مجموعات طموحة في اليوم الثاني لـ«فاشون فورورد»

أميرات بحيرة البجع يتشحن بتصــاميم سينكو

صورة

رغم تميز الأسماء المشاركة في اليوم الثاني من «فاشون فورورد»، ووقوعها في فئة الأسماء الصاعدة والطموحة في عالم الموضة، التي بدأت في الانتشار السريع أخيراً، إلا أن المجموعات التي قدمت لم تكن بالمستوى والجودة المتوقعة منها، وبينما استطاعت أسماء أخرى أن تقدم المتوقع منها، احتشدت عناوين رئيسة على أجندة جلسات النقاش، وحظيت بحضور كبير من زوار الحدث، ليختتم اليوم الثاني من الحدث الذي تستضيفه «أرينا مدينة جميرا» في دبي مع مايكل سينكو ومجموعته المستوحاة من غواية وقوة الملكات الشريرات المتشحات بالسواد في حكاية بحيرة البجع، أو «سنو وايت» وجمال ورومانسية الأميرات ببياضهن الشفاف.

حول عناوين «المستقبل في صناعة الأزياء وكيفية دخول هذا المجال»، و«صناعة الأزياء شرق الأوسطية ــ هوية فريدة آخذة بالتشكل»، و«الأزياء والإحساس بالمادة»، و«بيئة الأزياء العالمية»، دارت جلسات النقاش التي توزعت على كامل اليوم الثاني، واستضافت مجموعة مميزة في عالم الموضة والأزياء، ومن بينها خبراء من كلية لندن للأزياء، وأصحاب علامات تجارية، ومصممو أزياء، مثل مصمم الأزياء اللبناني ربيع كيروز، وكلية الأزياء بأكاديمية دومس، ومتخصصين في المجال في مجلات موضة عالمية، ما أعان على إثراء النقاش.

عروض

تنوعت العروض التي قدمها الحدث في يومه الثاني، الذي بدأ نهار أول من أمس، وبدأت العروض بمجموعة للمصممة اللبنانية ديما عياد التي تشتهر بتصاميم فساتين السهرة الناعمة والهادئة، والتلاعب المرح بالخطوط بطريقة تعين على تناسب التصاميم لمختلف الأحجام، معتمدة البساطة والهدوء في المجموعة.

بينما قدمت دار أزياء «كيج» مجموعة عصرية ومعاصرة اعتمدت خطوطاً مبتكرة، إلا أنها لم تخرج من الخطوط الناعمة والبسيطة اليومية، التي تتمتع بالعملية والانسيابية والراحة، والتميز في الوقت ذاته.

إزرا

قد يكون عرض أزياء مصمم الأزياء الفلبيني المنطلق محلياً منذ عقود إزرا سانتوس، أفضل عروض اليوم الثاني على الإطلاق، بمجموعة حملت من التقنية والجودة والتجريد والمعاصرة والابتكار الشديد كل ما تعنيه تلك الصفات، مفضلاً تقديم مجموعة قريبة في خطوطها لمجموعة كبيرة جداً من قائمة زبوناته الطويلة.

بخطوط متطرفة، ونظرة تجريدية معاصرة، وميل إلى تبسيط الـ«هوت كوتور» مقارنة بالمعتاد، ورغبة في التركيز على القصات الذكية المتقنة، بقصات قصيرة وأذيال طويلة، والتركيز على الأكتاف الكبيرة اللافتة والدراماتيكية، مع ميل لتقديم مجموعة اعتمدت على السادة أكثر من الطبعات، مع تنوع بين الفساتين الطويلة والقصيرة، التي لم تخرج عن فئة الـ«هوت كوتور» المناسب للسجادة الحمراء، وحفلات الزفاف.

قاضي

اعتمد مصمم الأزياء اللبناني رامي قاضي، الذي سطع اسمه أخيراً في عالم الموضة، باعتباره أحد المواهب الصاعدة السابقة في برنامج «ستارتش»، الذي أسسه ويشرف عليه مصمم الأزياء اللبناني ربيع كيروز، على إبراز خطوط القصات والتصاميم، معتمدا على فكرة قوالب الجذع الضيقة العارية، أو ذات حمالة الكتف الواحدة، أو التي تغطي الكتف من دون أكمام، والتنانير المنفوشة الواسعة، بكثير من القصات والكسرات والتموجات النافرة البارزة الناحتة لأشكال إضافية فوق هيئة الجسد.

وقدم المصمم قصات طويلة وقصيرة، بتنانير منتفخة وأخرى متموجة منسدلة، مع كثير من الخامات الملتوية والمتجمعة على الأرداف والخصر، وتداخل في تنانير أخرى بين خامات مختلفة قصت بطريقة مبتكرة ومتفاوتة.

