«الفيبروميالغيا».. آلام مزمنة دون أسباب

«الفيبروميالغيا» تحتاج إلى علاج نفسي وجسدي. د.ب.أ

يشعر المرضى المصابون بمتلازمة الألم العضلي الليفي، المعروفة باسم «الفيبروميالغيا»، بآلام مزمنة في مواضع عدة من الجسم. وعادةً ما يتم تشخيص الإصابة بهذا المرض في مرحلة متأخرة، بعد أن يعجز الأطباء عن معرفة السبب العضوي وراء هذه الآلام، وصحيحٌ أنه لا يُمكن الشفاء من هذا المرض، إلا أنه يُمكن التعايش معه والتخفيف من الآلام، من خلال ممارسة الرياضة وتقنيات الاسترخاء.

نفسي وجسدي

للتخفيف من الآلام لدى مرضى متلازمة الفيبروميالغيا، في شكلها البسيط، أوصى الطبيب الألماني برنهارد أرنولد بالمواظبة على ممارسة الأنشطة الحركية، قائلاً «يُمكن للمرضى ممارسة أي نوع من الحركة، سواء الرقص أو التدريب على أحد أجهزة اللياقة البدنية أو المشي، والمهم أن يشعروا بالمتعة والسعادة عند القيام بذلك». وكي يستفيد هؤلاء المرضى من ممارسة الأنشطة الحركية، شددّ أرنولد على ضرورة المواظبة عليها، بحيث تتم ممارستها بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل. بينما ينصح الأطباء بممارسة تمارين قوة التحمل، والتدريبات الوظيفية، وكذلك تمارين تقوية العضلات ونوعيات الرياضات الأخرى، كـ«التاي تشي» أو اليوغا مع الأشخاص المصابين بمتلازمة الألم العضلي الليفي في أشكالها الحادة. ويُوصى أيضاً بالنسبة لهؤلاء المرضى بالجمع بين تقنيات العلاج بالاسترخاء وتمارين قوة التحمل مع العلاج السلوكي؛ لأنه عادةً ما ترتبط المشكلات النفسية والجسدية مع بعضها بعضا، علماً بأنه لا يُفضل تناول الأدوية لعلاج هذه الآلام، ويجب ألا يتم تناولها سوى لفترة محددة فحسب.

وعن أعراض الإصابة بـ«الفيبروميالغيا»، أوضح فينفريد هويزر، من الجمعية الألمانية متعددة التخصصات لعلاج الآلام بمدينة بون، أن «أعراض الإصابة بهذه المتلازمة تبدأ لدى بعض المصابين منذ الطفولة، لكنها غالباً ما تُصيب جزءاً واحداً من الجسم في البداية، بينما ينتشر بعد ذلك الشعور بالألم تدريجياً إلى بقية أجزاء الجسم».

تقول رئيس الجمعية الألمانية لعلاج متلازمة الفيبروميالغيا مارغت زيتان، إن «هذا المسار البطيء للمرض، غالباً ما يكون السبب وراء التشخيص المتأخر له». وأوضحت الطبيبة الألمانية كيفية حدوث ذلك، بقولها تبدأ الإصابة بأعراض هذه المتلازمة لدى كثير من الأشخاص في صورة الشعور بآلام في عظمة العجز، لكن بمجرد أن يذهبوا إلى الطبيب ويتلقوا حقنة مسكنة، تزول آلامهم في البداية، ومع مرور الوقت تقل الفواصل الزمنية بين نوبات الألم، ولا تُساعد الحقنة على تسكينه، ثم ينتشر الألم في مواضع أكثر بالجسم.

وكي يتم تشخيص الإصابة بمتلازمة الألم العضلي الليفي على نحو سليم، وبشكل سريع، أكد الطبيب الألماني هويزر ضرورة أن يشرح المرضى للطبيب كل ما يعانون ه باستفاضة، موضحاً من المهم عند تشخيص الإصابة بهذه المتلازمة أن يصف المريض لطبيبه كل المتاعب، التي يُعانيها إلى جانب شعوره بالألم، كمعاناته مثلاً اضطرابات النوم، أو إجهاداً، أو متاعب نفسية مثل القلق والكآبة.

ويتناول برنهارد أرنولد من الجمعية الألمانية لعلاج الآلام بالعاصمة برلين طرف الحديث، ويؤكد ضرورة أن يُطلع المرضى طبيبهم المعالج أيضاً على ما إذا كانوا يتناولون أدوية بصورة منتظمة أم لا؛ إذ يُمكن أن تتسبب نوعيات معيّنة من الأدوية، كأدوية خفض نسبة الكوليسترول بالدم المنتشرة على نطاق واسع، في الإصابة بهذه الآلام الغامضة. وللتحقق من ما إذا كانت هذه الآلام، ترجع لأسباب عضوية، أو إلى تناول نوعيات معيّنة من الأدوية، ينصح الطبيب الألماني أرنولد بإجراء تحليل عينة دم، مع العلم بأنه لا يُمكن التحقق من الإصابة بمتلازمة الفيبروميالغيا ذاتها، عن طريق مثل هذه التحاليل.

 

تويتر