بعضهن تحدثن عن عقلانية التسوّق.. وأخريات اعترفن بملاحقة الموضة

زينة «السيـدة الإماراتية».. فن الاهتـمام بالنفس

صورة

يحمل الحديث عن مواكبة خطوط الأزياء والموضة لدى الإماراتيات جوانب متعددة تراوح بين العقلانية في اختيار ما هو مناسب للعمل والمناسبات الاجتماعية، وبين الاعتراف بعدم القدرة على التحكم في عادات الشراء إلى درجة الشعور بالهوس واقتناء كل ما هو جديد، ويبقى السؤال الأهم هنا مرتبطاً بالحد الذي بات يفصل بين مختلف «المعادلات» في استهلاك الموضة والميزانيات التي تخصصها المرأة الإماراتية «للكشخة».

قريباً من الاحتشام

ترى المصممة الإماراتية منى كرمستجي صاحبة «دار غوشيه لتصميم الأزياء» أن دخول المرأة الإماراتية ومشاركتها في كل مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية أسهما بشكل كبير في اهتمامها بالأزياء، كذلك تعايشها مع العديد من الثقافات الوافدة والحياة الاجتماعية المزدهرة على حد تعبيرها، أسهم في تغيير ذائقتها الاستهلاكية، وعن مدى تركيزها على خطوط الموضة العصرية تضيف: «تهتم الإماراتية بالموضة بحسب الفصول والمناسبات الاجتماعية لكنها بعيدة عن «الهوس»، وتتابع: «هناك إقبال واضح على العباءات والجلابيات المطرزة ذات القصات المميزة، فالمرأة الإماراتية تحب خطوط الموضة الحديثة وتبحث عن التصاميم الحديثة، لكنها تحافظ على الاحتشام وتهتم بذلك وتطلب التجديد في الأزياء، خصوصاً فئة نساء المجتمع اللاتي يتقلدن مهام قيادية تجعلهن مطالبات على الدوام بالتغيير حسب المناسبات».

ذائقة متفردة

من عالم الأعمال مروراً بتصميم الأزياء والمجوهرات، خطت زينب إسكندر خطوتها الأولى في مجال تنظيم أهم المعارض الخاصة بالموضة والأزياء محققة النجاح والاستمرارية بعد أن فتحت الأبواب للمواهب الإماراتية الجديدة متحدثة لـ«الإمارات اليوم» عن مفهوم الزينة والجمال: «بحكم تعاملي اليومي مع السيدات من مختلف الأعمار والجنسيات أرى أن المرأة الإماراتية استطاعت فتح أبواب العالمية، وهناك بالفعل أسماء إماراتية تنافس بقوة العديد من دور الأزياء العالمية وتحديداً في مدينة دبي التي تشهد تطوراً وانفتاحاً غير مسبوق وظفته المرأة الإماراتية بشكل متفرد، يختلف عن ذائقة المرأة الخليجية والعربية».

وحول مدى إقبال المرأة الإماراتية على هذه النوعية من الفعاليات تؤكد اسكندر «مازلت أتذكر أول معرض نظمته مع صديقتي بمشاركة محلية محدودة مقارنة بالدورة الحالية التاسعة التي حققت حضوراً غير مسبوق لتجمع نسائي رائد تجاوز 2000 سيدة أعمال ومصممة وصاحبة مشروع من 11 دولة، تزامنت زيارتهن للمعرض مع مناسبات خاصة تهتم بالمرأة، وهذا دليل على تزايد إقبال المرأة الإماراتية واهتمامها بحضور مختلف فعاليات الموضة ومواكبة منتجاتها، إضافة إلى تركيزها على أناقتها من خلال مواكبة كل التطورات والتحولات في عالم الأزياء والجمال في الداخل والخارج».

«فن الاهتمام بالنفس»

لا تختلف هذه النظرة كثيراً عند عائشة النعيمي، التي ترى أن المرأة الإماراتية يجب أن تهتم بأدق التفاصيل المرتبطة بالمظهر قائلة: «من مقومات عملي اللياقة واللباقة، وأنا فعلاً أحب الموضة وأجعل لها ميزانية خاصة، أطلق عليها اسم (فن الاهتمام بالنفس)، لكنني بالمقابل حكيمة بعض الشيء، إذ أحاول أن أوازن بين هذه الميزانية وبين أسرتي وأولادي»، وتضيف: «أعشق الماركات العالمية وصديقاتي يعتبرنني مستشارة للموضة، لأنني أعرف جيداً نقاط قوة كل ماركة وتميزها من خلال متابعتي الدائمة لجديد الماركات وسفري المتواصل، لكنني حريصة على التحكم في القرارات المتعلقة بالشراء وأتريث كثيراً قبل اقتناء ما يناسبني».