تنوعت الخامات التي استخدمها المصمم اللبناني بين التول، والشيفون، والحرير الخفيف الناعم، إضافة إلى الأورغانزا، التي تزينت بأساليب مختلفة، برز بعضها بالأحجار اللماعة، وبعضها الآخر بالورود المعتمدة على خامات كثيفة وبارزة، من دون المبالغة في اللون، إذ مالت المجموعة إلى الألوان الباستيلية الفاتحة، مثل العاجي، والأزرق السماوي، والليموني، والبيج، إضافة إلى الذهبي المطفي، الذي استخدم بطريقة مشابهة لأوراق الذهب التي لونت الخامات بضربات عشوائية كثيفة.

بفساتين طويلة وقصيرة، وتنانير طويلة متموجة، وقمصان واسعة وعريضة بقصة قصيرة مربعة، وتنانير خمسينية القصة والطول من الشرابات الذهبية الكثيفة مع بلوزات من الدانتيل الذهبي الكثيف برقبة عالية، استطاع المصمم قاضي أن يقدم مجموعة جيدة جدا، ذات تفاصيل عديدة.

بنفسجي

غلب اللون البنفسجي على معظم قطع مجموعة تجوري المنطلقة من قطر، إضافة إلى اللون الوردي، والبرتقالي الهادئ، إضافة إلى الأزرق، وعلى الرغم من وجود خطوط واضحة ومتكاملة للمجموعة، إلا أنها لم تكن بالمستوى المتوقع من المصممة، التي نجحت في الموسم الماضي في تقديم مجموعة أفضل بكثير من الأخيرة، حيث غفلت المصممة عن اختيار خامات، أو قصات أو طرق تنفيذ عالية الجودة.

وغلبت الأخطاء على قصات الفساتين والتصاميم، بينما لم تخرج المصممة بمجموعة تحمل من الابتكار والجدة ما يكفي، وبين سوء الخامات والقصات التي لا تتناسب وطبيعتها، كان من الصعب ملاحظة النقاط الإيجابية في المجموعة، سوى قدرة المصممة على تكوين مجموعة ذات هوية موحدة.

حكايات أسطورية

بين بحيرة البجع، و«سنو وايت» وملكاتها الشريرات المتشحات بالسواد المثير، ورومانسية الأميرات الجميلات الغائبات تحت غيوم كثيفة من الأبيض العاجي المنعكس من البشرات الشفافة، خرج مصمم الأزياء الفلبيني الشهير والمنطلق من الإمارات مايكل سينكو بمجموعة ناجحة ومتوقعة، حملت الإتقان المتناهي للتفاصيل الصغيرة، والدقة الشديدة في التنفيذ الغني والمترف للخامات والأحجار والتطريزات المزينة لكل قطعة، التي حولت كل تصميم إلى لوحة فنية منفصلة بجمالها، ومتموحدة مع بقية المجموعة في الوقت ذاته.

قد تكون المجموعة الأولى من الفساتين العاجية ذات التزيين الكثيف والشديد المازج بين التطريزات الباروكية وأحجار شواروفسكي الكثيفة المتنوعة بين اللماعة والمطفية، جلبت نوعاً من الملل، وربما يكون الأمر عائداً إلى العدد الكبير من القطع المعروضة، التي كان معظمها بالفكرة نفسها من فساتين سهرة طويلة وضيقة، من الخامات الشفافة، مثل التول والدانتيل المشغول بالكامل بأشكال تشبه القلائد المنسدلة تارة، وبنقوش باروكية متعرقة تارة أخرى.

ويبدو أن أميرات سينكو الشريرات نجحن في كسب اهتمام الجمهور مرة أخرى مع بدء المجموعة السوداء من فساتين السهرة، التي حملت الكثير من الغموض والقوة الشديدة، خصوصاً أن المصمم فضل أن تكون المجموعة سوداء بالكامل، دون إدخال أي لون آخر سوى في الفستان الأخير من المجموعة السوداء، التي تزينت بتدرج من الكريستال الأحمر على منطقة الجذع، معتمداً فكرة التنانير الضيقة مع الأذيال الكثيفة والمنفوشة والطويلة على شكل طبقات متعددة.

ينتصر الخير في نهاية المجموعة، فيختتم المصمم عرضه بفستان زفاف عاجي متورد، يمكن أن يعتبر القطعة الفنية الأجمل في كامل العرض، التي اعتمد فيها قصة ضيقة بالكامل ورقبة مغلقة عالية من دون أكمام، تزينت بالكامل بتطريزات كثيفة وأحجار لماعة ومطفية، بينما كان الذيل عبارة عن عمل فني بحد ذاته من طبقات لتموجات كثيفة وملتوية من القماش المزين بقطع دقيقة ونافرة من القماش البارز، ما أعطى المزيد من الحركة والفخامة للقماش، بينما كان للتيجان الضخمة والعالية التي زينت رؤوس جميع العارضات قدرة كبيرة على لفت الأنظار إليها، سواء تلك العاجية أو السوداء ذات القلادات الكثيفة المتدلية.

تويتر