دورته السادسة تنطلق السبت في «بوابة الربع الخالي»

«الظفرة».. روح بدوية أصيلة

جانب من مسابقات المهرجان السابقة. تصوير: إريك أرازاس

قال مستشار الثقافة والتراث بديوان سمو ولي عهد أبوظبي عضو مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة رئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الظفرة، محمد خلف المزروعي، إنّ «المهرجان يهدف إلى صون التراث الثقافي لإمارة أبوظبي والإمارات والمنطقة ككل، والمحافظة على الموروث الشّعبي للإمارات، الذي مازلنا نفتخر به حتى هذه اللحظة»، مشيرا إلى أن المهرجان يسهم في تعريف عشاق السياحة التراثية من مختلف أنحاء العالم ببوابة الربع الخالي مدينة زايد، واستقطاب المزيد منهم لحضور المهرجان وزيارة مدن الغربية، كما أصبح هذا الحدث المميز فرصة وملتقى للقاء سنوي متجدد بين أبناء دول مجلس التعاون الخليجي.

وأضاف خلال مؤتمر الصحافي عقدته هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، أمس، في أبوظبي، للإعلان عن انطلاق الدورة السادسة من المهرجان ابتداءً من يوم السبت المقبل، «إننا نلتقي مُجدداً اليوم لنكمل مسيرةً امتدت لسنوات من النجاح والتطور، شهدها مهرجان الظفرة منذ أن بدأت دورته الأولى في ابريل عام ‬2008. إذ استطاع أن يتحوّل خلال فترة ليست بالطويلة إلى حدثٍ عالميّ ينطلق في شكله ومضمونه من الروح البدوية الأصيلة التي مازالت تميّز الإنسان العربي حتى هذه اللحظة».

تعريف بالعادات

أشار مستشار الثقافة والتراث بديوان سمو ولي عهد أبوظبي عضو مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة رئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الظفرة محمد خلف المزروعي، إلى أن «هذا الحدث الفريد من نوعه نجح في جعل التراث الإماراتي مادةً غنية تتناقلها وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، واستطاع تعريف الآلاف سنوياً بعاداتنا وتقاليدنا الموروثة، التي أصبحت علامة واضحة تميّز الشعب الإماراتي الذي يمشي إلى الأمام، وقد حفِظَ الجميل لماضيه العريق». وأوضح أن إدراج منظمة اليونسكو منذ أيام لـ«التغرودة» الإماراتية في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، وانضمامها لكل من «الصقارة» و«السدو»، ولأكثر من ‬240 عنصراً وتعبيراً من ‬86 بلداً في هذه القائمة، دليل على النجاح الكبير للإمارات في مجال صون عناصر التراث الذي يمثل أساس هويتنا الوطنية.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2012/12/03-246548664.jpg

وتابع المزروعي أن مهرجان الظفرة الذي سيستمر حتى ‬29 من الشهر الجاري، يستلهم مواصلة العمل من مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «من لا ماضي له ليس له حاضر»، وقال «نؤكّد أننا نمضي نحو المستقبل وبين أيدينا تراث الأجداد الذي يميّز ثقافتنا ومنهجنا في الحياة». وأوضح أنّ «الدورة السادسة تحمل الكثير من المتعة والفائدة لعشاق البداوة، وغيرهم من المهتمين بإحياء التراث الحضاري العربي، والراغبين في استكشاف تجلياته في رؤيتنا المستقبلية، إذ تشتمل هذه الدورة على فعاليات ومسابقات تراثية يأتي في مقدمتها مسابقة مزاينة الإبل، وسباق الهجن التراثي، ومسابقة السلوقي، ومسابقة الصقور، ومسابقة الحلاب.

وتأتي مسابقة مزاينة أفضل أنواع التمور للمرة الأولى في هذه الدورة بالتزامن مع مسابقة تغليف التمور السنوية».

وعلى هامش فعاليات المهرجان يُعرّف السوق الشعبي زواره بالصناعة المحلية الإماراتية ذات الصبغة التراثية الثقافية. وهو في هذه الدورة سيضمّ مُجدداً نحو ‬180 محلاً لمواطنات إماراتيات، يقدّمن مصنوعات تقليدية أبهرت زواراً ومشاركين في الدورات الخمس الأولى من مهرجان الظفرة، بما يعكس روح الصحراء والثقافة العربية. وحول «مزاينة الظفرة» قال المزورعي، انها مسابقة المهرجان الرئيسة، وتأتي هذه المرة حاملة تطورات ملحوظة على صعيد المشاركة والتنظيم، مع ارتفاع عدد أشواط مزاينة الإبل فيها إلى ‬70 شوطاً، من أجل استيعاب المشاركين الذين قد تصل أعدادهم إلى ما يقارب من ‬1500 مشترك، بوجود متوقع لما يُقارب من ‬25000 ناقة، وذلك بعد أن كان عدد أشواط مزاينة الإبل ‬56 شوطاً في الدورة السابقة ‬2011، و‬42 شوطاً في الدورة الرابعة ‬2010.

ولفت الى زيادة مجموع جوائز الدورة الجديدة في مختلف المسابقات والفئات والأشواط بما يفوق الـ‬46 مليون درهم، منها ‬198 سيارة، فضلا عن جوائز نقدية قيّمة تحفيزاً وتقديراً للمشاركين من أبناء المنطقة.

من جهته، قال مدير المهرجان، سالم المزروعي، إن «الدورة الأولى من الحدث أسست فعاليات غنية وفريدة من نوعها جعلت من المهرجان حدثاً عالمياً يتخطى حدود الإمارات ومنطقة الخليج العربي»، لافتا إلى الاهتمام الإعلامي بالنجاح الكبير في استقطاب عدد كبير من المشاركين بنحو ‬16 ألف جمل.

وحتى تكتمل عناصر التراث الإماراتي، تمّ تنظيم السّوق الشّعبي تحت شعار إماراتية ‬100٪، ويدوية الصنع ‬100٪، للمحافظة على الحرف اليدوية الإماراتية التقليدية والترويج لها». وأشار إلى أن مجموع جوائز المهرجان اضافة الى تكاليف الاستعدادات الخاصة به بلغت نحو ‬66 مليون درهم، ويعد بذلك اضخم مهرجان في المنطقة.

ومن أهم مفاجآت الدورة السادسة التي تنطلق صباح السبت المقبل، أنها ترفع عدد أشواط مزاينة الإبل فيها إلى (‬70) شوطا، من أجل استيعاب المشاركات التي تزيد عاماً بعد عام، والتي أصبحت تأتي من أماكن كثيرة من الدول العربية.

كما ستشهد الدورة زيادة في عدد السيارات المُهداة للفائزين بالمراكز الأولى في الفئات والأشواط إلى ‬198 سيارة، دون أن يشمل ذلك المكافآت النقدية المباشرة.

وجاء اختيار توقيت المهرجان هذا العام ليتناسب مع فترة الإجازة المدرسية، بما يتيح للجيل الجديد متابعة فعاليات مهرجان الظفرة، ويصبح شريكاً أساسياً وفاعلاً في عملية الحفاظ على التراث.

تويتر