«فاشن فوروورد» في موسمه السادس لربيع وصيف 2016

عروض اليوم الأول: المســتقبل للملابس الجاهزة

صورة

قد يكون ميل السوق عامة للبحث عن الأناقة العملية، أو ربما هي تلك الحاجة الماسة للخروج بمظهر أنيق ومبتكر دائماً بعيداً عن العلامات التجارية المنتشرة في مراكز التسوق، هو بحث المرأة المستمر عن التفرد، الذي جعل من خطوط الملابس الجاهزة المشروع الجديد لمصممي الأزياء.

دراما سينكو.. فساتين فخمة بأذيال من الكريستال

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/10/38385563.jpg

لا تخلو عروض المصمم الفلبيني مايكل سينكو من الدراما، ولا تخلو مجموعاته الخاصة بأزياء الـ«هوت كوتور» من ذلك أيضاً، فلا يمكن لعرض يحمل توقيع هذا المصمم إلا أن يكون بقدر كاف من دراما العرض والتصميم، سواء في المبالغة في الخامات وانتفاخات التنانير الكبيرة الضخمة، أو في التداخل الذكي والمميز بين الكريستالات والدانتيلات، أو من خلال القصات اللافتة أيضاً.

بدأ عرض سينكو بفستان لافت مغلق بالكامل وبتنورة قصيرة شديدة الانتفاخ والتموج، مشغولة بالكامل بكريستالات «شواروفسكي» النارية المتدرجة، لتبدأ العارضات بالولوج إلى المنصة يسحبن أذيال فساتينهن الفخمة والثقيلة في آن معاً، معتمداً على أطوال مختلفة، منه االقصير والطويل المنسدل، والمتدرج قصيراً من الأمام كاشفا عن الكاحل فقط، وطويلاً منساباً من الخلف، إضافة إلى الفساتين الضيقة ذات التنانير المستقيمة الواسعة جزئيا من الأسفل لتسهيل الحركة، بادئا تصاميمه بمجموعة حمراء من فساتين السهرة الراقية.

وكان للأبيض دوره في مجموعة سينكو، مقدمة مجموعة من الفساتين الراقية البيضاء المعتمدة على الدانتيل المشغول والمخرم والمطرز بطريقة متسلقة ترسم خطوطاً وتموجات واضحة على الأجساد المكشوفة أسفله، دون أن يتردد في إدخال فستان زفاف شديد الرومانسية والخفة بتنورة شديدة الانتفاخ، مزين بالكامل بالدانتيل المشغول والمطرز بالورود المتسلقة حتى الجذع المثبت بالتول الشفاف.

وفضل المصمم أن يعطي للمجموعة توازناً مناسباً من خلال تقديم مجموعة من الفساتين الحريرية السوداء غير المبالغ فيها، سواء من خلال اعتماده على قماش الحرير الأسود السادة، أو من خلال اعتماد قصات منسابة غير منفوشة، وقصيرة تصل إلى الركبة، مع بعض الابتكار في قصات الكتف والاكمام، والأذيال المتراقصة بشرابات كثيفة، كما مالت بعض الفساتين السوداء إلى شكل فساتين النوم الهادئة الحريرية، وهي واحدة من صيحات الموضة العالمية لموسم ربيع وصيف 2016، دون أن ينسى المصمم سحر قماش الترتر الأسود ذي اللمعة الخلابة في فستان طويلة ضيق اعتمد بالكامل على هذا القماش، مدخلاً فكرة السترات المسائية المزينة برقع من الخامات المطبعة والمطرزة والمشغولة بالكامل فوق فساتين السهرة، كما أدخل المصمم هذه الطبعات الملونة على مجموعة من الفساتين القصيرة السوداء المزينة بالكريستال، ضيقة كانت أو واسعة التنانير.

وعلى الرغم من وضوح الأحمر والأبيض في مجموعة سينكو، فإن سيادة الأسود كانت هي الغالبة، مقدماً مجموعة خلابة من فساتين السهرة المعتمدة بالكامل على الدانتيل بقصات متقنة رغم بساطتها، وعلى الرغم من الكشف الزائد عن الجسد في هذه المجموعة، فإنها كانت الوسيلة الوحيدة لإبراز جمال تخريمات ونقوش الدانتيل المزينة بطريقة مدروسة بالكريستالات والأحجار السوداء أيضاً، والتي بدت رغم دقتها وزحام التفاصيل فيها مثالية وهادئة.

كانت خطوط الملابس الجاهزة هي الصفة الطاغية على غالبية عروض أزياء اليوم الأول من أسبوع الموضة الأهم في دبي «فاشن فوروورد» لموسم ربيع وصيف 2016، الذي انطلق أول من أمس في قاعات «أرينا مدينة جميرا» الأنيقة، جاذباً أعداداً فلكية من الزوار والمدعوين لاحتفاء الموضة الذي جمع أسماء مختلفة، منها الإماراتي، أو العربي، أو الآسيوي.

