتعامل مع الحالات التي ترد إلى المركز، متابعة «نعمل في مركزنا على الربط بين مرجعية الكتاب والسنة النبوية من جهة وبين الأساليب الحديثة من جهة اخرى مثل علم البرمجة والأساليب النفسية وحتى طرق الاسترخاء، كما نقدم العديد من الدورات التثقيفية التي تتناول موضوعات مثل الحوار مع الآخر وأركانه وشروطه، وكيفية التعامل الايجابي في الحياة، وكيفية التعامل مع الطرف الآخر بعيدا عن الخيال والأفكار الرومانسية التي تسبق الزواج».

من جانبها ذكرت المستشارة الأسرية ونائبة رئيس مجلس إدارة مركز التواصل شيخة علي الاحبابي أنه من خلال الحالات التي ترد إلى المركز وما تشير إليه العديد من الدراسات السابقة تبين أن غالبية حالات الطلاق التي تقع في السنوات الأولى من الزواج تكون لأسباب تافهة، تعود إلى اهتمام المقبلين على الزواج من الشباب والفتيات بالتجهيزات المادية للزواج، وتجاهل الاستعدادات النفسية التي تمكن العروسين من التعامل مع الزواج كمشروع يجب الحفاظ عليه، أو مرحلة مختلفة تتبعها مراحل مختلفة: مثل تعلم فنون التواصل الأسري، وقيمة الأسرة كبنية أساسية للمجتمع.

وأوضحت انه ليس هناك إحصائيات دقيقة حول الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق في السنوات الأولى، مع ترتيب هذه الأسباب وفق تكرار وقوعها، ولكنها بشكل عام تتمثل في تدخل أسرتي الزوجين أو إحداهما، والديون المتراكمة نتيجة المغالاة في تكاليف الزواج، وماضي الزوج، وعدم وعي الزوجين بأهمية الأسرة وافتقادهما لقيمة الصبر، ورغبة كل منهما في تغيير الآخر بأسرع وقت ممكن، بالإضافة إلى عدم التحكم في الذات واحتواء المشكلات، وعدم قدرتهما على اختيار المستشار المناسب لحل مشكلاتهما.

وأشارت الراشدي إلى ان الحملة التي تقام تحت رعاية سمو الشيخة لطيفة بنت زايد آل نهيان تحت شعار «نبني أسرة..نبني وطناً»، تهدف إلى مخاطبة عقول ووجدان الشباب والشابات المقبلين على الزواج، بالإضافة الى هؤلاء الذين تزوجوا ويعانون من مشكلات يمكن حلها بطرق ودية قبل اللجوء للطرق القانونية»، ملمحة إلى ان ظاهرة الطلاق باتت تستحق وقفة جادة متأنية لبحث الاسباب وتأمل النتائج، ورصد كل الإمكانات لإيجاد سبل من شأنها ان تبطئ عجلة التسارع في طريق انهيار البناء السليم للأسرة.

وأوضحت ان الحملة تتضمن العديد من الفعاليات التي ستقام في أبوظبي والعين من الثلاثاء المقبل وتستمر حتى 18 مارس الجاري، من ابرزها مؤتمر الإرشاد الأسري، ومحاضرات وورش عمل في الثقافة الزوجية الشاملة، وسباق ومسيرة الكرنفال الاسري، مع استضافة نجوم الكرة والفن مثل اسماعيل مطر ومحسن مصبح وعدنان الطلياني، والفنانة سميرة احمد والفنان الدكتور حبيب غلوم، إلى جانب مهرجان شعري وانشادي، كما يقام عرس جماعي يوم 16 مارس يضم عرساناً من الاصحاء وذوي الاحتياجات الخاصة.

يذكر ان الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية طالب بتخصيص 100 ألف درهم من ريع بيع مزاد الأرقام المميزة لدعم حملة أبوظبي الوطنية للترابط الاجتماعي.

تويتر