حياة الفهد: الرهان على السينما الخليجية خاسر

 

اكدت الفنانة الكويتية حياة الفهد أن «الرهان على صناعة السينما الخليجية خاسر»، معتبرة أن التجربة العربية الأقدم في هذا المجال، التجربة المصرية، باتت «تعاني من كثير من المخاطر» بسبب منافسة الأفلام الأجنبية عبر طاقات إنتاجية وفنية يصعب مجاراتها عربياً.

 

وقالت الفهد لـ«الإمارات اليوم» إن «مستقبل الدراما العربية، بما فيها الخليجية، مرتبط بالمسلسلات التلفزيونية التي كشفت أنها أكثر قدرة عن غيرها على معالجة القضايا الاجتماعية الواقعية»، مشيرة الى ان زيادة إنتاج المسلسلات الخليجية في السنوات الخمس الأخيرة «ظاهرة صحية اسهمت في  الاستفادة من طاقات درامية واعدة في المنطقة».

 

لكن النجمة الكويتية التي سبق أن فاز فيلمها السينمائي الأول «بس يا بحر» بتسع جوائز عالمية، حذرت من تركيز جهات الإنتاج على صناعة مسلسلات للعرض خلال شهر رمضان المبارك فقط، «لدينا عشرات الأعمال الجيدة تم حرقها، دون عمد، بنيران العرض الرمضاني سواء بسبب توقيت بثها أو تزامنه مع عمل آخر أكثر شعبية، أو حتى عدم توفير الدعاية الجيدة في شهر يشهد عرض عشرات الأعمال الدرامية»، داعية إدارات التلفزيونات والمنتجين الى تغيير هذا الواقع الذي قالت عنه «انه لا يخدم الدراما العربية».

 

فن الخشبة

تدخل حياة الفهد الموسم الرمضاني المقبل بمسلسلين تم تصويرهما في الإمارات، أولهما «أبلة نورة»عبر شاشة «دبي الفضائية» الذي صورت معظم مشاهده في دبي، وثانيهما مسلسل «الداية» الذي تم تصويره مؤخراً في الفجيرة، ومتوقع عرضه على قناة «الراي» الكويتية، بعدما حصرت الفهد أكثر أعمالها تميزاً في السنوات الأخيرة على شاشة «دبي الفضائية» خلال رمضان عبر مسلسلات «عندما تغني الظهور» و«الفرية» و«الخراز».

الفهد التي بدأت مشوارها الفني على خشبة المسرح عام 1963 لتجسد أول أدوارها في مسرحية «الضحية»، أكدت أن عودتها إلى المسرح ليست مستحيلة في حالة توافر النص الجيد الذي يغريها لهذه العودة، «أزمة المسرح الخليجي جزء من أزمة كبرى تعرقل تطور المسرح العربي بشكل عام يشارك في صنعها المبدع والمتلقي معاً، فالأول لم يقدم في المجمل خلال الأعوام القليلة الماضية أعمالا ناضجة فنيا، في الوقت الذي تمثل ظاهرة إحجام الجمهور عن حضور العروض الجادة أحد أهم معوقات فن الخشبة في الوطن العربي حالياً».

 

وحول تعاونها الدائم على مدار الأعوام الثلاثة الماضية مع تلفزيون دبي عبر مسلسلات تقدم حصرياً على شاشته، قالت الفنانة الأعلى أجراً في تاريخ الدراما الخليجية «رغم أن العرض الحصري من الناحية النظرية قد يكون ضد مصلحة الفنان الذي يهدف بالطبع إلى مزيد من الانتشار لأعماله الجيدة، من خلال إتاحة الفرصة لأكبر قدر من الجماهير لمتابعتها، إلا أن ارتباط العمل بقناة وحيدة ذات متابعة جماهيرية عالية، أمر مهم أيضاً في إطار زيادة حمّى التنافس بين الفضائيات العربية لاستقطاب المسلسلات الجيدة»، مشيرة إلى أن هناك انسجاماً وتفهماً كبيرين يربطانها بالمسؤولين عن قطاع الإنتاج في مؤسسة دبي للإعلام وهو «أمر يسهم في إنجاز المسلسل في ظل أجواء مثالية».

 

فرضية مغلوطة

اعتبرت الفهد أن «الدراما الخليجية تعيش حالياً أزهى عصورها بعدما تمكنت من فرض وجودها على ساحة البث الفضائي»، رافضة التسليم بفرضية أن ظهور عدد كبير من القنوات الفضائية هو ما يقف خلف تضاعف عدد المسلسلات الخليجية، «ليس السبب المباشر لازدهار الدراما الخليجية هو زيادة عدد القنوات الفضائية، لأن تلك الأخيرة كان أمامها خيار مواصلة الاعتماد على مسلسلات مصرية وسورية، وهو خيار أكثر جدوى من الناحية النظرية، لكن تصاعد نجم الممثل الخليجي وإصراره على الوجود فرض على تلك القنوات تلبية مطالب جمهور وعشاق الدراما الخليجية، لذلك نجد أن القنوات الفضائية الكبرى التي كانت تنتج أو تشتري حق بث مسلسلات غير خليجية، هي نفسها من قاد اتجاه الفضائيات للأعمال الخليجية».

