السيارة الطائرة.. حلم على وشك التحقق

على الرغم من أن السيارة تعد من وسائل النقل والمواصلات، التي ساهمت في حل الجزء الأكبر من مشكلات التنقل السريع من مكان إلى آخر، إلا أنه مع الزيادة الكبيرة في أعدادها أصبحت مشكلة التكدسات والازدحامات المرورية من الأمور المستعصية على الحلول التقنية.

ومنذ عقود طويلة، يحلم المطورون بسيارة لا تسير على الأرض فحسب، بل تستطيع الطيران أيضاً. وبالفعل قد اقتربت ثلاثة مشروعات من تحقيق هذا الحلم الذي يدشن لعصر التنقل الطائر.

ودائماً ما يعلق باول مولر بسخط على الوقت الضائع أثناء الانتظار في التكدسات المرورية، وهذا الشعور يعرفه الجميع بطبيعة الحال، لكن هذا الأميركي لم يرضَ أن يقف مكتوف الأيدي؛ فقد عمل على تطوير سيارة تتمكن من الهروب من أي اختناق مروري عن طريق الطيران في الهواء، ولأن هذا الرجل لم يقتنع بكل الآراء القائلة بأن هذه السيارات لا ترى إلا في الأفلام، فإنه عمل منذ 50 عاماً على تطوير سيارته الطائرة.

وقد أطلق البروفيسور، البالغ من العمر 80 عاماً، على مشروعه اسماً علمياً هو «Volantor» لسيارته، التي تتمكن من عمليتي الإقلاع والهبوط العمودي في أي مكان مثل طائرات الهليكوبتر. واعتقد مولر أن حلمه سرعان ما سيتحقق، وهو ما أيقظته منه شمس الحقيقة، حيث إن حلمه كان مكلفاً للغاية.

ووفقاً لما هو معروف عن هذا المشروع، فإن هذا الرجل قد أنفق 100 مليون دولار على هذه الفكرة. وفي نهاية الأمر تم تعليق النموذج المبدئي على كابلات من الصلب، لكن هذه الحقيقة لم تثنِ رواد الطيران الجدد عن تحقيق طموحاتهم.

وفي ولاية ساكسونيا الألمانية طور مايكل فيرنر سيارة طائرة، وكما يقول فإن شركة «فريش بريزي»، التي كان قوامها 20 رجلاً، قد اقتربت من البدء في الإنتاج القياسي لهذه السيارة. وبدت سيارته كأنها خليط من الدراجة ثلاثية العجلات وقارب المستنقعات. وبشكل اختياري يمكن توجيه قوة محرك خلفي والبالغة 110 كيلووات/150 حصان إلى المحور الخلفي للسيارة أو إلى مروحة كبيرة، وبمجرد التحويل إلى وضع الطيران يتحرر المنطاد ويمتلئ بالغاز لتعلو السيارة ثنائية المقاعد فوق الأرض. وفي العاصمة السلوفاكية براتيسلافا طور شتيفان كلاين، متخصص التصميمات السابق بشركتي أودي وبي إم دبليو، وفريقه السيارة الطائرة Aeromobil. وقد تم صنع هذه السيارة من ألياف الكربون ومجهزة بأجنحة قابلة للطي. وتنطلق هذه السيارة، التي تبدو كأنها ناقلة صغيرة بسرعة قصوى 160 كلم ساعة على الأرض، كما تصل سرعتها بعد نشر أجنحتها والطيران إلى 200 كلم/ساعة وهي قادرة على الطيران المتواصل لمسافة 700 كلم.