باستخدام خامات وأدوات بسيطة تعبّر عن الطابع الشخصي

التفرد.. اتجاه جديد في عالم الديكور

صورة

يسود عالم الأثاث والديكورات الداخلية حالياً اتجاه إلى إضفاء طابع التفرد والتميز على الأثاث وتصميم غرف المعيشة. ويقوم هذا الاتجاه على إدخال تعديلات وتغييرات شكلية على الأثاث باستخدام خامات وأدوات بسيطة تخلق نوعاً من التجديد وتعبر عن الطابع الشخصي. وأوضح البروفيسور بيتر فيبرمان، المتخصص في اتجاهات الموضة أن «هذا الاتجاه يتيح للعملاء إمكانية تصميم المنزل والأثاث بما يتناسب مع التصورات والرغبات الشخصية»، مشيراً إلى أنه مستوحى من عالم الأزياء والموضة، حيث تقدم شركات الأحذية الرياضية لعملائها إمكانية تصميم الشكل الخارجي لأحذيتهم بالكامل، حيث يمكن التنسيق ما بين الألوان والرسومات والخامات لهذه الأحذية عن طريق الإنترنت».

إكسسوارات منزلية

أوضح الخبير الألماني فيبرمان: «هناك طرق مختلفة لتجسيد هذا المبدأ على أرض الواقع، منها على سبيل الجمع بين قطع الأثاث الموروثة مع الوحدات العصرية الحديثة، أو من خلال المزج بين الأساليب المختلفة والاتجاهات المفضلة في عالم الأثاث والديكورات الداخلية، ولذلك يتم التعويل بكثرة على الإكسسوارات المنزلية في غرفة المعيشة، لكي يتم تغييرها بشكل موسمي». وفي المرحلة التالية، التي بدأت تظهر بقوة حالياً، سيعتمد المرء على تغيير العناصر الموجودة في غرفة المعيشة نفسها بشكل ابتكاري وبما يتناسب مع المتطلبات والرغبات الشخصية.

وأكدت محللة اتجاهات الموضة بمعرض فرانكفورت للأثاث نيكوليت ناومان، أنها لاحظت ظهور هذا الاتجاه بالفعل منذ فترة طويلة في المعارض العالمية، إذ تقوم بعض الشركات بتقديم إضافات لقطع أثاث. وانتقل هذا التطور أيضاً إلى عالم الديكورات الداخلية، حيث انتشرت الرسومات ذاتية اللصق على جدران المنازل، التي يمكن وضعها على قطع الأثاث أيضاً، إضافة إلى استخدام المقابض المخصصة لأبواب الخزانات في كل مكان تقريباً.

فئة الشباب

أشارت الخبيرة الألمانية إلى أن هذا الاتجاه الجديد يشهد إقبالاً كبيراً من جانب الشباب بصفة خاصة، لاسيما في المرحلة العمرية بين 20 و30 عاماً، حيث يساعدهم هذا الاتجاه على تطبيق أسلوبهم الخاص في الحياة والذي يمتاز بسرعة تغيير الأشياء تجنباً للرتابة والملل. ويتم ذلك عن طريق استعمال الإكسسوارات المنزلية أو قطع الأثاث القابلة للتغيير والتحويل، كالرفوف مثلاً، التي يمكن توسيعها بإضافة رفوف جديدة إليها أو إعادة تشكيلها من جديد.

وتلتقط أورسولا غايسمان، المتحدثة باسم رابطة صناعة الأثاث الألمانية بمدينة بادهونيف، طرف الحديث وتقول إن «شركات الأثاث نفسها اكتشفت بالفعل رغبة العملاء في إضفاء الطابع الشخصي على قطع الأثاث». وأوضحت غايسمان «في السابق كانت شركات الأثاث تقدم أرائك بتشكيلة كسوات مصنوعة من خمس خامات، وانتهى الأمر». أما اليوم فإنها تقدم موديلات أساسية للأريكة، وتتيح للعملاء إمكانية اختيار ارتفاع مسند الظهر وعمق الجلوس وعرض المقعد، وما إذا كان ينبغي تجهيز الأريكة بأذرع ثابتة أو قابلة للتحريك. كما يتمكن العملاء أيضاً من تحديد ما إذا كانت أرجل الأريكة ستكون ظاهرة أو مختفية، وإذا كانت ظاهرة، فما هي الخامات التي يفضلونها لتصنيع أرجل الأريكة، وبعد ذلك يتم الانتقال إلى مرحلة اختيار كسوة الأريكة من حيث نوع الخامة والألوان والرسومات، بالإضافة إلى تحديد عدد الوسادات التي يرغب العميل في وضعها على الأريكة. وتضرب الخبيرة الألمانية بعض الأمثلة على هذه التعديلات بأنه إذا كان المرء يريد عرض بعض التحف الخزفية فيمكنه إقامة نافذة عرض في جدار غرفة المعيشة، أما المرء الذي يمتلك ثروة هائلة من أسطوانات فيمكنه وضعها على رفرف.

تغيير الاستخدام

يتجسد هذا الاتجاه في مجموعة من العشاق المتحمسين لصناعة الأثاث السويدية يعرفون باسم Ikea Hacke؛ حيث يقدمون العديد من الأفكار المبتكرة لإضفاء الطابع الشخصي على قطع الأثاث، فمثلاً يقومون بلصق بعض الرسومات على الخزانات الجديدة ذات الأدراج أو تصميم مصابيح من أدوات المطبخ. ولا يرغب هؤلاء المبدعون في العيش مثل الآخرين، ولذلك فإنهم يقومون بشراء قطع الأثاث التقليدية المتوافرة في الأسواق، ويقومون بتغيير شكلها تماماً، بل إنها تُستخدم في أغراض مغايرة تماماً للهدف المصممة من أجله.

وتزخر مدونة (.ikeahackers.net) بالعديد من الأفكار الرائعة والمبتكرة من جميع أنحاء العالم لإعادة تصميم قطع الأثاث والديكورات الداخلية في المنزل.

وأوضحت جوليس ياب، مؤسسة هذه المدونة: «هناك العديد من الأسباب التي تدفع إلى إضافة تعديلات على المنتجات القياسية المتوافرة في الأسواق، حيث عادة ما يبحث الأشخاص عن تجهيزات تكون مناسبة لمنازلهم، لكنهم لا يحصلون بالضبط على ما يريدون، لذلك فإنهم يقومون بتعديل المنتجات وقطع الأثاث القياسية، لتكون مناسبة لاحتياجاتهم».

ومن ضمن الأمثلة التي تذكرها جوليس ياب لتوضيح فكرتها أن أحد المدونين استخدم باب خزانة تقليدية فاصلاً في الغرفة.

وأضافت جوليس ياب «هناك مجموعة أخرى من الأشخاص يقومون بتغيير قطع الأثاث القياسية، لأنهم لا يرغبون في اقتناء قطعة أثاث منتشرة بكثرة في الأسواق، بل يحرصون على ضرورة إضفاء طابعهم الشخصي على التجهيزات الداخلية بالمنزل»، فعلى سبيل المثال، قام أحد المدونين المبدعين باستخدام أحد المقاعد التقليدية القابلة للطي، وقام باستبدال دعامات سطح الجلوس والمسند بأجزاء من مضرب الهوكي.

تويتر