25% من الحرائق في دبي بسبب الكابلات الكهربائية

التماس الكهربائي واحتراق المقابس وراء عدد من الحرائق التي شهدتها دبي أخيراً.تصوير: خميس الحفيتي

حذر مهندسون ومختصون في مجال الكهرباء من استخدام كابلات وأسلاك كهربائية غير مطابقة للمواصفات والمعايير الدولية، مؤكدين أن دبي شهدت 163 حريقا خلال الثمانية أشهر الماضية، من بينها 43 حريقا بسبب الكابلات والاسلاك الكهربائية غير المطابقة للمواصفات.

وقال نائب المدير العام لهيئة المواصفات والمقاييس في دبي، محمد صالح بدري، إن لدى الهيئة خطة إستراتيجية ستطبق العام المقبل تتضمن تطبيق قرار الرقابة على جميع المواد والأجهزة الكهربائية المستخدمة في البنايات والمولات والمستودعات والمصانع والمنشآت، وستعمل الهيئة على مراقبة الكابلات والأسلاك الكهربائية المستوردة للتأكد من مطابقتها للمواصفات والمقاييس الدولية.

شهادة الجودة

وطالب بدري بضرورة التأكد من حصول الشركات الكهربائية على شهادة الجودة العالمية في جميع المواد والأجهزة الكهربائية، وكذلك حصول شركات المقاولات على شهادة الجودة الإماراتية في تركيب الكابلات الكهربائية في المصانع والمنشآت المعمارية.

وحول الحرائق التي نتجت عن التماس الكهربائي وتم إطفاؤها في إمارة دبي أخيرا كشف مساعد المدير العام للإطفاء والإنقاذ بالوكالة في الإدارة العامة للدفاع المدني في دبي، العقيد أحمد الصايغ، أن إدارة الإطفاء والإنقاذ قامت بإطفاء 43 حريقا منذ بداية يناير الماضي وحتى شهر أغسطس الماضي من أصل 163 حريقا شهدتها دبي خلال هذه الفترة.

وأوضح أن الـ 43 حريقا التي نشبت خلال الثمانية أشهر الماضية كانت نتيجة تماس أو حريق في الكابل الكهربائي، وقال أن معظم الحرائق التي نشبت كانت في مخازن تجارية أو في منازل لم تلتزم بشروط السلامة والصيانة اللازمة للأسلاك والكابلات الكهربائية، وأوضح مساعد المدير العام بالوكالة أن إدارة الدفاع المدني في دبي وضعت مشروع قانون يقضي بمخالفة أصحاب المخازن والمباني الذين لا يلتزمون بشروط السلامة.

مخالفات السلامة

وأفاد الصايغ بأنه تم تشكيل لجنة لتحديد المخاطر التي تنتج عن حوادث الحريق، واوشكت اللجنة على وضع الخطوات الإدارية والفنية لتطبيق نظام رسوم خدمات ومخالفات السلامة الوقائية في جميع المخازن والمباني في إمارة دبي، موضحا أن قيمة المخالفة تتراوح من ثلاثة آلاف إلى 50 ألف درهم، وذلك حسب حجم وخطورة كل مخالفة.

ولفت إلى أنه سيتم إلغاء النظام الحالي لتحرير المخالفات والذي يقضي بتحويل تفاصيل وطبيعة المخالفة للمحكمة المختصة والتي بدورها تحدد قيمة المخالفة بعد مرور أشهر عدة من وقوع المخالفة، ما دفع كثيرا من المخالفين للتمادي والاستمرار في المخالفة وعدم الالتزام بشروط تركيب الكابلات الكهربائية والصيانة الدائمة للشبكة الكهربائية لتجنب اندلاع الحرائق.

وقال إن إدارة الدفاع المدني اجرت مسحا ميدانيا بهدف إزالة المخالفات قبل وقوع الحريق وعمليات تفتيش خلال شهري يونيو ويوليو الماضيين، على نحو ثلاثة آلاف 683 مستودعا ومصنعا، بالإضافة للتفتيش على مساكن عمال.

وكشف الصايغ عن أن عدد المستودعات والمباني المخالفة لشروط السلامة من الحرائق بلغ 2299 منشأة، موضحا أن عدد المنشآت والمباني المستوفاة لشروط السلامة والصيانة الكهربائية بلغ 1184 ما بين مستودع ومصنع وبناية سكنية.

مطابقة الخرائط

فيما أوضح مدير الاتصال المؤسسي والصحة المهنية والسلامة في هيئة كهرباء ومياه دبي، المهندس عبدالله الهاجري، أن الهيئة لا توافق على خرائط البناء المقدمة من شركات المقاولات الا بعد الاطلاع على الخرائط الخاصة بالتمديد الكهربائي ومنح الموافقة عليها، في حال كانت هذه الخرائط مطابقة للمواصفات المطلوبة. وأضاف أن الهيئة تقوم بعد ذلك بمراجعة ومتابعة الأحمال الموجودة على نقاط توزيع الكهرباء في المبنى، وذلك بعد مرور سنوات عدة للتأكد من صلاحية الكابلات الكهربائية، خصوصا في المباني القديمة التي يحدث فيها تغيرات كثيرة، خصوصا التي يتم فيها إعادة توزيع أسلاك الكهرباء بشكل خاطئ والذي يشكل خطراً على السكان في حال تم تحميل الأسلاك الكهربائية طاقة أكبر من طاقة تحملها، ما يؤدي بدوره إلى ارتفاع حرارة السلك واشتعال حريق خلال دقائق معدودة.

