اكتشاف أول خريطة تبيّن قدرة المخ على تنظيم الأشياء المرئية

الاكتشاف يُعد سبقاً علمياً. «ديلي ميل»

تمكن باحثون في جامعة بيركلي بولاية كاليفورنيا من الحصول على صور مقطعية دقيقة لمخ الإنسان، ومعرفة بعض ما يدور بداخله، وتعتبر النتائج التي توصل إليها فريق البحث سبقاً علمياً.

وعرض الباحثون أول خريطة تبين كيف يرتب المخ آلاف الصور التي يتلقاها عبر العين يومياً. وقال الباحثون إن المخ يقوم بترتيب الصور من خلال تصنيفها، واستخدم الباحثون أجهزة المسح المقطعي لمعرفة مناطق المخ المسؤولة عن عملية تنظيم المعلومات المختلفة، وتمكنوا من عرض ذلك على جهاز تصوير ثلاثي الأبعاد. وتابع العلماء عمل المخ على شريط فيديو، مدته ساعتان، مسجل بواسطة المسح المقطعي، وتتبعوا البيانات التي ترسلها قشرة المخ لمعرفة المناطق المسؤولة على معالجة المعلومات الواردة من العين.

وقام الباحثون بتحليل استجابة ‬30 ألف جزيء في الطبقة السحائية للمخ، لنحو ‬1700 فئة من الأشياء والحركات المعروضة، ووجدوا ان هناك تشابهاً في تعامل المخ مع عدد كبير من الأشياء المختلفة، وظهرت على شاشة جهاز المسح ألوان مختلفة، وحملت الفئات التي تنشط المنطقة ذاتها في المخ باللون نفسه، وعلى سبيل المثال، ظهر البشر بلون أخضر والحيوانات بلون أصفر، والسيارات بلون وردي وأرجواني، أما البنايات فباللون الأزرق.

تقسيم المهام

القشرة المخية هي الطبقة السطحية من نصف كرة المخ، وتتكون لدى الإنسان من المادة الرمادية التي يتألف معظمها من العصبونات الهرمية المرتبة في ست طبقات في ما يعرف بالقشرة الجديدة. وهذا الترتيب هو ما يجعل مخ الإنسان معقداً وقادراً على الفهم والاستيعاب. كما يتيح هذا الترتيب إلى تقسيم المهام المختلفة إلى مختلف مناطق القشرة، كما أن القشرة المخية تتكون من الأخاديد والتلافيف التي تساعد على زيادة مساحة القشرة بشكل.

وقال كبير الباحثين في فريق الدراسة، ألكسندر هيث، «طريقتنا تفتح الباب لفهم سريع ومتكامل لكيفية ترتيب المخ للأشياء، في الوقت الحالي، يبدو أن صور المخ المقطعية تعطيناً مشهداً مفصلاً للوظيفة البصرية والتنظيم البصري لمخ الإنسان». وبينت نتائج الدراسة ان المخ يصور بفاعلية تباين الأشياء في حيز صغير. وخلافاً لدراسات سابقة وجد العلماء الأميركيون أن نشاط المخ يتم تنظيمه بناء على العلاقة بين الفئات.

ويوضح هيث، «يمكن للبشر التعرف إلى آلاف الفئات، وبما أن حجم المخ صغير، فإنه من غير المعقول أن يتم تمثيل كل فئة في منطقة خاصة بها».

يسمح الفهم الواضح لكيفية تنظيم المرئيات في المخ بتشخيص وعلاج اضطرابات المخ، كما يمكن الاستفادة من نتائج الدراسة لتطوير أجهزة وأنظمة التعرف البصري.

ويقول هيث، «اكتشافنا يلمح إلى أن مسح المخ قد يستخدم قريباً لتحديد وتصنيف ما يراه الإنسان، كما سيساعد الاكتشاف على تلقين أجهزة الكمبيوتر كيفية تنظيم الأشياء بشكل أفضل».

وفي سياق متصل، وجد باحثون في جامعة يال الأميركية، أن التواصل داخل المخ ضعيف جداً في أنسجة الأشخاص الذين يعانون اضطرابات نفسية شديدة مسببة للاكتئاب، وبينت الدراسة ان مخ الشخص الذي يعاني الاكتئاب يكون لديه تحول جيني زائد، وعندما يغلق يوقف تواصل الجينات. وفي المقابل، فإن فقد التواصل هذا يؤدي لفقد كتلة المخ في لحاء الفص الجبهي للرأس، والسبب الرئيس لهذا التحول الجيني الزائد هو الضغوط التي يعانيها الشخص من فترات العمل الطويلة.

تويتر