حيتان تُغنّي أثناء طعامها وتكاثرها

ذكرت دراسات سابقة أن ذكور بعض أنواع الحيتان، لاسيما حيتان الـ«همباك»، تتسابق في الغناء في إطار تنافسها للفوز بالأنثى أثناء فصل التكاثر، ولكن ما أظهرته دراسة حديثة هو أن غناء الحيتان لا يقتصر على فصل التناسل، وأنه يكاد يكون ظاهرة عامة في معظم أوقات السنة.

وقال العلماء الذين أجروا الدراسة، إنهم توصلوا إلى أن حوت «الهمباك» يصدر صوتاً شجياً ويغني أثناء تناوله وجبة العشاء، وإن سلوك الحيتان بشكل عام يتحلى بالمرونة بشأن تحقيق التوازن بين التنافس على الفوز بالإناث في موسم التزاوج والغناء وتأمين الطعام.

وفي هذا الشأن، قال عضو فريق الباحثين من دائرة البيئة في جامعة ديوك الأميركية، آري فريدليندر: «تحتاج الحيتان بشكل أساسي إلى الطعام والتكاثر، ما يعني اضطرارها إلى تقسيم وقتها وسلوكها بين هاتين الحاجتين».

وشملت الدراسة، التي قام بها فريق مشترك من جامعة ديوك وجامعة كاليفورنيا في سانتا باربرة، مراقبة سلوك ‬10 حيتان على قبالة غرب شبه جزيرة انتاركتيكا القطبية الجنوبية المتجمدة في الخريف، قبل بدء موسم هجرة تلك الحيتان، بعيداً إلى المياه الدافئة. وقام الباحثون بتثبيت شرائط وعلامات تحمل مجسات على تلك الحيتان، بحيث تمكنهم من تسجيل تفاصيل حركاتها، ورصد أصواتها أثناء تجوالها تحت سطح الماء. ومن تفريغ مضمون المجسات وأجهزة الرصد تبين أن الحيتان كانت تغني بشكل متصل وقد تستمر ساعة في موسم التكاثر، والثانية ثم بشكل أقل أثناء غوصها في الأعماق بحثاً عن الطعام، كما يغني حوت «الهمبارك» في حالات أخرى، منها أثناء مرافقة الأم لأبنائها أثناء الهجرة وعلى امتداد الطريق.

غير أن العلماء يعترفون بأن كثيراً من الأسباب التي تدفع الحوت إلى الغناء مازال غير مفهوم، ويقولون إنه لا يمكن القياس على الغناء في موسم التزاوج لأنها حالة قائمة بذاتها لها أسبابها ومبرراتها ومكانها وتوقيتها.

من جانبه، يقول عضو الفريق من جامعة ريباس روغرز، البرفيسور دوغلاس ناواسيك: «توصلنا إلى حقيقة أن حيتان (الهمباك) تغني في مواسم التكاثر، وأن هذا الغناء مرتبط بالتوقيت والزمان أكثر من ارتباطه بالمكان، ما يشير إلى إمكانية أن تتم عملية التزاوج خارج نطاق الاماكن التي اعتادت التكاثر فيها وهي المياه الدافئة». وأضاف أن «ثمة تغييرات طرأت في السنوات الاخيرة على زمان ومكان تكاثر هذه الحيتان وسلوكها، الامر الذي يستدعي المزيد من البحث والدراسة».

تويتر