أعلن عن تجهيز مبانٍ خاصة لمختلف معارض الشارقة على مساحة 60 ألف متر مربع

سلطان القاسمي يزور «فرانكفورت للكتاب» ويطلق النسخة الألمانية من «سيرة مدينة»

صورة

أعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عن العمل في الوقت الراهن على تجهيز مبانٍ خاصة في إمارة الشارقة لإقامة مختلف المعارض الثقافية والفنية والمجتمعية، من بينها معرض الشارقة الدولي للكتاب، على مساحة 60 ألف متر مربع.

واستعرض صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عدداً من المشاريع التنموية التي تقوم بها الشارقة بدءاً من حضانة المواليد، مروراً بالطفل والناشئة والشباب والمرأة باعتبارهم عماد كل تنمية، مشيراً سموه إلى ضرورة إيجاد تربية جديدة في عالمنا العربي، تربية متسلحة بالعلم ولخدمة العقل، إلى جانب المشاريع الأدبية المتعلقة بمؤلفات سموه.

جاء ذلك لدى زيارة سموه، أمس، وبحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات للنشر، جناح إمارة الشارقة المشارك بمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب ممثلة بهيئة الشارقة للكتاب في دورته الـ68، التي تتواصل فعالياتها حتى 23 من أكتوبر الجاري.

واطلع صاحب السمو حاكم الشارقة، خلال تواجده في جناح الشارقة، على مختلف الإصدارات التي يشارك بها عدد من مؤسسات وهيئات الإمارة المعنية بالثقافة والنشر.

كما ضم الجناح مجموعة كبيرة من إصدارات دائرة الثقافة والإعلام في شتى حقول المعرفة والأدب، مثل المسرح، والرواية، والقصة، والفنون، والتراث، وأدب الطفل، والنقد الأدبي، والشعر، فضلاً عن العناوين الفائزة بجائزة الشارقة للإبداع العربي.

والتقى سموه خلال تواجده في جناح الشارقة مجموعة من رؤساء تحرير وممثلي الصحف الإماراتية المطبوعة والإلكترونية، وتبادل معهم الأحاديث حول جملة من الموضوعات والقضايا التي تشغل محيطنا المحلي في دولة الإمارات العربية المتحدة ووطننا العربي، وعلى رأسها الشأن الثقافي الذي أصبح ركيزة أساسية لأي مشروع تنموي.

وأوضح سموه أنه رغم حداثة عمر دولة الإمارات إذا ما قورنت بأعمار الشعوب، إلا أن حساب عمرها لم يعد بحساب السنوات بل بحساب الأيام، وذلك لما تشهده من إنجازات فريدة من نوعها وفي مختلف المجالات، نظراً لانعدام المركزية المعقدة في إدارة شؤونها، ما جعلها تتفوق على كثير من الدول صاحبة التاريخ العريق.

وحول واقع الثقافة في دولة الإمارات، أكد سموه أن الفعل الثقافي لا ينشأ منعزلاً بل هو مرتبط بجذور، وجذور الثقافة الإماراتية هي الثقافة العربية، وهذا ما تعمل عليه الشارقة من خلال ارتباطها بفعلها الثقافي ومشاريعها الثقافية مع مختلف الأقطار العربية، ومشاركتهم تلك المشاريع في ظل منهجية معتدلة.

وبيّن سموه الدور الجلي لكل من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، في انشغالها الدائم بربط الناشر العربي بالناشرين العالميين، وحرصها على أن يكون لهم موطأ قدم في جميع المحافل الدولية المتعلقة بالكتاب والنشر، فضلاً عن دور الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، في البحث عن جذور الفن في العالم العربي، ونشره للعالم من خلال معارض دولية تقوم بها.

بعدها تجول صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في أروقة الأجنحة الإماراتية والعربية المشاركة بمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب، حيث اطلع على ما تقدمه هذه الدول من فعاليات وإصدارات، ويحرص سموه على الدوام على زيارة تلك الأجنحة ليعزز لديهم أهمية التواجد العربي في الفعاليات الثقافية العالمية، خصوصاً معارض الكتب للتعريف بالمنتج الثقافي العربي، وتعزيز التبادل الثقافي مع الدول الصديقة.

