جيران محطات بترول يحرمون زبائنها من المواقف

سكان اعتادوا شغل مواقف المحطات بدلاً من البحث عن حل آخر. الإمارات اليوم

أعرب روّاد محطات بترول في الشارقة عن استيائهم من صعوبة وجود مواقف أمام المحال، بسبب شغل سكان مجاورين للمحطات لتلك المواقف،من دون مراعاة ظروف الآخرين الذين لا يستغرق وجودهم في المحطة دقائق معدودة، مشيرين إلى أن «كل السكان يعانون من مشكلات المواقف، لكن ليس من المعقول أن يحل المرء مشكلاته على حساب خلق مشكلات للآخرين».

وبدورهم قال سكان مجاورون لمحطات إنه نظراً لعدم وجود مواقف أمام البنايات التي نسكن فيها، نضطر إلى الوقوف داخل المحطات، محملين المسؤولية إلى «تكدس السيارات والبنايات لدرجة الاختناق، الأمر الذي تسبب بصعوبة الحصول على أي مساحة للوقوف، بل استحالته، فأصبح كل واحد يبحث عن حل فردي لمشكلته، لأن لا أحد من الجهات المعنية في ما يبدو، يفكر في توفير حلول لمثل هذه المشكلات وغيرها».

ومن جانبهم قال موظفون في محطات البترول «كثيراً ما شكا زبائننا من صعوبة حصولهم على مواقف عندما يأتون إلينا، الأمر الذي يجعلهم يبحثون عن محطات وأماكن أخرى لشراء ما يحتاجون، ونظراً لتكرار الشكاوى، نضع لافتات تنبيه أمام المحطات تشير إلى أن هذه المواقف مخصصة فقط لزبائن المحطة وليس لجيرانها».

في المقابل أكد مصدر في بلدية الشارقة، أن «هناك جملة من الاشتراطات لمحطات البترول تتعلق بالمواقف المتاحة لها، كما أن هناك اشتراطات للبناء، حيث يجب على كل بناية جديدة توفير مواقف لسكانها، وكذا الحال في محطات البترول، لأنه بغير توفير مواقف بمواصفات معينة، لن يتم الترخيص لها، وهذه المواقف مخصصة لزبائن المحطة بالتأكيد، ومن يخالف ذلك تسحب سيارته على حسابه».

مشكلته فقط

وتفصيلاً، قال أحد رواد محطة إينوك في منطقة التعاون، علي شلاش، إن «سكاناً اعتادوا شغل مواقف المحطات، بدلاً من البحث عن حل آخر، فالبعض كما يبدو لا يفكر إلا في كيفية حل مشكلته فقط، وليس على استعداد للتفكير في الآخرين، وهل يتسبب في إيذائهم وخلق مشكلات لهم». مضيفاً: «أعتقد أنه لا يحق لأي شخص أن يستولي على مواقف محطات البترول، لأنها مخصصة للزبائن، ولو كان الأمر بهذه البساطة، لما تمكن أحد من الوصول إلى أي محطة بترول، لأن بعض جيران هذه المحطات يسعون إلى تحويل مواقفها إلى مواقف عامة مجانية».

وتابع: «لكن المشكلة أنني آتي إلى المحطة من أجل غرض معين، وغالباً ما يكون الأمر سريعاً يتعلق بشراء بعض الاحتياجات البسيطة، لتكون لي عوناً على الطريق المزدحمة باستمرار، ولكن لا مجال للاصطفاف، لأن الأماكن محجوزة للجيران وليس للزبائن العابرين».

وقال أحمد شريم (أردني)، «في كل مرة أنوي الدخول إلى محطة البترول أشعر بالضيق والتوتر قبل الوصول، لأن المشكلة الكبرى التي ستواجهني هي هل سأجد مكاناً للوقوف هناك أم لا».

وقال زياد صالح، (سوري) «بعد تعب يوم طويل ومعاناة غير عادية من الازدحام والطرق المغلقة والتوقف المستمر هنا وهناك، أصل إلى المحطة كي أشــتري بعــض احتياجاتي لتكون لك عوناً على الطريق، أصاب بالدهشة من انعدام المواقف الشاغرة، خصوصاً أن المحطة تقع في منطقة سكنية وتحاط بالبنايات من كل جانب، فأين يجد السكان مكاناً للاصطفاف، غير مواقف المحطة المجانية، لكنها تحرمنا من فرصة التوقف لشراء ما نريد، فهؤلاء يحلون مشكلاتهم على حساب الزبائن، بل أكاد أقول يحلون مشكلاتهم ويخلقون مشكلات أخرى للزبائن».

