نجاة مكي: أنصح «المفاهيميين» بإنضاج تجاربهم قبل عرضها

تكريم المشاركين في «الذاكرة» لاقى  ترحيب الفنانين.                                     تصوير شاندرا بالان

 
عبرت الفنانة التشكيلية الدكتورة نجاة مكي عن اعتزازها بجائزة الدولة التقديرية في الفنون، خلال حفل ختام المعرض العام الـ27 «الذاكرة» الذي أقامته جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، أخيراً، في بيت السركال بالشارقة، حيث كرمت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وجمعية الإمارات، الفنانين الذين شاركوا في المعرض الأخير للجمعية، بحضور مدير إدارة التراث والثقافة في وزارة الثقافة وليد الزعابي، والفنان التشكيلي وقيّم المعرض محمد القصاب.


وقالت الفنانة مكي خلال تكريمها وزملائها المشاركين في معرض (الذاكرة) إن هذا التكريم «هو في الأصل لجمعية الإمارات» للفنون التشكيلية، وهذه بادرة «لها تأثير كبير في نفسي، وللمشوار الذي شقته الجمعية والفنانون الرواد الذين أسهموا في تعزيز مكانتها وفتح الباب للفنانين الشباب» لأن يكملوا المسيرة، مشيرة إلى أن تأسيس الجمعية كان بادرة مباركة «تحولت إلى نقطة ضوء تسهم في تعزيز الأفكار وتنشر المعارض وتطور الأداء الجماعي» للفنانين.


وأضافت الفنانة مكي، التي تعتبر من الرواد في مجال الفن التشكيلي، إن «البادرة الثانية كانت في إنشاء بينالي الشارقة الذي عزز دور الفن التشكيلي في الإمارات ومنطقة الخليج العربي»، مشيرة إلى انه شكّل نقطة تحول، حيث اطلع الفنان الإماراتي «على أشكال الفنون المختلفة»، واستطاع أن يضيف إليها من خلال البينالي ودوراته المتتالية التي أصبحت «تمثل رؤى واضحة للفنان الإماراتي».


الفنانة الدكتورة نجاة مكي
   
ووجهت الفنانة مكي نقدها للشباب الفنانين الذين ينجزون أعمالاً مفاهيمية و«فيديو آرت» بقولها «أنصح هؤلاء الشباب حين يكونوا جاهزين وأفكارهم واضحة وناضجة بأن يعرضوها، أو أن يستعينوا بالسؤال والاستشارة من قبل الفنانين أصحاب التجربة، وأطالبهم قبل كل ذلك بمناقشة أعمالهم قبل عرضها على الجمهور»، مؤكدة ان «هذا يطورهم أكثر، لكن هناك من يرفض  الإصغاء».


وقالت في السياق ذاته ان «هؤلاء يتحملون نتاج أعمالهم غير المفهومة، التي تطرح من خلال أعمال فنية مفاهيمية»، مشيرة لقاعدة ايجابية تأسست في الإمارات من قبل مقتني الأعمال الفنية وهي «أنهم يحتكمون إلى الوعي البصري، ويجب على الشباب أن يتحملوا ما ينجزونه». وعن تجربة الإمارات التشكيلية وتأثيراتها وتفاعلها، قالت الفنانة مكي لـ«لإمارات اليوم» ان التجربة في الإمارات في مجال الفنون «بدأت تأخذ طابعاً عربياً وعالميا من خلال انتشار أعمالنا ووجودنا على الساحة التشكيلية».


وانتقدت الفنانة مكي المعروفة، بتكريسها حياتها للفن الملتزم، ظاهرة غياب الفنانين عن الحراك والفعاليات التشكيلية، مطالبة الفنان الإماراتي بأن «يكرس وقته لمتابعة ومشاهدة كل ما هو جديد، فهذا يثري تجربته ويمتّن علاقته بالمتلقي والجمهور»، مضيفة ان «المعرض بالنسبة للفنان يمثل حراكا وأفكاراً تبادلية تهدف إلى تعزيز تجربة الفنان ذاته».


