معروضات هواة تنوعت بين الإكسسوارات الشخصية والمنزلية

«آرتـي».. ابتكـارات تستثمر أوقـات الفراغ

المعرض شكل فرصة لهواة وحرفيين لتسويق منتجاتهم. تصوير: أحمد عرديتي

تنوعت ابتكارات معرض «آرتي» الذي نظم الجمعة الماضي في مركز فيستفال سنتر في دبي، ما بين الإكسسوارات الشخصية والمنزلية، التي نفذت بأيدي هواة يستثمرون أوقات فراغهم في ما يفيد، وحرفيين يسعون لتكوين مشروعاتهم الخاصة وزيادة دخلهم المادي.

تبرعات خيرية

قدمت بعض المشاركات مجموعة من المعروضات التي يعود جزء من ريعها لجمعيات خيرية. وقالت زينب دار الحسين، التي كانت تتولى مهمة بيع أعمال يدوية لسيدات بيوت سيعود جزء من ريعها الى جمعية الإحسان للأعمال الخيرية، إن «المعروضات جميعها نفذت بأيدي نساء كبيرات في العمر، لدى بعضهن مشكلات يحاولن من خلال هذا العمل توفير مصدر دخل إضافي يساعدهن على تأمين متطلبات حياتية».

شارك في المعرض ما يقارب 100 مشترك قدموا ألواناً مختلفة من الهوايات والحرف والابتكارات، وكذلك بعض الأعمال التي تدخل ضمن إطار الفنون سواء اللوحات المرسومة أو المطرزة أو حتى الخط العربي.

السورية ميسون البرازي، التي عرضت مجموعة من الإكسسوارات النسائية، قالت لـ«الإمارات اليوم»: «أشعر بأنني أدخل في حالة من التأمل وأنا أصمم الاكسسوارات، ولدي الكثير من الأعمال الأخرى كاللوحات والرسم على الزجاج، وغيرها من الهوايات الحرفية التي تعلقت بها بسبب قلة العلاقات الاجتماعية لدي».

وأشارت إلى أنها بدأت تصميم الاكسسوارات منذ ما يقارب 10 سنوات، وتخصص يومياً نحو ثلاث الى أربع ساعات من وقتها لتصميم قطع جديدة، معتبرة ان الفوضى الموجودة في الحياة اليومية هي التي تجعلها تهرب قليلاً الى هذا العالم الشديد الخصوصية، الى جانب متطلبات الحياة التي تجعل الأشخاص بعيدين عن بعضهم بعضاً.

ورأت ميسون البرازي أنه لا توجد صعوبات في ممارسة تلك الهوايات «فالمسألة ترتبط بالشغف في التصميم، في حين يبقى الحصول على المواد الأولية الجيدة هو المهمة التي تتطلب الوقت، إذ إن الحصول على المواد الأولية يتطلب الدقة في الاختيار، وأحياناً أقوم بتنفيذ بعض القطع المميزة، وقد أحتفظ بها لنفسي أو ابنتي، ولا أرغب في بيعها»، لافتة إلى أن معرض «آرتي» يعد نافذة متميزة تساعدها على التواصل مع الناس، وتسويق تصاميمها.

قطع قديمة

أما الهندية ميتول فاتشاريا، فعرضت إكسسوارات جمعتها من مدن مختلفة، إلى جانب بعض الأشغال واللوحات المطرزة يدوياً. وقالت «أحب أن أجمع الاكسسوارات، وبعضها يعتبر من القطع القديمة التي تعود الى سنوات بعيدة مضت، فيما توجد لدي اكسسوارات صممت حديثاً، في حين ان أشغالي اليدوية عبارة عن تطريز بالخيوط، أصمم منها لوحات وحقائب أو حتى أكتفي بتطريز الشالات أحياناً».

ولفتت الى ان فن تطريز اللوحات يعد الأصعب بالنسبة إليها، إذ انه يتطلب الكثير من الدقة، لاسيما مع اللوحات التي ترسمها أولاً ثم تعود وتقوم بتطبيق التطريز، إضافة إلى أن التطريز يتطلب الكثير من الوقت، فأحياناً تستغرق اللوحة الواحدة ما يقارب شهراً ونصف الشهر. والى جانب تطريز اللوحات قدمت ميتول بعض الحقائب والشالات المطرزة، واللوحات المرسومة بالألوان وأخرى بالحبر الأسود، ووصفت مشاركتها في المعرض بـ«الـمهمة والمفيدة في إيجاد قنوات للتواصل مع الناس ومعرفة أذواقهم»، كونها تخطط لافتتاح بوتيك خاص بأعمالها العام المقبل.