 

وحول دورها في مسلسل «أبلة نورة»، قالت «أقوم بدور الشخصية الرئيسة في العمل، نورة، مديرة المدرسة، التي تمارس حياتها خارج أسوار المدرسة وداخلها بشكل مهني وبضمير، فهي مديرة داخل المدرسة، أما في الخارج، فلديها حياتها الخاصة وأسرتها وعالمها الذي تدخل فيه أيضاً مشاكل الطالبات والمدرسات اللاتي يرتبطن معها بأواصر اجتماعية قوية».

 

تغيير

لم تفصح الفهد بشكل دقيق عن سبب تغيير اسمها في المسلسل من «سارة» إلى «نورة» ما ترتب عليه تغيير اسم العمل، «ليس المهم من هو صاحب اقتراح أو حتى قرار التغيير، بقدر ما يهم نجاح العمل وتحقيقه القبول الجماهيري المطلوب وقت عرضه، لأننا ببساطة فريق عمل واحد يتوقف على تعاونه نجاح مشروعنا». نافية أيضاً أن يكون العمل قريباً  من بعض الأفلام والمسلسلات العربية التي عالجت علاقة طالبات بمديرة مدرستهن، في قالب اجتماعي وبشكل خاص بعض أعمال سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.

 

وحياة الفهد التي تلقب بـ«سيدة الشاشة الخليجية» قالت حول الالقاب الفنية، «في أحد اللقاءات الإذاعية اتصل أحد المستمعين الذي وصفني لأول مرة بهذا اللقب، وبعدها فوجئت به يترسخ بشكل واسع في الصحافة العربية، وهو من دون شك لقب بقدر ما يمنحني من تشريف يُحمّلني مسؤولية كبرى تجاه الدراما الخليجية».

 

سحر التكريم

حول دور التكريم في عطاء الفنان، قالت الفهد التي حازت جائزتي الكويت التشجيعية والتقديرية، فضلاً عن تكريمها من جهات عربية وخليجية تعنى بالمجال الدرامي، بالإضافة إلى حصول مسلسل «الفرية» الذي قامت ببطولته على سبع جوائز، فيما فازت في «الداية» بجائزة أفضل ممثل في مهرجان الخليج العاشر للإذاعة والتلفزيون، «الفنان خلال عمله، لا يضع في حسبانه مدى احتمالية ظفره بتكريم من ورائه، لكنه يحسب ألف حساب في الوقت نفسه لمدى تقبل الجمهور والنقاد له واقتناعهم بأدائه وإلى أي مدى يشكل العمل إضافة نوعية له في مجمل عطائه الفني، وهي كلها عوامل تؤدي بشكل أو بآخر إلى التكريم الذي يسهم في زيادة عطاء المكرم، ويحفزه على مزيد من الإبداع حينما يأتي في موعده».

 

واعتبرت الفهد التي اشتهرت أيضاً بعدد من الأدوار الكوميدية أن فرص نجاح المسلسلات الدرامية أضحت أوفر، لأنها «أكثر محاكاة وقدرة على معالجة الواقع العربي والخليجي الذي بات زاخراً بالعديد من المشكلات الاجتماعية»، مضيفة «لهذا السبب اركز في أعمالي حالياً على هذه النوعية من المسلسلات التي ترصد جانبا من الظواهر المجتمعية السيئة وتسعى إلى معالجتها، فـ«الخراز» تطرق إلى ظاهرة عقوق الوالدين التي لم تكن المجتمعات الخليجية تعرفها فيما مضى، وعالجت في «الأخ صالحة» المشكلات التي تترتب على الطلاق وبشكل خاص لدى المطلقات أنفسهن، في الوقت الذي انتقلت في «ابلة نورة» إلى معالجة واقع مختلف تماماً تعيشه طالبات المدارس اللائي لديهن أيضا مشاكلهن المختلفة».

 

45 عاماً منذ «الضحية»

يصادف عام 2008 مرور 45 عاماً على بداية المشوار الفني لسيدة الشاشة الخليجية حياة الفهد، بعد أن بدأت بـ«الضحية» على خشبة مسرح الخليج العربي في الكويت عام .1963 وقالت «حاولت الاستمرار بالعطاء الفني رغم ظروف المنع المختلفة، ما بين مجتمع ستيني محافظ يزدري لقب «فنانة» وقدري الذي تمثل في الإصابة بشلل أطفال تم شفائي منه، ومنع آخر بشري بقرار من زوجي السابق الذي أجبرني على الانسحاب من المشهد الفني».

 

الفهد التي لم تستكمل تعليمها الأساسي سعت إلى الثقافة الذاتية واصفة حالتها مع فعل القراءة بـ«الإدمان»، وبعيداً عن حجرات معاهد التمثيل راحت ترسي فنون الأداء الدرامي لجيل من الفنانات الكويتيات والخليجيات اعتبرنها الأم والمعلمة. وبعد أن عملت مذيعة أخبار وربط لمدة ثلاث سنوات، واصلت مهمتها في تأسيس دراما خليجية جادة، لتدخل بعد ذلك مجال التأليف وكتابة السيناريو والإنتاج الدرامي، مارة بتجربة شعرية سجلتها في ديوان ذي طبعة وحيدة.

تويتر