وعن دور الإمارات في تعزيز الحراكين الفني والثقافي، أكدت الفنانة مكي ان هذا الحراك يتوخى «التركيز على دور الفن وتعدد الثقافات الموجودة في منطقتنا، ما يرتب علينا الاستجابة والإبداع، وهذا ما تشهده إمارات أبوظبي ودبي والشارقة في مجال الثقافة ودعمها وتفعيلها لنشر الوعي الثقافي والبصري بين الجمهور».


وقالت التشكيلية مكي ان الفعاليات الثقافية تلقى ترويجاً إعلامياً ودعائياً لافتاً، لكن مشكلة الازدحام المروري وعدم الوصول إلى مكان الحدث الثقافي أو الفني في الوقت المحدد، يتسبب في عدم حضور الجمهور الفعاليات الثقافية التي تقام».


وخلصت الفنانة مكي إلى القول في ما يتعلق بمعاناة الفنانين الرواد إنها «كانت صعبة لعدم وجود مكان يجمعهم»، لكن ذلك لم يعد مشكلة الآن «بعد وجود مقر لهم ممثلا في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية»، مضيفة ان ذلك تغير ايضا بعد «ان أصبحنا نتلقى دعماً من قبل المؤسسات الثقافية في الدولة، فدعم حاكم الشارقة لنا له الأثر الكبير، وعندما نقيس أنفسنا بالآخرين نرى أن وضعنا جيد بالمقارنة مع الفنانين الآخرين في دول المنطقة والعالم العربي، مضيفة «كنا في السابق نعاني من عدم بيع أعمالنا، والآن أصبحت الأعمال تباع من خلال وزارة الثقافة». ورداً على سؤال حول تفرغ الفنان الإماراتي واحترافه للفن والعيش من نتاجه قالت الفنانة الإماراتية انه «لا يمكن للفنان الإماراتي أن يعيش من خلال فنه»، مستدركة «ان الوضع جيد مقارنة بالماضي». 

 

اختيار 14 طالبة لمعرض «آرت بازل»   
أعلن برنامج التبادل الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير الدولة لشؤون الرئاسة، عن اختيار 14 طالبة إماراتية من جامعة زايد، والجامعة الأميركية في الشارقة، وجامعة الشارقة وكلية التقنية في دبي للمشاركة ببرنامج التبادل الثقافي بالتعاون مع معرض بازل الفني الدولي «آرت بازل» في سويسرا، الذي يعقد من الثالث وحتى  11 من شهر يونيو المقبل.  وقد ضمت لجنة التحكيم كلاً من الدكتورة نجاة مكي، والبروفيسور جاسم العوضي ونازنيين شافي، كما قامت اللجنة بدراسة ومراجعة ملفات التقييم التي تقدمت بها الطالبات، حيث تم اختبار وفحص مدى ثقافتهم في مجال الفنون والرسم، وقدراتهم في تمثيل الإمارات والثقافة الإسلامية بأفضل صورها في معرض آرت بازل السويسـري.


من ناحيتها قالت  مكي: «إن المعرض يشكل فرصة مميزة لبناتنا الإماراتيات من أجل الاطلاع على إنتاجات عالمية رائدة، وقد جرت عملية الاختيار بشكل يضمن مشاركة أفضل الطالبات ممن يتمتعن بمواهب فنية وثقافية مميزة، وبشكل يوسع من مداركهن ويفتح المجال لهن للتعلم من تجارب الآخرين».


وقد تم اختيار كل من وفاء الحوسني، آلاء العبيدي، نورة بقش، ندى عبيد، حياة السويدي وآمنة علي من جامعة الشارقة. وكل من مريم المطروشي، هند دميثان وموزة مطر من جامعة زايد. حصة الجوكر من كلية دبي للطالبات، أما من الجامعة الأميركية في الشارقة فتم اختيار كل من خلود العجماني، هداية بدري، خلود آل علي ونور الخاجة.   
دبي ــ الإمارات اليوم
 
تويتر