Emarat Alyoum

«الظفرة».. قصص في عشق البداوة والتراث

التاريخ:: 25 ديسمبر 2012
المصدر: أبوظبي ــ الإمارات اليوم
«الظفرة».. قصص في عشق البداوة والتراث

تنطلق اليوم ضمن فعاليات مهرجان الظفرة لمزاينة الإبل ‬2012، مسابقة الحلاب على مدى ثلاثة أيام، وتشمل الأصايل والمجاهيم والإبل المهجنة.

وتهدف مسابقة «المحالب» إلى اختيار النوق الأكثر إدراراً للحليب، وتشجيع ملاك الابل على اقتنائها، إذ يعد حليب الابل من أهم المنتجات الغذائية للإبل.

وتخضع المسابقة للعديد من الشروط والمعايير التي ترمي الى ضمان دقة النتائج وعدم التدخل في كمية الحليب الذي تدره الناقة. كما تهتم بالجانب الغذائي والصحي للنوق المشاركة، فقد حددت اللجنة العليا المظمة للمهرجان هذه السنة عدداً من الشروط الواجب اتباعها عند المشاركة في المسابقة مع التأكيد على أن عمر المشارك يجب ألا يقل عن ‬21 عاماً فما فوق، وأن من يخالف اياً من التعليمات والشروط يحرم من جوائز المسابقة، ومن المشاركة فيها ثلاث سنوات.

إبل سلطان بن زايد تفوز بشوط التلاد «‬20»

فازت العزبة الذهبية المملوكة لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، وأنجاله، ظهر اليوم، بالمركز الأول في شوط الجمل تلاد «‬20» لتواصل تألقها وحصد النواميس في مهرجان الظفرة السادس لمزاينة الابل. وعقب الفوز عمت البهجة أجواء المهرجان وسط حضور إعلامي كبير، وسارت الابل في مسيرة ضخمة من شبوك التحكيم ملفوفة بعلم الامارات وعلم المهرجان، ترافقها الجماهير التي حضرت لتشجيع العزبة معبرة عن فرحتها بالفوز وتحقيق الناموس.

وعبر وكيل إبل سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، محمد بن قحيد العميمي، عن تهانيه لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخ الدكتور هزاع بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخ خالد بن سلطان آل نهيان، ولجمهور العزبة الذهبية.

وقال إن سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان يولي أهمية خاصة للانتاج في المحليات الاصايل ويشجعها، لأنها متوارثة من الاجيال والآباء والأجداد، وإن الانجازات التي تحققها العزبة الذهبية ما كانت لتتم لولا رعاية واهتمام وتوجيهات سموه، ومتابعة الشيخ الدكتور هزاع بن سلطان بن زايد، والشيخ خالد بن سلطان بن زايد. وأضاف: يأتي هذا الانجاز بعد أن فازت إبل العزبة الذهبية في جميع الأشواط الفردية التي خاضت غمارها، ما يؤكد قوة إبل العزبة. وحول مشاركة العزبة الذهبية الأيام المقبلة، قال العميمي، إن العزبة ستشارك في شوط بينونة، في الشوط المفتوح اليوم، كما ستشارك العزبة في شوط البيرق الذي تحمله العزبة من العام الماضي.

ومن هذه الشروط أنه يسمح لكل شخص بالمشاركة بناقة واحدة، والحلب يكون عن طريق المالك او من يراه مناسباً، والطاسة (وعاء الحليب) تكون من قبل لجنة التحكيم، وتمنع مشاركة الإبل المهجنة في شوط المحليات الأصايل أو أشواط المجاهيم الاصايل، كما يمنع مشاركة المحليات الاصايل أو المجاهيم في شوط المهجنات، ويجب ان تكون الابل المشاركة خالية من جميع الامراض المعدية، خصوصاً «البورسلا»، والأمراض الفطرية مثل الجرب والقرع، كما يجب أن يكون الضرع جيداً ولا يكون متهدلاً، والحلمات سليمة، ويجب أن تكون الابل المشاركة غير محينة، وألا تكون تحت تأثير أي مدرات للحليب، ولا يسمح للمشارك إحضار أي أعلاف أو لقوم، علماً بأن تغذية الإبل المشاركة يتم من خلال المهرجان، كما سيتم فحص الإبل في ما يتعلق بمدرات الحليب من خلال مختبرات متخصصة، ويكون تأهيل الإبل المشاركة بالنقاط