وإلى جانب النقاشات والندوات التي تقام على هامش العروض التي تستضيف العديد من الأسماء العالمية والمهمة في عالم الموضة وصناعتها وإدارتها وتسويقها، يجلب اليوم الأول من هذا الحدث الذي يستمر على مدى ثلاثة أيام، عروضاً لمصممين صاعدين من مؤسسة «ستارتش»، وهي مؤسسة لبنانية غير ربحية تعنى بدعم المصممين اللبنانيين الشباب، وتحظى بمنصة عرض في «فاشن فوروورد» كل عام. وعلى الرغم من التفاوت البديهي بين الأفكار والخامات المستخدمة وميول كل مصمم عن آخر، فإن اليوم الأول أجمع على أن المستقبل هو للملابس الجاهزة العملية الجامعة بين الأناقة والديناميكية.

واستطاعت المصممة الإماراتية زرينة يوسف أن تفاجئ الجمهور المتابع للعرض بمجموعة خارجة تماماً عما يألفه متابعوها، مطلقة وللمرة الأولى خلال الحدث، خط أزيائها الجديدة «زرون باي زرينة» الذي استطاعت وبنجاح أن تخرج من خلاله بشكل مختلف وبعيد تماما عما اشتهرت به من جلابيات وقفطانات وفساتين الهوت كوتور المشغولة يدوياً، معتمدة على كم هائل من القصات العملية المبتكرة، والمازجة بين عدد من القطع اليومية المختلفة، وبين الألوان النابضة بالحياة، والكثير من اللمسات الشبابية التي تعود إلى أواخر ستينات القرن الماضي، مفضلة أن تمزج بين ديناميكية الحركة والقصات، وبين حقبة شبابية شديدة المرح، رغم كلاسيكيتها المرتبطة ببعدها التاريخي.

وقالت المصممة خلال لقائها بـ«الإمارات اليوم» خلف كواليس العرض، إنها فضلت في هذه المجموعة أن تخرج تماماً عن دائرة المعهود عنها، «ولايزال خط زرينة الخاص بتصاميم الهوت كوتور والجلابيات الراقية مستمرا، إلا أنني فضلت أن أزيد من اتساع دائرة جمهوري من خلال تقديم مجموعة عملية مبتكرة فيها ما يناسب الإماراتية في السفر وكذلك الفئة الأوروبية من المهتمات بالموضة»، محاولة أن تنوع في قصات هذه المجموعة بين تلك التصاميم الأنيقة الطويلة والقصيرة، الواسعة والضيقة.

وشرحت المصممة لـ«الإمارات اليوم»، أنها حرصت على أن تقدم مجموعة معتمدة تماماً على القطن، «إلا أنني فضلت القطن والكتان الممزوج، للخروج بخامة قادرة على البروز وليست مطواعة، أو شديدة الانسياب، ما أعانني على تقديم مجموعة واضحة الخطوط».

جمعت المصممة في قصاتها بين الفساتين الضيقة الطويلة المشابهة لفكرة القميص الطويل المزرر من الأمام وبأحزمة محددة للخصر، أو تلك ذات التنانير الرومانسية المتموجة، والجذع الضيق على شكل قالب، أو تلك الطويلة والقصيرة الواسعة بالكامل، بالإضافة إلى الضيقة ذات الأطوال الكلاسيكية الكاشفة عن الكاحل، وهي الحال مع التنانير التي اتخذت تنوعا مشابها، كما تزين بعضها بالفتحات العالية الجانبية، أو الخلفية.

وقدمت المصممة أيضاً فكرة السروال الواسع الأشبه بالتنورة، إضافة إلى السراويل القصيرة التي زاوجتها المصممة بسترات ذات قصات مبتكرة قصيرة أشبه بالسترة من جهة، وطويلة أشبه بالمعطف من جهة أخرى، أو تلك السراويل المنقسمة إلى ساق من قماش الكتان السادة، وأخرى مطبعة بطبعة المجموعة المعتمدة على غالبية القطع، والتي اعتمدت على مجموعة واسعة من الألوان البارزة المتداخلة والمحيكة مع بعضها بعضاً، تفاوتت بين درجات الأخضر والبني والبيج، أو تلك التي مالت للأزرق، أو البيج، إضافة إلى تصاميم بألوان سادة مالت بين الوردي الفوشي، والأحمر، والأخضر، والبيج، والكحلي، كما أضافت المصممة مجموعة من الخامات ذات الطبعات التي تعود هذا الموسم وبشدة، والتي تبدو على شكل لطخات الألوان المتدرجة المنتشرة على كامل القماش.

