المجالس والتجمعات و«قرنقعوه» أبرز الطقوس

رمضان قطر.. شهر «الغــــــــبقات» والعادات المتوارثة

صورة

مثل أشقائهم في دول الخليج العربي، مازال كثيرون من القطريين يحرصون على إحياء تقاليد وعادات رمضانية ورثوها عن أجدادهم جيلاً بعد جيل، تتجسد في ممارسات متنوعة، وتظهر في الحرص على إعداد مأكولات تقليدية محلية، والاحتفاء بليلة النصف من رمضان (قرنقعوه).

ويطلق على شهر رمضان المبارك في قطر «شهر الغبقات»، نسبة إلى «الغبقة»، وهي الوجبة الرئيسة التي تؤكل بعد صلاة التراويح، إذ يتجمع أهل «الفريج» كل يوم في منزل أحدهم لتناولها، في تجمعات خاصة للنساء وأخرى للرجال.

نظام صحي

تعد «الغبقة»، عادة صحية مفيدة، إذ يتم فيها إعداد المعدة لتناول الوجبة الرئيسة بعد إفطار خفيف لا يتعبها، وهي نظام غذائي رمضاني مفيد للمرضى، خصوصاً مرضى السكري الذين يُفضّل لهم تناول وجبات صغيرة ومتكررة، عوضاً عن تناول وجبة كبيرة مرة واحدة.

يشار إلى أن أصل «الغبقة» في اللغة هو الغبوق، وهو عادة عربية قديمة معناها الأكل المتأخر في الليل، وتعد وجبة «لِمحَمَر»، والمكونة من الأرز المطبوخ بخلاصة التمر، والسمك الصافي المقلي «سيدة الغبقة الرمضانية»، وقد ظلت الوحيدة فيها حتى الستينات من القرن الماضي عندما دخلت أطباق جانبية إليها. وعند إحيائها يلتزم بارتداء الملابس التقليدية، وإبراز النواحي التراثية.

وقالت القطرية سارة الراشد لـ«الإمارات اليوم»: «تعد (الغبقة) الوليمة أو العزيمة التي تؤكل عند منتصف الليل، وتتكون من (لِمحَمَر)، ولكن في وقتنا الحاضر استبدل بالأرز واللحم، أسوةً بسفرة الإفطار التي أدرجت ضمن أصنافها التقليدية أصناف حديثة»، مشيرة إلى أنه رغم حرص القطريين على إحياء تقاليد وعادات رمضانية متوارثة، إلا أنها تفتقد المِسَحر، أو ما يسمى (أبو طبيلة)، الرجل الذي يضرب على الطبل بالعصا مغنياً، وهو يجوب الفريج «اصحى يا نايم»، لإيقاظ الناس لتناول السحور وأداة صلاة الفجر، وفي الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل، يعطيه أهل الفريج، ما تجود به أنفسهم من طعام أو مال.

«قرنقعوه»

لا تقف الطقوس الرمضانية عند القطريين عند هذا الحد، بل تتعداه لتشمل ممارسات أخرى، ومنها تبادل المأكولات الرمضانية بين الجيران، والتي تتميز بغنى أطباقها التقليدية، كالهريس، والثريد، والحلويات ومنها اللقيمات. وفي غرة رمضان تحرص العائلات على الاجتماع في «البيت العود»، وهو بيت الجد، تعزيزاً لصلة الرحم كسباً لأجر مضاعف في الشهر الفضيل، الذي تتعزز فيه الروابط الأسرية وتبرز أواصر العلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة.

من جانبها، قالت القطرية ميادة حمد الراشد إن «أهم ما يميز شهر رمضان الفضيل في قطر هو تجمع العائلات في هذه الأيام المباركة، وعليه من يكون على سفر يعود إلى الوطن للاستمتاع بالطقوس الرمضانية التقليدية التي مازال يحرص كثيرون على إحيائها، ومنها تبادل الزيارات العائلية والجيران والمعارف، هذا إلى جانب الدأب على عادة تبادل المؤكلات الرمضانية بين الجيران، ومن أبرزها الهريس، الثريد، الجريش، الساقو واللقيمات، فضلاً عن الحرص على إعداد (الغبقة)، الوجبة الرئيسة التي تؤكل بعد صلاة التراويح، إذ يتجمع أهل الفريج، كل يوم في منزل أحدهم لتناولها، في تجمعات خاصة للنساء وأخرى للرجال الذين يكون تجمعهم في المجالس في شهر رمضان الفضيل». وتابعت ميادة «يعد الاحتفاء بليلة النصف من رمضان، (قرنقعوه) في الـ14 من الشهر الفضيل، من أبرز الطقوس الرمضانية التي مازال القطريون يحرصون على ممارستها، وفيه يرتدي الأطفال الملابس التقليدية، ويجوبون بعد صلاة العشاء الفرجان، قاصدين البيوت التي يكافئهم أصحابها بتقديم الحلوى والمكسرات التي يتم تقديمها في الوقت الحاضر على شكل توزيعات جذابة للأطفال، مرددين أثناء تجوالهم (قرنقعوه قرنقعوه.. عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم.. يا مكة يالمعمورة.. يام السلاسل والذهب يا نوره.. عطونا تحبة ميزان.. سلم لكم عزيزان.. يا بنية يالحبابة.. أبوك مشرع بابه.. باب الكرم ما صكه ولا حطله بوابة». وأضافت ميادة «يرتدي الأطفال في هذه الاحتفالية الملابس التقليدية، إذ ترتدي البنات الجلابية، والبخنق والذهب، ويُزين أيديهن الصغيرة بروم الحناء التقليدية، ويحملن معهن أكياس مزينة ليجمعن فيها الحلوى والمكسرات التي يقمن بجمعهن أثناء تجوالهن على البيوت في الفريج».


من المطبخ الشعبي القطري والخليجي

«لِمحَمَر»

لـ4 إلى 6 أشخاص

المكونات:

نصف كيلو أرز.

نصف قدر ماء.

كوب سكر.

سمن بلدي.

بصل مفروم.

طريقة التحضير:

ينقع الأرز في ماء فاتر لنصف ساعة تقريباً.

يحمر السكر حتى يأخذ اللون الأحمر.

يضاف الماء على السكر.

يضاف الأرز في الماء ويترك حتى ينضج.

يقلى البصل المفروم في السمن البلدي.

يصفى الأرز من الماء ويضاف عليه البصل المفروم.

يوضع الأرز الفرن لمدة خمس دقائق.

يقدم عادةً مع السمك المقلي أو المشوي إلى جانب «الرويد».

ويمكن استبدال السكر بالعسل الأسود «الدبس». ويعتبر لمحمر طبقاً رئيساً يتسم بالحلاوة، لذا لا يقدم معه أي طبق حلويات.

تويتر