وزار سموه منصة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب، وجناح مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وأكاديمية شرطة دبي، وتناول سموه مع القائمين على الأجنحة الإماراتية الجهود التي تقوم بها الدولة للرقي بمستوى النشر المحلي، والسعي للوصول للعالمية من خلال المشاركة في المحافل الدولية.

وتفقّد صاحب السمو حاكم الشارقة الأجنحة الخليجية المشاركة في المعرض، مركز بحوث ودراسات دولة الكويت، وجناح سلطنة عمان، وتبادل مع القائمين على الجناح الأحاديث حول ضرورة زيادة الاهتمام العربي بنشر الموضوعات المتعلقة بالتاريخ، والتراث العريق للخليج العربي، كما زار صاحب السمو حاكم الشارقة مجموعة من الأجنحة العربية المشاركة.

وتلقى صاحب السمو حاكم الشارقة مجموعة كبيرة من الهدايا، التي تنوعت بين إصدارات ثقافية وفكرية وأدبية، ودروع تذكارية تثميناً من أصحاب دور النشر والأجنحة العربية المشاركة في المعرض، لدور سموه في دعم الناشرين والمفكرين وتفضله بزيارتهم، والاطلاع على محتويات أجنحتهم، هذا الدور الذي اعتبروه الدعم الحقيقي لمواصلة مشاركاتهم في مثل هذه المحافل.

وانتقل بعد ذلك صاحب السمو حاكم الشارقة، لتفقد القسم الخاص بدور النشر الألمانية، حيث زار جناح دار أولمز للنشر العريقة، التي قامت بترجمة ونشر كتاب صاحب السمو حاكم الشارقة «سيرة مدينة» للغة الألمانية، وهو بذلك يعد المؤلف السادس لسموه، والذي تقوم دار أولمز بترجمته إلى الألمانية.

وبحضور رفيع المستوى ووسط إقبال جماهيري كبير من قبل رواد معرض فرانكفورت للكتاب، من المثقفين والقراء الألمان، قام صاحب السمو حاكم الشارقة بالتوقيع لمجموعة كبيرة من زوار الجناح، الذين تهافتوا على اقتناء النسخ الأولى منه، وذلك بحضور الدكتور جورج أولمز مؤسس دار أولمز للنشر، وديتريش أولمز الرئيس التنفيذي لدار أولمز للنشر، والدكتور غونتر موير رئيس الجمعية الأوروبية لأبحاث العالم العربي، حيث قام الأخير بتقديم نبذة مختصرة عن صاحب السمو حاكم الشارقة، وعن الكتاب المترجم الجديد وما يحويه من فصول وأحداث، والذي يتناول فيه صاحب السمو حاكم الشارقة سيرة مدينة الشارقة، والتشكل السياسي والاقتصادي لها منذ أن وحّد الشيخ سلطان بن صقر بن راشد، زعيم القواسم، مدينة الشارقة ورأس الخيمة تحت حكمه، ويعرض سموه في الكتاب لمظاهر التطور الاقتصادي، وما أنعشه ذلك في الشارقة من نهضة طالت مختلف المجالات.

عقب ذلك توجّه صاحب السمو حاكم الشارقة مختتماً زيارته للمعرض لتفقد محتويات جناح متحف غوتنبرغ للطباعة، إحدى أهم وأقدم المطابع في العالم، والذي قام بطباعة عدد كبير من الكتب بمختلف اللغات، وقد شكلت حينها مطبعته ثورة علمية متقدمة في مجال الطباعة والنشر.

وتعرّف صاحب السمو في جناح المتحف على مختلف الآلات القديمة المستخدمة في تلك الحقبة الزمنية المتقدمة، والتي أسهمت وبشكل كبير في انتشار الكتب حول العالم.

تويتر