مغريات الموضة

في حين تعترف الإعلامية الإماراتية حنان البلوشي بأنها «مدمنة موضة ومكياج وعطور وأحذية وإكسسوارات»، لدرجة أنها تعمد إلى اختيار ملابس ابنتها الصغيرة من أشهر الماركات العالمية، وقد تقوم بصرف مرتبها الشهري لشراء ساعة فاخرة أو حقيبة أعجبتها أو عباءة تلبسها مرة واحدة أو مرتين، وتضيف: «حاولت مراراً أن أمنع نفسي لكنني لم أستطع لأنني أذهب للتسوق كل خميس وأحياناً أقوم بشراء أشياء لا أحتاجها، لكنني ضعيفة أمام خطوط الموضة وقد أغير رأيي بعد عودتي إلى المنزل مثلما يحدث عادة مع العطور التي قد لا تعجبني أو تعجب زوجي فأضطر إلى إعطائها للخادمة»، وتبرر حنان هذا التصرف بالقول: «منذ الصغر تعودنا على اقتناء كل ما نرغب فيه، كما أن دبي مدينة المغريات والجمال، حيث تتسابق هنا الماركات العالمية لتقديم جديدها. وتختم قائلة «أتمنى أن أستطيع تخصيص ميزانية خاصة للشراء كما ينصحني زوجي دائماً وأن أدخر المال لأغراض أهم، لكنه لايزال مشروعا معلقا».

عادات دخيلة

تؤكد العنود الرومي أن المرأة الإماراتية دخلت في سباق مع المظاهر الاجتماعية والعادات الدخيلة من خلال سعيها لمجاراة الموضة وشراء السيارات الفاخرة والاقتراض من أجل التسوق، كما تأثرت بالثقافات الوافدة مثل ثقافة تغيير المظهر عبر عمليات التجميل التي تعتبرها «طريقاً لا رجعة فيها»، مشيرة في الوقت نفسه إلى مخاطر هذه الظاهرة البعيدة عن تقاليد المجتمع الإماراتي وعاداته. كما لا تحبذ العنود ثقافة التبذير واللامبالاة التي تتم بها عمليات التسوق لدى كثير من الفتيات، لأن الذوق واختيار ما يناسب المرأة على حد قولها أهم من «الأسعار وأسماء الماركات».

وحول تجربتها مع التسوق تقول العنود، أتابع دائماً أحدث خطوط الجمال والموضة وأشتري بحسب المناسبات العائلية، وأعتبر نفسي كلاسيكية في خياراتي، لأنني لست قريبة من «صرعات» الموضة الحديثة وأفضل دائماً شراء المجوهرات والذهب بدل أن أدفع مبالغ خيالية في حقيبة يد أو حذاء، لأن هناك دائماً بدائل جميلة في حياتنا يمكننا الاستمتاع بها.

بعيداً عن المظاهر

وتتفق معها خلود محمد في هذه النظرة معترفة بأنها تحب الموضة مثل كل الفتيات، لكنها تتصرف بعقلانية بعيدة عن المبالغة، حيث تقول: «يمكنني أن أخصص في بعض المواسم ميزانية خاصة للمشتريات الجديدة، كما أنني أستغل أحياناً فرصة التنزيلات لأتسوق عبر الإنترنت بعد التأكد جيداً من مصداقية الموقع بعد تجربة إحدى صديقاتي المؤلمة في هذا المجال، حيث قامت بدفع 20 ألف درهم ثمن حقيبة اقتنتها (أون لاين)، وعند الاتصال والمتابعة اكتشفت أن الموقع الالكتروني كان وهمياً».

وتختم حديثها قائلة «لا أحب التبذير والمبذرات، ولا يقنعني المنطق الذي يعتبر التسوق نوعاً من تفريغ الطاقة السلبية والشعور بالراحة النفسية، وأتمنى أن تفكر النساء جيداً في المبالغ الطائلة التي يتم إنفاقها لشراء الحقائب والساعات، إذ يمكن أن تساعد هذه الأموال المهدورة محتاجاً أو تسهم في تغيير حياة أسرة كاملة».