يذكر أن مسابقة الحلاب من المسابقات التراثية التي كان أهل المنطقة الغربية يشتهرون بها، وتقام في ما بينهم المسابقات والمنافسات الخاصة بأفضل الإبل التي تدر حليباً، وكانت الجوائز عبارة عن أعلاف للإبل أو بعض الأدوات التي تستخدم في حياة الإبل. واشتقت هذه المسابقة التي يقارب مجموع جوائزها المليون درهم، من روح البداوة التي تعطي الابل مكانة مرموقة في حياتها اليومية، ما يجعل البدوي يمعن في تربيتها وتغذيتها حتى يحصل في المقابل على أفضل ما عندها. وقد حاز مهرجان الظفرة في دورته السادسة على الاهتمام العربي والعالمي الذي رصد مدى فاعلية هذا الحدث في عملية صون التراث الثقافي والبيئي، ما جعل البعض يستحضر مهرجانات أخرى ترعى الإبل وتهتم بالموروث الشعبي للمجتمعات، وتطرّق كثيرون لذلك، منهم الإعلامية التونسية إيمان الزيات التي تزور حالياً مهرجان الظفرة ضمن وفود إعلامية عدّة توجد في قلب الحدث، والتي أشارت إلى وجود مهرجان تونسي مشابه، وهو المهرجان الدولي للصحراء في مدينة دوز، الذي يعد اليوم من أعرق المهرجانات التونسية وأكثرها نجاحاً. ويعد مهرجان «دوز» فرصة سنوية لعرض مختلف الصناعات التقليدية المميزة للجنوب التونسي، مشيرةً إلى إعجابها الكبير بالسوق الشعبي الموجود اليوم على أرض مدينة زايد احتفاءً بأيام الظفرة، «إذ تعرض المرأة الإماراتية التي كيّفت ظروف الصحراء القاسية، أبرز صناعاتها في الغزل والنسيج وزينة الجمل وبيوت الشعر والعطور والدخون».

وأشادت الزيات بتنوع الفعاليات الثقافية والتراثية والمجتمعية في مهرجان الظفرة، ما فتح المجال أمام كل جهة من المشاركين أن تعرض أهم منجزاتها في جناحٍ خاص بها يقوم الزوار بالمرور عليه واستكشاف تطوراتها على مدى السنين الماضية، وتالياً يطلعون على أبرز مشروعاتها المستقبلية، بما يعزّز من الدور الفعّال لمؤسسات المجتمع والبنى التحتية الموجودة فيه. ونالت قرية الطفل المقامة في السوق الشعبي على هامش مهرجان الظفرة، إعجاب الزيات، كونها تضمّ أركاناً متنوعة بين الفنية والتعليمية والترفيهية لجذب الكبار والصغار، موضحةً أنّ مهرجان دوز يخصّص مساحةً للطفل يزاول من خلالها هواياته ضمن ورش عمل مؤهلة بشكل جيد. وتطرّقت إلى حسن ودقة التنظيم وجاهزية الاستعدادات في مهرجان الظفرة ‬2012، مثمنة الجهود المبذولة من أجل نجاح الفعاليات في تعزيز التراث الإنساني لدولة الإمارات، وحماية كل ما يتعلق بالبيئة الحاضنة له.

وعن مهرجان مدينة دوز، أشارت الزيات إلى أنه كان يحمل اسم «عيد الجمل» على اعتباره يعنى بسباق إبل المهاري، وهي نوع من أنواع الإبل تتميز بلونها الأبيض الفاتح مقارنة بالمحليات الأصايل. وتابعت أنه يجتمع سنوياً في ساحة حنيش وسط مدينة دوز، الآلاف من المتفرجين من مختلف جنسيات العالم للاستمتاع باللوحات التراثية وسباق المهاري والصيد بكلاب السلوقي وسباقات الإبل والخيول، منوهة بأنه تم تأسيس المهرجان تحت إشراف وحضور المقيم العام الفرنسي. وأوضحت أن قبيلة المرازيق تعد من القبائل العربية التي تعود بأصولها إلى صحراء شبه الجزيرة العربية، فأبناؤها في منطقة نجد من آل سليمان ينتمون إلى قبيلة العجمان من سلالة بن مرزوق بن علي بن هاشم، ويرجع نسبهم إلى الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام.

وقالت الزيات إنه (عيد الجمل) يحمل اليوم اسم المدينة التي تقام فيها فعالياته، وهي إحدى مدن ولاية قبلي بجنوب تونس وكانت تعرف باسم المرازيق العربية الذين سكنوها إلى أن جاءتها قبائل أخرى تعرف بالعروش وهي «الشتاوى والعجامنة والكمايلية»، وعاشت تحت حماية المرازيق. وروت الزيات أن مدينة دوز كانت تعرف بثورتها الدائمة على المستعمر الفرنسي آنذاك في أعقاب الحرب العالمية الأولى، ما جعل لمهرجان الصحراء الدولي طابعه الخاص الذي يؤكّد على الاحتفاظ بالهوية العربية البدوية الأصيلة، حيث قدّم لزواره على مدى السنين الماضية فعاليات مختلفة، منها الثقافية والتراثية والرياضية، سعت جميعها إلى تطوير السياحة الصحراوية.

وفي عام ‬1967 احتفل المهرجان بانطلاق أول دورة له تحت إشراف الحبيب بورقيبه، ليصبح هذا الحدث ذائع الصيت والانتشار في العام التالي، بما ترجم جهود من جهّزوا له وعملوا على إنجاحه. وتقول الزيات، إنّ مهرجانهم يستمر عادة أربعة أيام، وقد أنشئ من أجل تنشيط السياحة الصحراوية والاحتفاء بالعادات والتقاليد وبتاريخ المنطقة، مؤكدة في هذا السياق توافد العديد من الزوار والسياح والمشاركين إلى دوز، وذلك من دول عربية وإفريقية وأوروبية أيضاً.