وقال الهاجري إن الهيئة تقطع الكهرباء عن المخالفين الذين يقومون بتوصيل الكابلات الكهربائية بطرق غير شرعية، موضحا أن قطع الكهرباء يتم بناء على طلب من بلدية دبي بقطع الإمدادات الكهربائية عن المستهلكين المخالفين.

وأشار إلى أن بعض المستهلكين يقومون بتوصيل الكهرباء لمنازلهم بطرق غير شرعية وغير صحيحة، ويتسببون في حوادث ناجمة عن التماس الكهربائي، تؤدي بدورها لنشوب حريق نتيجة التركيب الخاطئ للكابلات.

نظام مراقبة

وقال مدير إدارة الفواتير في هيئة كهرباء ومياه دبي، محمد سالم المانع إن الهيئة قامت أخيرا بتصميم وبرمجة نظام الكتروني متكامل خاص بمراقبة المباني المخالفة، وذلك لتفادي الحوادث التي تنتج جراء قيام بعض المستهلكين المخالفين بإعادة توصيل الكهرباء بعد قطعها من الهيئة، لافتا إلى أن النظام الالكتروني الجديد سيكشف المستهلكين المخالفين فور قيامهم بتوصيل الكهرباء بأنفسهم.

بدوره أفاد الموظف حسام نبوش بأن غرفة الصالة في منزله تعرضت للاحتراق نتيجة تماس كهربائي في الكابـل الذي يجمع الأسلاك الكهربائية، موضحا «اشتريت توصيلة الكهرباء من محل لبيع المواد الغذائية، وبعد أيام عدة احترقت توصيلة الكـهرباء وتسببت في اشتعال النيران في الصالة واحتراق جميع الأجهزة والاثاث».

وقالت أم خالد إنها غيرت جميع اسلاك النظام الكهربائي في بيتها، ولاحظت أن جميع المصابيح التي يتم تركيبها تحترق خلال يومين، وأن بعض الأجهزة الإلكترونية تعطلت بسبب تعرضها لتماس كهربائي، وتابعت «قمت بتغيير جميع الأسلاك الكهربائية مرة أخرى بعد احتراق المطبخ بسبب انفجار جهاز التكييف أخيرا».

عدم التزام

وأوضح المهندس في شركة كهرباء، فؤاد عاشور بأن معظم الحرائق تنتج بسبب عدم التزام شركات المقاولات بالمواصفات في تركيب الأسلاك والكابلات الكهربائية، حيث تقوم بعض شركات المقاولات بتركيب كابلات وعدادات رخيصة الثمن وغير مطابقة للمواصفات الدولية، والتي لا تتحمل كمية الضغط الكهربائي الناتج عن استخدام الأجهزة الكهربائية ذات الضغط العالي، ما ينتج عنه حرارة في الكابلات الكهربائية وسرعان ما يتحول ذلك إلى حريق خلال دقائق معدودة.

وقال إلى أنه يجب توافر مفتاح فاصل للوحات توزيع الكهرباء لضمان قطع الكهرباء في حال نشب حريق، ملمحا إلى أن بعض الشركات تستخدم كابلات مغطاة وذات عزل يعمل ضد الحرائق. وأوضح أن بعض المحال التجارية تبيع توصيلات كهربائية مغشوشة غير قادرة على تحمل الضغط من الأجهزة الكهربائية الموصولة بها، ولذلك يؤدي اشتعال تلك التوصيلات إلى انتشار الحريق بشكل سريع في جميع المناطق المحيطة به في حال لم تتم السيطرة عليه بشكل سريع.

صدمات

أجرت شركة دوفال ميزن العالمية المتخصصة في مجال الحماية من الصواعق الكهربائية دراسة حول إمكانية تجنب بعض الأخطار التي من شأنها أن تؤدي إلى اندلاع الحرائق في المصانع والمنشآت التجارية والمباني السكنية، وأظهرت الدراسة أن 70% من السكان الدولة يواجهون اضطرابات نتيجة التعرض لصدمات كهربائية خفيفة أو لاحتراق المقابس الكهربائية في منازلهم. وأضافت أن 30% من سكان إمارة دبي يستعينون بفني كهرباء لإجراء صيانة وتصليحات كهربائية أو يقومون بإجراء التصليحات بأنفسهم دون الاستعانة بأحد.

ووفقاً للدراسة فإن احتراق المقابس الكهربائية يؤدي إلى اندلاع حريق في غضون دقائق في حال لم يتم معالجتها وصيانتها قبل وقوع الحريق.

تويتر