ندرة المواقف

في المقابل قال سكان يستخدمون مواقف المحطات، إنهم يضطرون إلى هذا التصرف لعدم وجود مواقف، قال ماهر السبع، «نظراً لعدم وجود مواقف أضطر إلى الوقوف داخل المحطة المجاورة لمنزلي في منطقة التعاون، فلا مجال لنا غير البحث المستمر عن مكان نصطف فيه، وهذه المحطة تجاورنا تماماً، فمن يتحمل المسؤولية نحن الباحثين ليل نهار عن موقف مناسب، أم من سمح لوجود هذه المحطات بالقرب من المناطق السكنية؟».

وتابع قائلاً إن «المشكلة ترتبط أيضاً بحالة تكدس السيارات والبنايات لدرجة الاختناق، الأمر الذي تسبب في صعوبة الحصول على أي مساحة للاصطفاف بل استحالته، فأصبح كل واحد منا يبحث عن حل فردي لمشكلته، لأن لا أحد من الجهات المعنية في ما يبدو يفكر بتوفير حلول لمثل هذه المشكلات وغيرها».

وقال أحد سكان منطقة التعاون، زهير بطاح: «نعلم أن هناك زبائن لن يقضوا وقتاً طويلاً في المحطة، فبإمكانهم أن يصطفوا بشكل مزدوج، لأنهم لن يمضوا غير دقائق معدودة، فلماذا كل هذه الشكاوى والتذمر، فيما نحن نمضي وقتاً طويلاً في البحث عن موقف مناسب، وعندما نعجز عن الحصول عليه نضطر إلى اللجوء إلى المحطة المجاورة لنا».

وأضاف: «لو كان الأمر طبيعياً لما اضطررنا إلى مثل هذه التصرفات»، متابعاً «لكن المشكلة تكمن في أنه لا وجود لمكان للاصطفاف».

وقال أحد سكان أبو طـينة، عمر حسين، «يلجأ السكان إلى البحث عن أي حل لمشكلة المواقف، خصوصاً على ضوء زيادة حركة البناء والعمران وسيطرة المـواقف المدفوعة وانعدام المساحات الترابـية التي كانت متوافرة بكثرة، ويلجأ إليها السكان لحل مشكلة المواقف بشكل فردي، ومع الأيام تصبح حلاً جماعياً يفرض وجوده حقيقة وحاجة، وبعد كـل هذا ولأن بعض محطات البترول تقع بالقرب من المواقع السكنية أخذ الناس يلجأون لها حلاً»

تكرار الشكاوي..

ومن جانبه قال موظف في محطة بترول، ساليت: «كثيراً ما شكا زبائننا من صعوبة حصولهم على مواقف عندما يأتون إلينا، الأمرالذي يجعلهم يبحثون عن محطات وأماكن أخرى لشراء ما يحتاجون، ونظراً لتكرار الشكاوى وضعنا لافتة تنبيه أمام المحطة تشير إلى أن هذه المواقف مخصصة فقط لزبائن المحطة وليس لجيرانها».

وأضاف قائلاً «هناك جملة اشتراطات مفروضة علينا من قبل البلدية ونحن نلتزم بها، خصوصاً في ما يتعلق بالمواقف وضرورة توفيرها لأن بغيرها لا يمكن أن يتم الترخيص لنا، وهذه المواقف ليست للجيران، فهي مخصصة للزبائن، فالزبون إذا لم يجد تسهيلات الجذب فلن يعود إلى المحطة، لذلك بعد تكرار الشكاوى وضعنا هذه اللافتة التي لعبت دوراً مهماً في التقليل من ظاهرة اصطفاف الجيران»، لافتاً إلى أن «هناك من يلتزم بالتنبيه المثبت على مدخل المحطة، لكنه أخذ يصطف بمكان مخالف في المحطة على جانبي مدخلها ومخرجها».

وتابع: «حقيقة نراهن على وعي الناس وجدية التزامهم بالتعليمات والتنبيهات، خصوصاً الجيران، فهم جيراننا وزبائن محتملون».

وقال أحد موظفي محطة إينوك في منطقة التعاون، وهو سوثان، «بعد أن وضعنا اللوحة التحذيرية التي تتضمن الإشارة الواضحة إلى سحب سيارة أي شخص يتخذ من مواقف المحطة موقفاً لسيارته، تراجعت حركة السكان الذين كانوا يركنون سياراتهم هنا، خصوصاً أن دوريات الشرطة تأتي يومياً بين الساعة الثالثة والرابعة صباحاً إلى المحطة لمراقبة الأمر ومتابعته».

وقال موظف في مطعم محطة وهو ماهو شولان، «لدينا مواقفنا الخاصة لكنها أحياناً تكون مشغولة بسيارة شخص ما ليس موجوداً في المطعم، وليس في محل المحطة، ونعرف أنه على الأرجح من السكان المجاورين، فقد ازدادت الظاهرة هذه الأيام كثيراً، لكننا نحاول منعها والتقليل من حضورها، لأنها بالمحصلة العامة تفقدنا بعض زبائننا خصوصاً الذين هم على عجلة من أمرهم».

تويتر