ختام أسبوع دبي للساعات بمشاركات تجمع التصميم والتعقيد الميكانيكي

الساعات.. ليست لحساب الوقت فقط

صورة

يأخذنا أسبوع دبي للساعات في رحلة إلى عالم التصميم المعقد، حيث تقدم لنا مجموعة من المشاركين أحدث الابتكارات في عالم الساعات، فتبهرنا التصاميم بالميكانيكية المعقدة من جهة، والخيال الذي يحمله التصميم من جهة أخرى. وشهد الأسبوع، الذي اختتم أول من أمس، مجموعة واسعة من المشاركات من حول العالم إلى جانب عرضه للساعات التي تم وضعها على القائمة القصيرة لجائزة جنيف الكبرى للساعات، وكذلك تقديم مجموعة من ورش العمل والندوات والمحاضرات.

ثقافة الساعات

رأى كارلو لامبريخت أن أسبوع دبي للساعات يعد من الأسابيع المهمة في عالم التصميم، مشيراً إلى أنه عرض في دبي منذ سنتين، وأن انطلاقة الأسبوع تعني التطوير والتثقيف في عالم الساعات، لأنه من الضروري أن يعرف الناس لماذا هذه الساعات مرتفعة الثمن. ولفت إلى وجود دراسة وتفكير جدي مع «مجموعة صديقي» التي نظمت الأسبوع، لجعله حدثاً في الشرق الأوسط ككل وليس لدبي فقط، لأنه لابد من التركيز على الساعات كفن، ولهذا تم انتقاء عرضها في الصالات الفنية في المركز المالي.

الفرنسي ليونيل بيتو، وهو المؤسس لساعات كابستان، قدم لنا تجربته في عالم الساعات، ورحلته في هذا العالم المعقد، قائلاً «درست الهندسة، لكني نشأت في عائلة تهتم بالفنون والحرف اليدوية والرسم، وعملت لفترة في مجال عملي، ثم انتقلت إلى عالم الساعات من خلال عملي في شركة خاصة بالساعات، وشعرت بالشغف الذي يحيط إنتاج هذه القطع». وتابع «استخدمت الخلفية في الفنية التي كانت تحيط العائلة، وكذلك الجانب الميكانيكي في عملي، وبدأت العمل على الساعات منذ 12 عاماً، وقد استغرق إنتاج الساعة الأولى ما يقارب خمس سنوات من العمل المتواصل والتجارب لابتكار ما هو جديد». وأشار إلى أن البداية كانت مع ثلاثة أشخاص، كان أحدهم يهتم بالميكانيكية، فيما هناك شخص يهتم بالتصميم، موضحاً أن الابتكار في الساعات يتطلب الكثير من الوقت كي يتمكن المرء من إنتاج القطع بطريقة استثنائية، فيما يواجه في الختام بمخاطر تفاعل الجمهور مع الساعات وتقبل الناس لهم، فهناك هوية ستطرح وتجب معرفة رغبة الجمهور فيها، وفيما إذا كانت ستحظى بجماهيرية عالية. وأشار بيتو إلى أنه أنتح في السنة الأولى 10 ساعات، بينما ارتفع الإنتاج إلى 50 ساعة في السنة في هذه الفترة، وتوجد ساعاته في سبع دول. وشدد على أنه يعمل على بعض الساعات التي تستغرق سنوات، فبعض القطع تستغرق ثلاث سنوات، لافتاً إلى أن كل تصميم يجب أن يكون جديداً، وكذلك يقدمون بعض الساعات التي تكون مصممة بشكل خاص لهم. واعتبر الساعات التي ينتجها مصنوعة من مواد يتم اختيارها بعناية، فغالباً ما يتم اختيار الفضة الألمانية للقطع الداخلية، وفي ما يتعلق بالقالب الخاص بالساعة فإنه غالباً ما يتم اختيار الذهب وألوانه بحسب نوع التصميم، وكذلك الجلد الذي يوضع مع الساعات. واعتبر أن المشاركة في هذه التجربة هي أهم ما يمكن أن يتم من خلال المعارض، ولهذا فإن المشاركة في أسبوع الساعات تحمل في طياتها الكثير من الفوائد التي تعود على المشاركين، وكذلك تصب في خانة تثقيف الناس بطبيعة الساعات، وتمنح المصمم فرصة التعرف على مصممين من دول أخرى، ورؤية ابتكارات مختلفة في عالم الساعات.

من جهته، أكد رئيس جائزة جنيف الكبرى للساعات، كارلو لامبريخت، أن الجائزة تعرض مجموع الساعات التي تم قبولها في المسابقة لعام 2015، مشيراً إلى وجود مجموعة من الفئات المتعددة ضمن المسابقة، وتم اختيار ست ساعات من كل فئة، ليكون مجموع الساعات المعروضة 72 ساعة. وأشار إلى أن اللجنة تتألف من أشخاص من مجالات مختلفة وليس فقط من عالم الساعات، فهناك أشخاص من تصميم الأزياء، والعمارة، والهندسة، وغيرها من المجالات الأخرى. ولفت إلى أن اختيار التصميم الفائز يتم من خلال التصويت، منوهاً إلى أهم العوامل التي تؤخذ بعين الاعتبار، ومنها الابتكار والتجديد والمهارة والدقة، ونوه بأنه على الصعيد الشخصي يفضل الساعات البسيطة، مؤكداً أن الساعة تعد من القطع الثمينة لأنها تقيس الوقت وهو أغلى ما يملك الإنسان.

من جهته، تحدث الرئيس التنفيذي لدو بيتين، بيار جاك، عن تاريخ هذه الساعات، مؤكداً أنها أنتجت لإيجاد رؤية معاصرة في الساعات، بعيداً عن الكلفة حيث تم ابتكار كل تفاصيل الساعات بشكل يدوي بحت. ولفت إلى أن الابتكار في الساعات يقوم على المزج بين التقليد والمعاصرة مع الابتكار. أما الإلهام الأساسي فاعتبره جاك من الأمور التي يجب أن ترتبط بالفن بشكل وثيق في عالم الساعات، فيجب أن يحمل التصميم النزعة الفنية، وأن يوازن بين التقليد والابتكار والتصميم الجيد. وشدد على أن أهمية المشاركة في الأسبوع تعود إلى الالتقاء في الإعلام وكذلك إلى المصممين، إلى جانب ورشات العمل والمحاضرات التي تقدم معلومات وفيرة عن عالم الساعات. وأشار إلى أن التصميم في عالم الساعات لا يرتبط بالزمن، فغالباً ما يكون غير مرتبط بالزمن، ويتعلق برؤية المقتني للساعة، ورغبته في القطعة، وهذا ما يجعل هذا النوع من الساعات قابلاً للاستخدام في العديد من الأزمنة.

تويتر