«عروس أبوظبي ‬2013».. البـساطة الفاخرة

أحدث خطوط الموضة وتصميمات الأزياء لمجموعة من كبار المصممين من جنسيات مختلفة، جمعتهم عروض أزياء «معرض عروس أبوظبي ‬2013»، الذي انطلق مساء اول من امس، ويستمر حتى مساء غد.

وخلال أيامه الأربعة، يقدم المعرض الذي يقام للعام العاشر، برنامجاً حافلاً لعروض الأزياء، حيث يتضمن خمسة عروض يومياً، تتنوع بين فساتين الزفاف وفساتين السهرة والمناسبات، والعباءات والجلابيات، وغيرها من عروض حصرية لأزياء الموضة الراقية تكشف عن الجديد في عالم الموضة والأزياء، وتقدم للعروس خيارات واسعة من التصميمات التي تساير أحدث الاتّجاهات في عالم الأعراس والمناسبات.

افتتح عروض «عروس أبوظبي ‬2013»، المصمم اللبناني هادي كترا، الذي قدم ‬32 تصميماً من مجموعته لصيف ‬2013، ضمت ‬28 فستاناً للسهرة، وأربعة للزفاف، تميزت كلها بالنعومة والبساطة الفاخرة في القصات، واعتمادها على الأقمشة التي تتسم بالنعومة والأناقة كالدانتيل والجوبير والحرير، أما الألوان فقد عمد كترا إلى استخدام ألوان الصيف كالأحمر والفوشيا والسيمون، متجهاً إلى مزج هذه الألوان معاً ليخرج بخليط مختلف من الألوان. بحسب ما أوضح المصمم لـ«الإمارات اليوم»، معرباً عن سعادته بأن يكون عرض هذه المجموعة في المنطقة العربية في ابوظبي، وضمن معرض العروس ابوظبي، وهي المرة الأولى التي يعرض فيها تصميماته في العاصمة، بينما قدم عرضاً خاصاً في دبي منذ ما يقرب العامين.

ذوق عربي

كترا أشار إلى أن مجموعة صيف ‬2013 عرضت منذ شهر في باريس ثم نيويورك، لافتاً إلى أنه انتقى من المجموعة التصميمات التي تناسب الذوقين العربي والخليجي، فعلى الرغم من ان الأذواق باتت متشابهة في مختلف انحاء العالم، نتيجة حرص المرأة في كل مكان على متابعة الجديد، إلا أن هناك اختلافات بسيطة بين الذوقين العربي والأوروبي، فتظل المرأة العربية تميل إلى القطع ذات التطريز والتطعيم بالأحجار، بينما تبحث المرأة الغربية عن البساطة أكثر. واعتبر ان تقديم عرض في باريس والوجود هناك أمر ضروري لمصمم الأزياء، فهي عاصمة الموضة في العالم، وهي بوابة لدخول عالم الموضة في مختلف الدول. ولم تقتصر عروض الأزياء، التي قدمت في اليوم الأول، على الأزياء العصرية، فقدمت دار نسيم الأندلس البحرينية، التي تملكها المصممة نبيلة العيسوي وابنتها المصممة هياء الفاضل، مجموعة كبيرة من التصميمات للجلابيات والعبايات الراقية، التي تمردت على الشكل التقليدي للجلابية لتنافس الـ«هوت كوتور». حيث قدمت الدار تنويعات على الجلابية المغربية التقليدية (القفطان)، فمزجت بينها وبين الجلابية الخليجية في بعض التصميمات، وبين فساتين السهرة في تصميمات أخرى. وتضمنت المجموعة تصميمات غريبة وغير مألوفة مثل العباءة القصيرة التي تشبه الفستان و«الأوفراول» الذي يتكون من قطعة واحدة تشمل البنطلون والجزء العلوي، كما تم توظيف «السلهام»، وهو يشبه العباءة المفتوحة ببرنس على الرأس بطريقة جديدة مع هذه التصميمات. أيضاً تميزت المجموعة باختيار اقمشة تتسم بالرفاهية والنعومة، ولم تكن دارجة في تنفيذ الجلابية التقليدية. وهو ما اوضحته المصممة نبيلة العيسوي مشيرة إلى انها تهتم اهتماماً كبيراً بالأقمشة والخامات التي تنفذ بها تصميماتها، وفي هذه المجموعة استخدمت اقمشة تتناسب مع الفخامة والأناقة التي تبحث عنها العروس، مثل الدانتيل الفرنسي المطرز يدوياً، والبروكار والشيفون المطرز بالذهب والحرير الطبيعي، بينما لم يظهر المخمل إلا في تصميم واحد تقريباً لانه لا يتناسب مع الصيف ودرجة الحرارة المرتفعة في منطقة الخليج العربي.

