في السوق الشعبي بمهرجان سلطان بن زايد التراثي

أنامل تحافظ على مهن الأجداد

صورة

يمتد السوق الشعبي في مهرجان سلطان بن زايد التراثي في مدينة سويحان على مساحة كبيرة، ويضم خيمة ضخمة لنحو 200 محل تعرض المنتجات الشعبية ذات الصلة بالموروث، وتتنوع ما بين الملابس والعطور والأكلات الشعبية وأدوات خاصة بالإبل وحياة البادية بشكل عام.

وفي بهو السوق الشعبي في المهرجان الذي تستمر فعالياته حتى السبت المقبل تنتشر محال لنساء إماراتيات يعملن في حرف يدوية تراثية، ويمارسن هذه الحرف تحت إشراف نادي تراث الإمارات، وبتوجيهات واهتمام خاص من قبل سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، راعي المهرجان.

حرف متوارثة

مازالت المرأة الإماراتية محافظة على حرف يدوية متوارثة، من أبرزها «التلّي» و«السدو»، إذ تبرز هذه الحرف التي تمارسها النساء جانباً من التراث الإماراتي، وكذلك أسلوب الحياة الذي يستمد من الصحراء والنخيل كل احتياجاته. وبينما تعد حياكة التلّي والسدو من الحرف المتداولة لدى المرأة الإماراتية، فإن هناك مهناً أخرى غير مشهورة وغير متداولة كالعطارة أو حياكة البرقع والجلابيب.


منتجات

عن منتجات السدو الخاصة بالإبل أوضحت بخيته المري أن هناك «الساحة»، وهي عبارة عن قطعة فنية مستطيلة توضع على ظهر الجمل، وتكون هذه القطعة منقوشة بخطوط متعرجة تزيدها جمالاً وتميزاً، ومن أدوات الجمال التي تستخدم إلى الآن «الخُرج» و«الشِمالة» التي توضع على ضرع الناقة، ومنتجات أخرى كـ«البِطان والزوار والمحقبة»، وجميعها تستخدم من قبل الرحالة من راكبي الإبل.

وقالت عائشة النعيمي، التي تعمل بمهنة التلي منذ أكثر من 10 أعوام «إنها حرفة منتشرة في الإمارات، وكانت تمارسها النساء عادة، وتسمّى هذه الحرفة ( تلّي بوادل) أو (تلّي بتول)، نسبة إلى كلمة (التلّي) وهو شريط مزركش بخيوط ملونة أبيض وأحمر، وخيوط فضيّة متداخلة»، مضيفة «تستخدم (الكوجة) في عمل التلّي، و(الكوجة) هي الأداة الرئيسة للتطريز، وتتكون من قاعدة معدنية على شكل قُمعين ملتصقين من الرأس، وبهما حلقتان على إحدى القواعد لتثبيت وسادة دائرية تُلف عليها خيوط الذهب والفضة للقيام بعملية التطريز، وتوضع كزينة على ملابس النساء التقليدية».

وذكرت النعيمي، أن الملابس المضاف إليها التلّي تلقى رواجاً لجمالها، وتميزها، مشيرة إلى أن أجهزة الخياطة الحديثة لا تستطيع عمل التلّي بالجودة نفسها، ما يعني أنها تعيش إلى يومنا هذا كحرفة تراثية بشكلٍ كامل.

وحول اهتمام الجيل الجديد من الإماراتيات بهذه المهنة وتعلّمها، أكدت أن هناك كثيرات من الفتيات اللاتي يرغبن في تعلّم المهنة، وحضور ورش العمل التي ينظمها نادي تراث الإمارات. كما أبدعت المرأة الإماراتية في الصناعات اليدوية باستخدام «السدو»، وهذا يبرز قوة الإرادة التي تتمتع بها، فالعمل بـ«السدو» يحتاج إلى وقت طويل وصبر، إلى جانب الإبداع في الأشكال الهندسية وتناسق الألوان التي تنسجم مع البيئة الإماراتية القديمة.

ويشبه «السدو» النول المستخدم في صناعة النسيج في بعض البلاد العربية، ويتكون من أربع أسطوانات حديدية، الجزء الطولي يسمي «السيدا» أما العرضي فهو «النيرة»، تتصل ببعضها على شكل مستطيل، تشد على السدو الخيوط في الاتجاه الطولي، ثم تستخدم قطعة خشبية مربوطة بالخيوط بشكل عرضي؛ لإدخالها بين الخطوط الطولية. وعن منتجات السدو قالت بخيتة حمد المري، التي تزاول هذه المهنة اليدوية منذ فترة طويلة، إذ تعلمتها على يدي والدتها، ولشغفها بها أصرت على أن تنقلها إلى الجيل الجديد، إن «منتجات السدو كثيرة ولا تحصى، منها (العشيرية)، وهي سجادة كبيرة الحجم مكونة من أربع قطع طولية أو ثلاث يتم تشكيلها مع بعضها بعضاً، وتستخدم كفاصل في الخيمة بين مجلس السيدات ومجلس الرجال، أو بين المجلس وغرفة النوم في الخيمة الواحدة، وألوانها طبيعية، ومن أشهرها الأحمر والأخضر». وأضافت أن من أهم تلك المنتجات أيضاً «بيوت الشَعر» التي تُصنع من صوف الجمال الخشن أسود اللون؛ حتى تقي من برد الصحراء القارس. وتنسج الخيمة من قطع عدة يتم توصيلها مع بعضها، ولا يكون في الخيمة أي نقوش ما عدا اللون الأسود، أما جوانبها فتتوسطها خيوط بيضاء مستقيمة.

تويتر