خطوط

عرض السوري نهاد ندم، مجموعة من الأعمال تشكل مشروعه الخاص، وهي عبارة عن كتابات بالخط العربي بكلاسيكية مدارسه الكثيرة، من خلال برنامج خاص عبر الكمبيوتر. واعتبر نهاد أن الهدف الأساسي من المشروع القائم على برنامج صممه بمساندة آخرين، هو المساهمة في اعادة إحياء الخط العربي الذي بدأ يتراجع لدى البعض في الآونة الأخيرة، مشيراً الى ان الفكرة جذبت الأجانب أكثر من العرب.

وأكد أن هذا المشروع يعد ابتكاراً لمهنة جديدة يمكن من خلالها الكتابة بالخط العربي بطريقة «الديجتال»، لكنها تتطلب الدراية في الإخراج و«الفوتوشوب»، الى جانب الالمام بقواعد الخط العربي لمعرفة كيفية اختيار الخطوط المناسبة للكلمات، وكذلك تصميم الجمل. ويهدف نهاد من خلال مشاركته في المعرض الى طرح مشروعه أمام الناس ليعرف تقييمهم لهذا النوع من الفنون.

من جهته، استطاع الهندي دارول أدكانس، أن يجذب انظار حضور المعرض من خلال الأشغال اليدوية المصنوعة من الاسلاك المعدنية الرفيعة التي يشبكها بطرق فنية تخوله ابتكار أشكال ومجسمات، وكذلك كتابة أسماء شخصية في أوقات قياسية. وأشار أدكانس الى ان هذه الأشغال تعد هوايته الأولى والطريقة التي يقضي فيها أوقات فراغه، ويطلق عليها اسم «الرسم في الهواء».

وأضاف ان «الاسلاك المعدنية التي أصنع منها المجسمات كالوجه أو الحصان او حتى الدراجات الهوائية، كلها تعد بالنسبة لي رسماً في الهواء، ولا تستغرق وقتاً باستثناء بعض الأشكال التي تأخذ تفاصيلها وقتا اضافيا، فتحتاج إلى مدة قد تصل الى أسبوع كي تنجز»، مشيراً الى أنه لا يكرر القطع التي يبتكرها، وبالتالي هذا ما يجعل كل من يشتري قطعة فنية يتمتع بعدم وجودها في مكان آخر.

دمى

السريلانكية غولامي لاكمالي اختارت العمل على الجوارب لتصميم بعض الدمى من خلالها، لافتة الى أنها بدأت هذا العمل عن طريق المصادفة، ووجدت أنه يمكنها ابتكار الكثير من الدمى المميزة التي تأخذ أشكالا متعددة كالقرود والفيلة والقطط، وبدأت تنفذها عبر مجموعات وأحجام متباينة. وأكدت أن الأطفال يرغبون في اللعب بهذه الدمى المشغولة يدوياً، كونها لينة ويمكن أيضاً الاحتفاظ بها الى سن متقدمة، الى جانب ذلك فهي مرغوبة من قبل الكبار ايضا، فالبعض يقتنيها أو يقدمها هدية.

أما السوري بشار ماميش، الذي يعمل في الرسم على الزجاج وزخرفته يدوياً، فذكر أنه يركز على التصاميم الإسلامية، منها العبارات المعروفة، منوهاً بأن الرسم على الزجاج يتطلب الكثير من الدقة، إضافة الى أن الألوان التي تستخدم للرسم على الزجاج هي ألوان خاصة بهذا النوع من الرسم، وتعد تكلفتها عالية. واعتبر أن أبرز الصعوبات التي تواجهه في الرسم على الزجاج هو الوقت الطويل في إنجاز القطعة الواحدة، فبعض القطع مميزة ومصممة خصوصاً لكل امرأة. وعن التحديات التي تواجه أصحاب الهوايات، فتتلخص، بحسب ماميش، في «إمكانية عرض الابتكارات في المعارض التي تقام دورياً بأسعار مقبولة، إذ ان رسوم المشاركة تكون بأسعار مرتفعة جداً لا تتيح لأصحاب الحرف التي تنفذ في المنزل المشاركة بها».

بينما ركزت الهندية بونم شاه على الإكسسوارات المنزلية الهندية وهي عبارة عن قطع مطرزة بالخرز، الى جانب الزجاج المرسوم عليه أو المزين، مشيرة إلى ان المشاركة في المعرض مهمة بالنسبة لها، كونها تتيح لها عرض أشياء هندية الهوية، وبالتالي تبرز جزءاً من ثقافتها الخاصة بالتعاطي مع أغراض المنزل.

تويتر