وأشارت العيسوي ان المجموعة التي عرضت تم تنفيذها خصيصاً لمعرض عروس ابوظبي، وهي لصيف ‬2013، وتضم ‬30 قطعة تناسب احتياجات العروس في مختلف المناسبات التي تظهر فيها، لافتة إلى ان التصميمات التي عرضت هي تنويعات عمدت فيها مع ابنتها هياء إلى تطوير الشكل التقليدي للعباءة المغربية لتناسب ذوق المرأة الخليجية، ولتناسب أيضاً أذواق الفتيات والشابات، حيث كانت فئة عريضة منهن ترفض ارتداء العباءة، لكن بعد ان باتت اقرب إلى فساتين السهرة اصبح هناك اقبال واضح من الفتيات عليها. كما افادت بأنها أعادت استخدام الأشياء التي تميز العباءة المغربية مثل المجدول والشمار بأسلوب جديد غريب.

أناقة فرنسية

من جانبها، ذكرت هياء الفاضل التي درست الهندسة قبل ان تتحول إلى دراسة تصميم الأزياء، انها عمدت إلى وضع لمسات غريبة وغير معتادة على تصميماتها، لإضفاء حيوية واناقة تناسبان روح الشابات، وتشجعهن على ارتداء العباءة، وفي الوقت نفسه لا تعتمد كثيراً على التطريز او الشك، لأن الأناقة حالياً اصبحت مقترنة بالبساطة إلى درجة كبيرة.

وللعروس التي تبحث عن الأناقة الفرنسية، قدمت دار فاراجيه باريس، خلال العرض مساء اول من أمس، مجموعة كبيرة من فساتين الأعراس والمناسبات التي حفلت بالكثير من التفاصيل والقصات التي اعتمدت على اللعب بالأقمشة لتكوين طبقات من انواع مختلفة ومتداخلة من الأقمشة كالتول والشانتونج والجوبير، او تكوين ورود وفيونكات كبيرة تزين التصميم، إلى جانب توظيف الإكسسوارات كالعقود والأحجار والتطريز اليدوي لإثراء التصميم. ولم تتوقف فساتين الزفاف في المجموعة على اللون الأبيض فتعدته إلى اللون العاجي واللون الوردي الفاتح «اولد روز»، ولأن العباءة والشيلة التقليديتين تمثلان جزءاً أساسياً ضمن احتياجات العروس الإماراتية والخليجية؛ جاء عرض دار الموضة ليقدم للعروس مجموعة متميزة من تصميمات العباءة السوداء التقليدية، التي تميزت بلمسات رقيقة ولافتة وضعتها المصممة القطرية، شعاع المناعي، من دون ان تخرج بها عن مضمون العباءة او تفقدها شخصيتها، بما يجعل هذه التصميمات مناسبة لبحث لمرأة الخليجية عن الأناقة كما تناسب تقاليد المجتمع أيضاً. واتجهت المناعي في مجموعتها إلى استخدام الأقمشة الراقية وتوظيفها بطرق مختلفة لتضفي على التصميمات ملامح من التجديد، وتجعلها مناسبة للاستخدام في اوقات مختلف من اليوم.

من جهتها، قدمت مجوهرات سينتيا موناكو تشكيلة من المجوهرات الفخمة من الألماس والذهب.

وتتواصل عروض الأزياء مساء اليوم، حيث يشهد برنامج العرض عودة المصمّم الفلسطيني، خالد خليل، «دار أتام»، الذي يُعد أحد أبرز مصمّمي فساتين الأعراس المفضّلين في الإمارات، بعد غياب عن المنطقة دام أكثر من ست سنوات، ليقدم عرضاً مميزاً لمجموعة من فساتين الأعراس المصمّمة حسب الطلب. كما تضمن عرض اليوم مجموعة من المصممين الذين يقدمون باقة من الأزياء التي تواكب آخر صيحات الموضة، والتي تتزين بأجمل التطريزات اليدوية الناعمة لتُضفي لمسة أنثوية مميّزة على كل فستان.