تسكنها أحلام النجاح وشغف تقديم صورة مشرقة للفتاة الإماراتية

فاطمة الحمادي.. «نعمة الفن» والعمل الجماعي

صورة

محطات عدة رسمت الخطوط العريضة لطموح الإماراتية فاطمة الحمادي، انطلاقاً من جمعها بين العمل والدراسة في الوقت نفسه، مروراً بفكرة تأسيس ناد اجتماعي وثقافي يضم المواهب الإماراتية الشابة، وصولاً إلى مواهبها المتعددة في مجال الرسم والكتابة والتصميم، الذي ألحقته الحمادي بقدرة لافتة على العمل بروح الفريق الواحد نحو تحقيق الآمال.


بشغف كبير تحدثت فاطمة الحمادي عن دراستها وتخصصها في مجال إدارة الأعمال العالمية، المجال الأرحب الذي انطلقت منه لتنسجم مع إيقاع دبي، فلم تهدر الوقت واختارت الالتحاق بالعمل في هيئة الطرق والمواصلات، مدفوعة بأحلام النجاح وشغف تقديم صورة مشرقة للفتاة الإماراتية، التي كرستها بانتقالها بين مختلف التظاهرات العالمية وفعاليات الهيئة ومعارضها: «أتذكر جيداً هذه المرحلة المهمة التي كنت أمضي معظمها بين العمل والدراسة، إلى أن تخرجت في منتصف العام الماضي، واضطررت بعدها إلى تقديم استقالتي من الهيئة، حتى أتمكن من الحصول على منحة من أحد المصارف الخاصة بالدولة، فيما أسعى حالياً للحصول على شهادة الماجستير».

- كانت مهمة الحصول على مكان لاجتماعات النادي مهمة مكلفة للغاية وكنت اضطر إلى دفع مبالغ مسبقة لبعض النوادي والمقاهي.

- نحتاج إلى دعم الهيئات العامة والخاصة ونرغب في الاستعانة بخبرات إماراتية متخصصة في مجال صناعة الأفلام المتحركة.

لم تنس الحمادي شغفها بالبحث عن الأفكار الجديدة، حتى بعد استلامها مهام مساعد مدير في قسم التدريب بأحد الفنادق الكبرى بدبي، فاقترحت على إدارتها فكرة تدريب الموظفين، ونجحت في اجتياز الاختبار الأول الذي أهلها لدرجة مدرب محترف بالقسم: «اخترت مجال التدريب لتطوير مهاراتي، والإنصات إلى مشكلات الموظفين واقتراحاتهم، لهذا طرحت فكرة (صندوق الأفكار)، التي تم تفعيلها بغرض البحث عن حلول إلكترونية جديدة نتشارك فيها مع الموظفين والعاملين الأفكار والمقترحات التي يطرحونها خلال هذه الدورات، مثل مهارات التواصل الاجتماعي، والتعامل مع الضيوف وحتى مع زملاء العمل».

«نعمة الفن»

تستذكر الحمادي بدايات تأسيسها للنادي الجديد، الذي استقت اسمه من اليونانية «نعمة الفن» قائلة: «لقد قمت بتصميم بوسترإعلاني ونشرته في الجامعة، وعبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، فتلقيت الكثير من الطلبات من المواهب الشابة في مجالات تتصل بفنون الرسم والكتابة والتصوير والتصميم، فتم اختيار الأعضاء بناء على المواهب، ووفقاً لمدى التزام البعض وقدرته على طرح مختلف الأفكار الجديدة، وأشعر اليوم بالسعادة بوصول أعضاء النادي إلى 10 أشخاص تراوح أعمارهم بين 18 و23 عاماً».

وعن أبرز عوائق البداية قالت: «كانت مهمة الحصول على مكان لاجتماعات النادي مهمة مكلفة للغاية، فقد كنت اضطر إلى دفع مبالغ مسبقة لبعض النوادي والمقاهي الثقافية قبل أن التقي في هيئة دبي للثقافة والفنون بياسر القرقاوي، الذي قدم لنا كل أشكال الدعم، وبادر بالتواصل مع القائمين على إدارة مكتبة الطوار، من أجل تخصيص مكان يجتمع فيه الأعضاء يوم السبت من كل أسبوع».