الجيوب البارزة، الأزرار الكبيرة المستديرة، الإطارات المتباينة التي تحيط وتحدد خطوط القصات، الأحزمة الجلدية العريضة، القصات المهتمة بالتفاصيل، والقوالب التي خيطت بتقنية ومهنية عالية في منطقة الجذع، وقصات الكتف الأنثوية، والكثير من المرح الشبابي على منصة العرض، استطاعت أن تحدد الزمن والأجواء وكيف يمكن لخط الإنتاج الجديد لزرينة يوسف أن يقدم نوعا جديدا من الملابس الجاهزة شديدة التفرد، والبعيدة تماما عن نوعية «موضة الشوارع» أو ما يعرف بالـ«ستريت ستايل» المنتشر في سوق الموضة.

بظاظا.. ربيع الدانتيل الأسود الشفاف

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/10/383857.jpg

على الرغم من جمال المجموعة التي قدمها المصمم اللبناني حسين بظاظا، والحنكة الشديدة في تقديم التنوع المطلوب بين فساتين السهرة الراقية، وتلك المسائية المائلة للعملية، فإن حكاية المجموعة تحمل نهاية رومانسية حزينة للأميرة ميثرا ابنة الملك الفارسي الطموح الذي دمر إمبراطوريته بانفجار نووي، لتبقى ميثرا الناجية الوحيدة، شاهدة على عودة الحياة إلى الإمبراطورية، لكن بطبيعة مشوهة لم تعهدها، ولتكتشف أن كل ما تراه من ألم وتشوه، يحدث أيضاً بداخلها، لتختفي امبراطوريتها التي تحبها تدريجياً مع اختفائها.

كل ذلك قد يبدو بعيداً تماماً عما قدمه المصمم، إلا أن القارئ للحكاية يمكن أن يربط بينها وبين لمسات واضحة من الطبعات التي تعكس حكاية لملحمة فارسية، وبين الفساتين التي عرضت لمسة شديدة الإتقان والدقة في التفاصيل لطبيعة جميلة وخلابة، سواء من خلال الطبعات، أو التطريزات، أو اللمسات اليدوية البارزة على الفساتين، أو من خلال الألوان الباستيلية الهادئة يمكن تفسيرها لمرحلة السكينة والهدوء وعودة الحياة. عند الحديث عن الربيع، قد يكون الدانتيل هو الخيار البديهي الأهم، وأن تصنع فستاناً متكاملاً من التدرجات الباستيلية للدانتيل الفرنسي أشبه بحقل من الزهور بُعيد طلوع الشمس، هو الربيع بحد ذاته، كما اعتمد المصمم على الدانتيل في مجموعة متنوعة من الفساتين القصيرة والطويلة، وتلك التي لم يقدم فيها سوى الدانتيل الشفاف الأسود معتمداً على أجساد العارضات خلفية له. للدانتيل الأسود سحره الخاص، وكان هو سيد الألوان نظراً لتوازنه الشديد مع جميع درجات الألوان التي يمكن أن يتخيلها المرء، وتداخله بخطوطه وقصاته وتخريماته النباتية المتسلقة والمتداخلة على تنانير باستيلية ملونة، أعطى للتصاميم حدة وعمقاً وازن من شدة رومانسية الألوان الهادئة، وعلى الرغم من سيادة الأسود، إلا أن المصمم قدم الأبيض بنسخته السادة أيضا في فساتين قصيرة ربيعية، بقصات وتصاميم بدت فيها التنانير أقرب إلى سلة زهور ربيعية جانبية، تزينت فيها أجزاء التنانير بتطريزات بارزة للزهور المتوردة. ولم تقتصر الطبيعة في مجموعة بظاظا على الزهور، بل أضاف إليها لمسات ملحمية مقاربة لجمال اللوحات الفارسية، معتمداً على فكرة الطيور المرفرفة والمزينة بلمسات ناعمة من الريش الطيار، وأحجار الكريستال البسيطة، التي اعتمدها بطريقة قص وتثبيت الخامات الحريرية فوق بعضها بعضاً على فساتين قصيرة واسعة من التافتا الراقي بقصات عملية ذات جيوب كبيرة، رغم مسائية التصاميم.

ونوّع المصمم بين فساتين السجادة الحمراء الطويلة ذات التنانير الواسعة المتموجة، وبين تلك القصيرة بتنانير منفوشة ومتموجة أيضاً، إضافة إلى الفساتين المنسابة الدانتيلية الهفهافة، كما قدم المصمم مجموعة من التنانير من الديباج البارز اللماع، بقصات مستقيمة قصيرة زاوجها مع قمصان بيضاء عملية ذات قصات مبتكرة تبرز القليل من منطقة البطن، إضافة إلى فكرة السترات الحريرية ذات القصة اليومية فوق فساتين سهرة، ليعطي المجموعة لمسة شبابية متفردة، إضافة إلى الفساتين والتنانير والمعاطف الحريرية المطبعة بالكامل بلوحات للحكاية الفارسية، والكثير من القصات العصرية المتداخلة غير المعهودة للقمصان ومنطقة الجذع في الفساتين التي قد تعكس المرحلة الأخيرة لظهور تشوه الطبيعة وأخذها شكلاً جديداً على الأميرة ميثرا.

تويتر