ديكورات البيوت الحديثة.. معارض لوحات وهدايا تذكارية

الديكورات الحديثة تحوّل غرفة المعيشـــة إلى متحف صغير يضم مقتنيات من مختلف أنحاء العالم. د.ب.أ

لم يعد عشاق السفر والترحال بحاجة إلى السفر في رحلة تستغرق ‬90 يوماً حول العالم لمشاهدة المعالم السياحية والتعرف إلى الثقافات المختلفة، حيث أتاحت التصميمات العصرية التي اجتاحت عالم الديكورات الحديثة إمكانية جلب العالم بحضاراته وثقافاته المختلفة إلى المنزل. فبفضل الاتجاهات الحديثة التي أحدثت انقلاباً في عالم الديكورات المنزلية أصبح بالإمكان تصميم غرفة المعيشة على غرار «المعارض الدولية» التي تضم بين جنباتها إكسسوارات وهدايا تذكارية ولوحات من مختلف أنحاء العالم، بدلاً من إنفاق أموال طائلة على السفر والرحلات.

وتعزو أورسولا جايسمان خبيرة اتجاهات الموضة والعضو بالرابطة الألمانية لصُنَّاع الأثاث، في مدينة باد هونيف غربي ألمانيا، السبب وراء اجتياح هذا الاتجاه الحديث لعالم الديكورات المنزلية إلى رغبة كثير من الأشخاص من عشاق السفر حول العالم في نقل الجو الذي يستمتعون به في أماكن قضاء العطلات إلى منازلهم أيضاً، وهو ما يفسر سر حرصهم على تزيين منازلهم بالهدايا التذكارية التي جلبوها معهم من الأماكن التي زاروها. وتشير أورسولا إلى أن هذه الفكرة نالت استحسانا كبيرا لدى مصممي الديكور والأثاث في الوقت الحاضر، ومن ثم استخدموها في تصميماتهم الحديثة التي تمزج ما بين الحضارات والثقافات المختلفة.

ومن أبرز سمات هذا الاتجاه الحديث الذي أحدث ثورة في عالم الديكور والأثاث هي عدم نقله لطراز معين بحذافيره، وإنما صهره للعديد من الطرز التي تنتمي لحضارات وثقافات مختلفة في بوتقة واحدة ليخرج بذلك طراز فريد من نوعه تذوب فيه كل الفوارق الثقافية والحضارية. ومن هذا المنطلق أطلق مصممو الديكور العنان لخيالهم، ووضعوا تصميمات تتسم بالتنوع الشديد. ومن أشهر التصميمات التي تنال إعجاب العملاء هذا التصميم الذي يجمع بين رأس «بوذا» والكتابة بأحرف صينية على الوسائد أو اللوحات، مع دهان الحوائط والأبواب بألوان مشبعة وخامات مُطعمَة بحليات وقطع أثاث خشبية ذات ألوان داكنة ولوحات ذات أطر مرصعة بأحجار من الشارع.

ويقع كثير من الأشخاص الذين يرغبون في تصميم غرفة المعيشة بمنزلهم على هذا الطراز الفريد من نوعه في حيرة من أمرهم، نظرا للتنوع الرهيب في إمكانات المزج بين عناصر الديكور المختلفة. وفي هذا الشأن تنصح خبيرة الديكور والأثاث نيكول مالوف المقيمة بمدينة ميونيخ جنوبي ألمانيا باختيار عناصر الديكور المتناسقة في ما بينها، كي لا تبدو غرفة المعيشة مثل لوحة سريالية تتألف من عناصر لا يجمع بينها خط واحد. وتضرب نيكول مثالاً لكيفية المزج بين عناصر الديكور المختلفة، فتقول إنه يفضل أن يغلب اللون الواحد على الغرفة ككل، فمثلاً يمكن اختيار اللون الأحمر كلون سائد في الغرفة كلها، بحيث تكون ألوان دهان الحوائط مشتقة من مجموعة اللون الأحمر كاللون الوردي مع اختيار قطع أثاث وإكسسوارات من مجموعة اللون الأحمر كاللون القرمزي. وهنا يمكن وضع وسادات هندية ذات ألوان مشبعة على الأريكة وزهريات مكسيكية زاهية الألوان على الطاولة، وهكذا تبدو غرفة المعيشة كما لو كانت لوحة فنية بريشة أشهر الرسامين العالميين.

وفي كتابهما عن «الديكورات متعددة الثقافات» حددت مصممتا الديكورات الداخلية إليزابيث وايلهايد وجوانا كوبستيك أن الديكورات الحديثة التي تمزج بين الثقافات والحضارات المختلفة تمتاز بالألوان المفعمة بالحيوية والتصميمات التي تتسم بالبساطة الشديدة. كما تضمن كتابهما بعض نماذج التصميمات غير التقليدية التي أثارت إعجاب العملاء، ومنها حوائط مدهونة باللون الأزرق النيلي مصممة على الطراز المغربي، مع إطار أحمر اللون يحيط بباب غرفة المعيشة. أما عشاق الطابع الآسيوي، فيمكنهم رسم جديلة من أحرف إحدى اللغات الآسيوية ذات الأشكال المميزة. ومن ناحية أخرى توضح الكاتبتان أنه ليس من الضروري تصميم غرفة المعيشة على هذا الطراز بالكامل، إذ يكفي استخدام بعض عناصر الديكور التي تضفي على الغرفة طابع التعدد الثقافي والحضاري. أما مَن يرغب في تغيير خزانة غرفة المعيشة أو الطاولة، فسيجد ضالته في دور الأثاث الكبيرة التي تضم بين جنباتها أشهر التصميمات العالمية للخزانات والطاولات التي تزدان بالحليات الصينية المستديرة كبيرة الحجم، أو المنمقات الهندية متناهية الصغر، والتي تلقى رواجا كبيراً بين العملاء.

وعن الاتجاهات الأخرى التي تشهد إقبالا شديداً في الوقت الحالي تقول أندريا فاسبيندر، المتخصصة في الديكور، إن قطع الأثاث الأثرية الشاهدة على عصور تاريخية بائدة هي أحدث صيحات الموضة في عالم الديكور والأثاث.

تويتر