مواطن يحلم بمعهد يعلّم «الصقارة» للأجيال الجديدة

 

الفلاسي: ورثت حبّ الصقارة عن أبي وغرسته في أبنائي.                         من المصدر 

 

حلّق المواطن عبدالله سالم عبيد الفلاسي مع «الصقارة» منذ صغره، وتعلق بها يوم أن زرع فيه والده وأعمامه حبها وهو في الـ15 من عمره، وتعلم أهم مبادئ تلك الرياضة التراثية التي برع فيها أجداده، وأخذ على عاتقه المحافظة عليها عبر غرسها في نفوس شباب كثيرين، ونقلها لمن يرغبون في الانضمام إلى المحبين للصقارة، حتى إنه تلقى دعوات من دول مجاورة للانتقال إليها، وتعليم أبنائها تلك الرياضة. ويحلم الفلاسي بإقامة معهد متخصص للصقارة ومبادئها، وفق أسس ومناهج علمية، تجمع تجارب الأجداد، والخبرات والتقنيات الجديدة المستخدمة في مجال الصيد بالصقور.

البداية

 

ويقول الفلاسي عن بدايات تعرّفه إلى الصقارة «تعلمت هذه الرياضة من والدي، وأيضاً من عمومتي الذين عرفت منهم أساسيات الصيد بالصقور، وكان أبي يذهب مع الشيوخ للقنص خارج الدولة، فهناك دول عدة يتم فيها «المقناص»، مثل باكستان ومالي والمغرب والجزائر وسورية وإيران وموريتانيا وكازاخستان والسعودية»، ويضيف «أول صقر امتلكته كان من طيور (صقور) المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وأعطاني إياه عمي المرحوم عبدالكريم مبارك الفلاسي من نوع (الحر وحش جرناس) في عام 1984، وكنت ابلغ 15 عاماً، ومنذ ذلك اليوم زرع أهلي في نفسي حبّ هذه الرياضة، وكيفية المحافظة عليها، ونقلها إلى الأجيال»، ومثلما ورث الفلاسي حب الصقارة، سعى لتوريثها لأبنائه وأجيال أخرى، ويوضح «علمت ابني حمدان هذه الرياضة، وأساسيات المقناص أو الصيد بالصقور، وعرفته أسماء الصقور وأنواعها، وكيفية التعامل معها، وأحاول جاهداً أن انقل هذه الرياضة التراثية للأجيال وتعليمهم إياها، للمحافظة على تراثنا ونقله من جيل لآخر». مشيراً إلى أن  أول مرة ذهب فيها للقنص خارج الدولة كانت في السعودية وقطر في عام .1996 ويضيف أن «الصقارة كانت تعد في السابق مصدراً للرزق لآبائناً وأجدادنا، وأما في الوقت الحالي فأصبحت جزءاً من تراثنا».

معوقات

ويشير الفلاسي إلى أن الأجيال الجديدة ليس لديهم الدراية الكافية بكيفية التعامل مع الصقور، والمعلومات الخاصة بها وأنواعها وأسمائها، مؤكداً أنه يجب التقريب بين الأجيال الجديدة وتعلم صيد الصقور، ويضيف «أحاول قدر الإمكان أن أزرع في نفوس الأجيال الحديثة هذه الرياضة التراثية، إذ أقوم بتعليم شباب على كيفية التعامل مع الصقور في منطقة الروية في دبي في المكان المخصص للصيد بالصقور والذي يسمى محليا المدعا»، مشيراً إلى أنه كان يعلم 15 شاباً مواطناً كل شهر. ويشير الصقار الإماراتي إلى أنه يتلقى اتصالات من خارج الدولة، وبالتحديد من السعودية وقطر، يرغب فيها كثيرون في تعليم أبنائهم الصقارة.

 

وعن المعوقات التي صادفت الفلاسي في تعليمه الصقارة يقول «لضعف الإمكانات توقفت حالياً عن تعليم الشباب الذي بدأته منذ عامين، لأنني أقوم به بجهد فردي، وعلى حسابي الشخصي، بالإضافة إلى أنني عانيت لعدم وجود أماكن مخصصة جراء زحف المشروعات العمرانية».

وأضاف أن «المقناص كان مسموحاً به في دبي في السابق بصيد طيور الحبارى والكراوين، وجاء قرار حكومة دبي للمحافظة على البيئة على أساس أن هذه الطيور بدأت في الانقراض تدريجياً، وبالتالي تحولت إلى رياضة للمحافظة عليها من الاندثار».

وناشد الفلاسي الجهات المعنية بتوفير الدعم المادي لإقامة معهد متخصص لتعليم الناشئة كيفية التعامل مع الصقور والمحافظة عليها، وغرس تراث الأجداد في نفوس الشباب. متمنياً أن تتكاتف معه الجهود لإقامة ذلك المعهد الذي سيجذب كثيراً من الشباب إلى رياضة الصيد بالصقور.

 تعليم الصقور

ويشرح الفلاسي بعض مبادئ تعليم الصقور، بقوله «صقور (طيور) الوحاشة يتم تعليمها (التلواح) لأنها طيور ذكية، ومن ثم يستطيع مالكها أن ينقلها مباشرة للمقناص، أما طيور التهجين فيتم تعليمها بالطائرة اللاسلكية، والبالون، والطائرة الورقية، لكي تتعلم كيف ترتفع، لأن صقور التهجين تخاف أن ترتفع في بادئ الأمر، وبالتالي يتم تعليق (التلواح) بالطائرة، وترتفع تدريجياً إلى أن تتعلم الطيران، ومن ثم يتم تعليمها على الكساير، حيث يتم إحضار طير الحبارى أو ديك رومي أو صلال لتعليمها القنص». ويضيف أنه «يوضع جهاز تعقب على ظهر الصقر، لأنه عندما يغيب الطير تستطيع البحث عنه بسهوله ويسر عن طريق التعقب بهذا الجهاز الذي يعمل عن  بعد لمسافة تتراوح بين 5-10 كيلومترات، حيث كان في السابق قبل التطور يتم البحث عن الطير لمدة ثلاثة أيام، وعندما يعجز الشخص أو مالك الطير عن إيجاده يرجع بعد ذلك من دونه».

تويتر