واقعية وعقلانية

رغم أن ندى أحمد تمتلك حسابات عدة في كبرى محال الماركات العالمية بدبي لكنها تشتري ما يناسبها بعقلانية ــ على حد تعبيرها ــ ولا تنساق مع تيار الخطوط الحديثة، وآخر ما تعلن عنه هذه المحال. وتضيف: «أحب كثيراً العباءات وأختار ما يناسبني من الأقمشة، إذ أقوم باختيار التصاميم التي تعجبني، اعتماداً على خبرتي في مجال تصميم الأزياء، كما أستفيد من آراء عائلتي وصديقاتي».

وتؤكد ندى أنها تشتري من ثلاث إلى أربع عباءات شهرياً إلى جانب مستحضرات المكياج والعطور بحسب الميزانية التي تخصصها شهرياً لهذا الغرض، كما تخصص أوقاتاً أسبوعية للذهاب إلى الصالون للاهتمام بنفسها دون أن تنسى أن لديها أحلاماً أخرى أهم في مجال العمل والمستقبل

طقوس الجمال

تحدث شربل ضومط خبير العناية بالشعر، عن مدى اقبال الإماراتيات على التجميل قائلاً: «من المعروف عن السيدة الإماراتية جمال إطلالتها واهتمامها الشديد بتفاصيل مظهرها ومكياجها وشعرها، وهذا برأيي خير ما يعكس مرآة جمال المرأة العربية، وأعتقد أن السيدة الإماراتية العصرية أدركت مفاتيح هذا السر، لذلك يحتل المكياج والعناية بالشعر والبشرة مكانة متميزة لديها، إذ تولي أهمية كبيرة لشعرها وتحرص على المحافظة على كثافته وحمايته من الأجواء المناخية الحارة والرطوبة العالية للمناخ الذي يتسبب في ضعفه وتساقطه».

وفي ما يتعلق بالميزانيات التي قد تخصصها الإماراتية لدواعي الإطلالة الجميلة قال «غالباً ما تخصص السيدة الإماراتية ميزانية تتفاوت بحسب الدخل والإمكانات، لكن اعتبارات الجمال والأنوثة حاضرة دائماً في ذهن الإماراتية وفي حساباتها وميزانياتها رغم أن جمال ملامحها العربية لا يحتاج إبرازه للكثير من الجهد والإمكانات المادية». وأضاف «يمكن اعتبار ما يعرف عن المرأة الإماراتية من حب لمظهرها وحرصها على الظهور بشكل جذاب ومتميز، تجسيداً لموروث ثقافي قديم مرتبط بطقوس الجمال في الجزيرة العربية، وأهمية الحفاظ على أنوثة المرأة وإطلالتها التي مازلنا نرى تجلياتها حاضرة بقوة في هذا الحرص».

تجنباً للإحراج

رفضت إحدى الطبيبات المختصات في جراحة التجميل بإحدى المستشفيات الخاصة بدبي، الكشف عن نسب إقبال الإماراتيات على عمليات التجميل ومدى اهتمامهن بتحسين مظهرهن الخارجي، بحجة المحافظة على أسرار المرضى وتجنباً للإحراج الذي يمكن أن يسببه الكشف عن بعض هذه الأرقام على حد تعبيرها، في الوقت الذي أكدت إحدى الفتيات أن مجالس النساء هذه الأيام تحفل بأحاديث الموضة وعمليات التجميل التي تشهد إقبالاً متزايداً من الفتيات.

قسم المشتريات

في موقف طريف يعبر بطريقة أو بأخرى عن مواكبة الإماراتيات لخطوط الموضة وآخر صيحات الجمال، قالت عائشة النعيمي في معرض حديثها عن هذا الجانب: عندما أشعر بالضيق أحاول الترويح عن نفسي بجولة تسوق، حيث أستفيد من الصور التي أقوم بتخزينها لبعض الماركات الجديدة في «موبايلي»، ولدي ملف خاص اسمه «قسم المشتريات»، فيه كل خططي المقبلة للتسوق لي ولعائلتي.

عروض حصرية

أجمع معظم الفتيات اللواتي شاركن في هذا التحقيق على أن هناك هوساً واضحاً ومتابعة كبيرة لخطوط الموضة والأزياء، إذ أسرت لنا إحداهن بأن غالبية الفتيات يمتلكن حسابات خاصة في معظم المواقع الإلكترونية المتخصصة في الموضة والأزياء، ويمضين أوقاتاً يومية منتظمة في ساعات الدوام اليومية لمتابعة آخر ما تطرحه هذه المواقع من عروض خاصة وتنزيلات «حصرية».

 

تويتر