حاضنة ثقافية

وتحدثت الحمادي عن أنشطة النادي وطموحات أعضائه بتقديم فيلم رسوم متحركة إماراتي بصيغة ومواصفات عالمية، وذلك بعد عمل الفريق المتواصل على مشروع رواية قامت الحمادي بتأليفهاـ فيما يعكف أصدقاؤها على رسم بعض تفاصيلها، إضافة إلى مشروع ثان انبثق عن الرواية نفسها، وهو عبارة عن خواطر مستوحاة من موضوعها، لافتة إلى قيمة الدعم الذي وصفته قائلة: «نحتاج اليوم إلى دعم الهيئات العامة والخاصة، كما نرغب في الاستعانة بخبرات إماراتية متخصصة في مجال صناعة الأفلام المتحركة، لتنفيذ هذا العمل الجديد، الذي وضعنا تصوره الأولي وجميع شخصياته أساسية، ونعمل على البحث عن أفكار واقتراحات جديدة لصياغة فيلم يحمل اسم دولتنا الحبيبة بتوقيع أبنائها ومبدعيها».

جبل جيس

لا تنتهي قصص فاطمة الحمادي وأعضاء ناديها مع الابتكار، حيث كشفت في حوارها الخاص مع «الإمارات اليوم» عن فكرة نصب 10 لوحات فنية منحوتة على الخشب على جبل جيس، أطول قمة جبلية في الإمارات، هذه اللوحات سيشاهدها الجمهور بداية من سفج الجبل وصولاً إلى قمته وهي عبارة عن أمثال وحكم ومقولات تحفيزية مثل: «إذا أردت النجاح واصل الطريق»، «لا تنظر إلى الخلف.. لكن واصل التقدم حتى تصل إلى النجاح»، يتبعها الناظر إلى الجبل وصولاً إلى اللوحة الختامية التي تحمل مقولة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «المستحيل كلمة لا وجود لها في قاموس دولة الإمارات العربية المتحدة»، وسيتم نصبها على قمة الجبل باللغتين العربية والإنجليزية.

في حب القراءة

لا تنسى الحمادي قصتها الأولى مع الكتب ولا حتى لا مبالاتها القديمة ببعض كنوزها الأثيرة، إلا حين جمعها حديث خاطف إلى مدير جمعية بيت الخير أثار في داخلها سيلاً من التساؤلات، «لن أنسى هذا الحوار الذي سألني فيه عن هواياتي فأخبرته عن حبي للرسم، فأردف يحثني على السفر في عوالمه، وحرّضني على اكتشاف خباياها بطرد صغير خص به بريدي الجامعي ضم فيه كتاب (رؤيتي) لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي»، لافتة: «أحببت أن أسرد هذه الحكاية لأخصه بشكر باذخ يعادل البذخ المعرفي الذي اكتسبته من الكتب».

تؤكد فاطمة الحمادي أنها «اكتشفت موهبتها في الرسم في سن مبكرة، حيث جربت كل أنواع الرسم المائي والزيتي والرسم بالفحم، لتصل في النهاية إلى رسم مجموعة من اللوحات التي شاركت بها مع أعضاء ناديها في فعاليات اليوم الوطني، إلى جانب تقديمها لوحات بتقنية «الرسم بالظل»، الذي عشقته الحمادي ولاتزال تزاوله رفقة أصدقاء النادي، إلى جانب شغفها القديم بالكتابة.

إلى جانب أنشطتها المتعددة في الرسم والكتابة، تفاجئنا فاطمة الحمادي بحبها للأزياء والموضة، واستعدادها لافتتاح معرض خاص لمجموعتها الخاصة «بالعبايات»، في الوقت الذي تولت فيه صديقتها مهمة تنفيذ التصاميم وحياكتها تحت علامة (NF Designs)، التي تمنت أن تنال النجاح والقبول من قبل شريحة واسعة من الإماراتيات والخليجيات.

 

تويتر