أنشأت موقعاً إلكترونياً يُعنى بنشر ثقافة الأكل الصحي

الدنماركية لويس ستين: أعتبر نفسي محامية للقيمة الغذائية

صورة

استثمرت الدنماركية، لويس ستين، خبرتها الغزيرة في المجال الصحي، التي استمدتها من خلال عملها وبحوثها الإكلينيكية المتعددة، في نشر ثقافة الأكل الصحي في المجتمع، والتأكيد على ماهيته وأهميته للظفر بحياة صحية مديدة، خالية من الأمراض النفسية والعضوية على حد سواء.

لجأت ستين إلى إنشاء موقع إلكتروني يعكس ثقافة الأكل الصحي التي تتبناها، ويرشد إلى سبل الحصول عليه، وأماكن توافره حيث تقطن في مدينة دبي، وعليه جاءت تسميته «ماي هيلثي دي إكس دبي» أو «دبي الصحية». كما يوفر الموقع التوعوي لستين حقائق ومعلومات متنوعة حول هذا الطعام الصحي، الذي أثبتت منظمة الصحة العالمية، على حد قولها، أن «تناوله يؤدي إلى زيادة مستوى إنتاج الفرد إلى 20%»، كما أنه يقوي من الذاكرة والتركيز، ويقلل من الإصابة بالأمراض، ولديه قوة عالية جداً تجعل الجسم والدماغ في أعلى مستوياته وأفضل ظروفه، ما يؤهله لتحقيق أشياء خارقة، حسب ستين.

وقالت ستين لـ«الإمارات اليوم»: «يمثل الموقع منبراً توعوياً للأكل الصحي، فرؤيته تعتمد على نشر ثقافة هذا الأكل بين صفوف أفراد المجتمع، الذي وجدت خلال بحثي حوله أن الكثير من أفراده يتطلعون للحصول على معلومات حول هذا الأكل الصحي، ويريدون أن يتعرفوا إلى سبل الحصول عليه، وأماكن توافره، إضافة إلى أسعاره التي ليست بالضرورة ــ كما هو الاعتقاد السائد ــ مرتفعة، وعليه جاءت جميع تفاصيل الموقع للوقوف على كل هذا، وتسليط الضوء على الدراسات المتخصصة».

ستين التي درست الصيدلة، وتخصصت في تثقيف وتحفيز المرضى للاهتمام بصحتهم، والالتزام بعلاج أمراضهم المزمنة، وبأسلوب حياة صحي، أضافت أن «التغيرات الإيجابية الكبيرة التي طرأت على مجال الغذاء الصحي في دبي لعبت دوراً كبيراً في تحفيزي على إنشاء الموقع، لاسيما في ظل زيادة المقاهي والمطاعم والمحال التي تحرص على جلب هذا النوع من الغذاء للناس، فضلاً عن طلب الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي النصائح المتعلقة بالتغذية، وذلك في ظل انتشار الأمراض، وزيادة فرص الإصابة بها بشكل كبير، بسبب الغذاء غير الصحي».

وأضافت ستين، التي أنجزت بحوثاً إكلينيكية تتعلق بمجال السكري والسمنة «يساعد الموقع على تقديم المعلومات بطريقة بسيطة لمستخدميه حول الأكل الصحي، وكيف يمكن إعداده بما يتناسب ومتطلبات كل شخص، ويتيح فرصة طرح شتى الأسئلة المتعلقة به». ويشجع موقع «دبي الصحية» مستخدميه على البدء بالتفكير عن القيمة الغذائية للطعام المتناول، ومدى جودته الصحية، إضافة إلى العمل على التقليل من المواد الكيمياوية والإضافات الصناعية في الطعام، التي تؤدي إلى أعراض وأمراض، كالحساسية، والأرق، والاكتئاب، وألم المفاصل، والتعب، والصداع، وحب الشباب، فضلاً عن عدم التوازن، وزيادة المواد السامة في الجسم، وزيادة الوزن التي يربطها خبراء الصحة بزيادة الشحوم في منطقة البطن، وزيادة المواد السامة في الكبد». في المقابل، يمكن بالأكل الصحي تفادي أو التقليل من هذه الأمور مجتمعة، والظفر بحياة صحية ذات عمر أطول، فقد أثبتت الدراسات أنه ذو تأثير صحي وإيجابي على الأشخاص الذين يعانون الأمراض المتعلقة بنمط الغذاء وأسلوب الحياة، مثل أمراض القلب والشرايين، والسكري، وأمراض الكلى، وتلف الأعصاب، والاكتئاب، وفقاً لستين.

