«السفلة المجهولون».. تصفية حسابات مع النازيين

كونتـن تارنتينو في فيلم جديد يعرض العام المقبل. أرشيفية

 يترك الأمر للمُشاهَدة حين يكون الحديث عن جديد المخرج الأميركي كونتن تارنتينو، وإن بدا الموضوع، الذي سيحمله هذا الجديد، واضحاً وجلياً، لا بل يحمل عنوان فيلم للمخرج الايطالي اينزو كاستلاري انتج عام .1977 تارنتينو يقول إن فيلمه Inglorious Bastards (السفلة المجهولون) ليس إعادة لفيلم كاستلاري، بل تحية له بشكل أو آخر، ولهذه التحية أن تكون بعيدة عنه تماماً إن تجاهلنا العنوان، وإن استعدنا أفلام تارنتينو والكيفية التي يبني بها عوالمه ومزجه العنف بالكوميديا و«الكونغ فو» و«الكاراتيه» وصولاً إلى حنينه الذي يؤدي به إلى تقديم فيلمه الأخير «غريند هاوس» مقطع الأوصال مليئاً بكل ما كان يحمله ما عرف في السبعينات بـ«بي موفي»، حيث الرداءة متحالفة مع نوعية الشريط السينمائي نفسه الذي دفعه لتلطيخه بالوحل وإلحاق الضرر به ليضع المشاهد مجدداً مع أجواء تلك الأفلام.

 

 جديد صاحب «بالب فيكشن» هذه المرة يعود به إلى الحرب العالمية الثانية، مستعيداً مجموعة بعينها عرفت بـ«السفلة» أو «أولاد الزنى»، كانت كل ما تفعله هو الانتقام من النازيين في أوروبا، وللتحديد فإنهم مجموعة من الجنود اليهود الأميركان الذين يحطون رحالهم في الأجزاء المحتلة من أوروبا ومن ثم يشرعون في عمليات انتقام لا تعرف الرحمة، وليتسق الأمر مع تارنتينو فإنهم يقومون بذلك بطرق مبتكرة، يأتي في مقدمها حز فروة رأس الضابط أو الجندي الألماني الذي يقع بين أيديهم.

 

رغم أن الفيلم سيبدأ تصويره في أكتوبر المقبل، فإنه لم ينج من النقد المسبق، الذي يجد، كما نشرت صحف ألمانية كثيرة، أن حساسية «بالب فيكشن» لا تنسجم والموضوع، بل إن مخاوف كثيرة أعرب عنها كتّاب أعمدة صحافية كثر، من تحول الأمر على يد صاحب «كيل بيل» إلى «مهزلة»، وغير ذلك من توصيفات ساعد مطلقيها تسرب سيناريو الفيلم ونشره على عدد من مواقع الانترنت، والذي توحي الفصول الخمسة التي تألف منها بأنه محتكم على قدر كبير من الكوميديا، الشيء المتوقع من تارنتينو، وخصوصاً مع ترافق ذلك مع اهراق دماء كثيرة، تعود مشاهده عليها.

 

المؤكد في هذا الفيلم، المتوقع عرضه صيف العام المقبل، هو مشاركة براد بيت فيه مجسداً شخصية ألدو رين، بعد أن كانت خيارات تارنتينو منحصرة بينه وبين  ليوناردو دي كابريو، وإلى جانب بيت يشارك كل من مايك مايرز وايلي روث، وأعلن منذ أسبوعين سيمون بيغ انسحابه من المشاركة نظراً لازدحام جدول أعماله وتضاربه مع موعد تصوير الفيلم، من دون أن يعلن إلى الآن الممثل الذي سيقوم بأداء دور الضابط النازي آرشي هيكوز الذي كان من المفترض أن يجسده بيغ.

 

أمر طبيعي أن يسبق الفيلم بالكثير، وأن يقال على سبيل المثال إن عودة تارنتينو إلى الحرب العالمية الثانية تطمح لمنافسة فيلم توم كروز «فالكري» الذي يحكي قصة ضابط ألماني ومحاولته اغتيال هتلر، وأشياء من هذا القبيل، ليس لها إلا أن تحيط كل جديد يقدمه تارنتيو تحت إملاءات جنوحها الدائم نحو المختلف والغرائبي، الأمر الذي يفتح الاحتمالات على مصراعيها.

تويتر