وبينت ستين الأم لطفلتين «أعتبر نفسي محامية للقيمة الغذائية للأكل الطبيعي الصحي غير المعالج عضوياً بالمواد الكيماوية والإضافات الصناعية، وعليه أسعى جاهدة لمساعدة الناس على جعل هذا الأكل على قائمة أولوياتهم الغذائية، وتحقيقه يكون نجاحاً كبيراً جداً»، وشددت «أريد أن أرى أكبر قدر من الأفراد في المدينة التي آثرت الإقامة فيها (دبي) ماذا يمكن للغذاء الصحي أن يفعل معهم على المدى الطويل لا القصير، كما يعتقد البعض، ويربطه بالحمية الغذائية فقط التي تقيد الشخص، وبالتالي تحفز دماغه على طلب كل ما منع نفسه عن تناوله». وأوضحت ستين «بمجرد أن يقيد الشخص نفسه بالحمية الغذائية، فإن الدماغ على الفور يطلب ما منع منه، ولذلك بدلاً من التفكير في الحمية ومنع النفس عن تناول ما تشتهي وتطلب، من الأفضل مساعدتها على التفكير في تناوله بعيداً عن المواد الكيماوية والإضافات الصناعية». وعليه فإن التركيز لابد أن ينصب على تحسين الطعام، وتفادي كل ما من شأنه التقليل من قيمته الغذائية المفيدة لصحة الجسم واستمرارية قوته البدنية على المدى الطويل. أريد أن أمنح هذه الفرصة للناس في دبي لكي يقوموا بتحديد خياراتهم الصحية، وينجحوا في عمل التغييرات الصحية في عاداتهم الغذائية اليومية».


الغذاء الصحي

يذكر أن تناول الطعام الصحي، واتباع نظام غذائي متوازن، يعد جزءاً مهماً لتحسين الصحة والحفاظ عليها خالية من المشكلات والأمراض، ويساعد على الشعور بالأفضل. ويرى خبراء الصحة العامة أن الصحة والجمال يقومان أساساً على قواعد التغذية السليمة.

ومن أبرز النصائح المرتبطة بهذا الموضوع:

■ الابتعاد عن تناول الطعام الذي يحتوي على مواد كيمياوية وإضافات صناعية.

■ شرب كميات وفيرة من الماء الذي يساعد الجسم على البقاء رطباً بشكلٍ كبير، لاسيما أنه يحتوي على العديد من المعادن الغنية المفيدة للجسم.

■ التقليل من تناول الدهون المشبعة وغير المشبعة، فتناولها بكميات كبيرة يرفع من معدلات الكولسترول السيئ

(إل دي إل)، والتي تؤدي إلى تصلب الشرايين، بما تحتويه من خصائص ترفع من حدوث التهابات مختلفة.

■ التقليل من تناول الملح.

■ التقليل من تناول الحلويات، إذ تحتوي أطباقها على نسبة مرتفعة من السعرات الحرارية التي تفتقر إلى الألياف والمواد ذات القيمة الغذائية العالية، ما يُرتِّب على الإكثار والإفراط في تناولها مشكلات صحية عديدة ونفسية كذلك تترك آثاراً سلبية مختلفة على الجسم.

■ الابتعاد قدر المستطاع عن الوجبات السريعة التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون، وعلى رأسها الدهون غير المشبعة، إلى جانب الملح والصوديوم والمواد الكربوهيدراتية والسكرية المكررة، علاوة على احتوائها على قدر كبير من السعرات الحرارية تكفي حاجة الإنسان اليومية منها، غير أنها تفتقر إلى الألياف والمواد ذات القيمة الغذائية العالية.

■ الحرص على الحفاظ على وزن صحي، وتفادي السمنة التي تؤدي إلى أمراض عديدة، كأمراض القلب والشرايين والسكتات الدماغية.

تويتر