وجبات بسيطة دون تزيين أو إضافات

آمنة كريك تقدم للمغتربين «أكل أمهات»

صورة

«الطبخ البيتي» أو الوصفات المعدة منزلياً، وغير الخاضعة لتحديثات العصر في الطبخ أو لمكونات الطهاة المحسوبة المقادير، هي أبرز ميزات الطعام الذي تقدمه آمنة كريك، التي لم تدرس فن الطهي، وإنما تعلمت أسرار المطبخ اللبناني من والدتها، حيث البحث عن أكلات بيتية هو الطلب الأول للذين يعيشون في بلدان الاغتراب، والذين يبحثون عن أكلات تذكرهم بمذاق أكل أمهاتهم، وقد تزداد هذه الرغبة مع بداية شهر رمضان المبارك عند العزاب أو حتى العائلات التي تبحث عن إفطارات مميزة خارج المنزل.

مواد مختلفة

أكدت آمنة كريك، أن تحضير الوجبات وتحديد مذاقها يعتمدان أحياناً على طبيعة المواد، مشيرة الى ان الخضراوات المقطوفة من الأرض تتميز بمذاق أفضل، وهذا يجعلها تنعكس على مذاق الطبق ككل. ولفتت الى أن المواد الأولية في الإمارات متاحة بشكل كبير، ومن مختلف البلدان، كما أنها تتميز بكونها طازجة دائماً، وهذا يجعلها قادرة على تقديم كل الأطباق.

وحول حصولها على فرصة تقديم الأكل البيتي في فندق فيرمونت، قالت كريك، «كنا نعيش في الإمارات، وقد غادرنا وعدنا الى لبنان منذ سنتين، وكان زوجي يعمل «شيف» في الإمارات من قبل، وقد طلبوا منه اقتراح اسم سيدة لتقدم وصفات بيتية في شهر رمضان، وقد عرض علي القيام بالأمر»، وأضافت «شعرت بدايةً بالخوف من الفكرة، فأنا معتادة على إعداد الطعام للعائلة وليس في فندق، وقد ترددت قبل أن أتخذ القرار، لاسيما ان التجربة ستعرضني للأضواء والمقابلات الصحافية، وهذا لم أعتد عليه». ولفتت إلى أنها تعلمت الطبخ من والدتها وعلى الرغم من أن زوجها شيف الا أنها لم تتعلم منه تحضير أي طبق بشكل مدروس ومحسوب، فقد حافظت على طريقة الطبخ التي تعلمتها من والدتها.

أطباق

تقدم كريك الأطباق البيتية ولاسيما المعروفة في ضيع لبنان، وأكدت على وجود الكثير من الأطباق المعروفة بالنسبة للكثير من الناس، فالتبولة والفتوش والبابا غنوج الى جانب المعجنات كلها من الأطباق المشهورة والمعروفة بالنسبة للكثير من اللبنانيين والعرب ايضاً، ولهذا ستقدم بعض الأطباق غير المعروفة إلا من قبل اللبنانيين ومنها كبة البطاطا وكبة العدس، والسلق باللبن، وغيرها. أما الأطباق التي ستلتزم بها وتمت الموافقة عليها من جهة إدارة الفندق، فهي التبولة، والشوربات، منها شوربة العدس الاصفر، والشوربة السوداء وشوربة الخضار، الى جانب بعض الأطباق، منها المغربية ولبن أمه، وكبة بالصينية وكبة باللبن والملوخية، ويومياً سيكون لديها ثلاثة أطباق رئيسة.

ولفتت كريك الى ان هذه الفرصة مميزة بالنسبة لها، إذ من الممكن أن تفتح لها المجالات، معتبرة أن هدفها الأساسي من التجربة هو تقديم الأكل البيتي للمغتربين، الذين قد يسعدون عندما يتناولون ما يذكرهم بأكل بلدانهم أو امهاتهم. ورأت ان التزيين او الابتكار ليس هدفها، فهي تريد تقديم الأكل على بساطته ليتميز بالأصالة. وشددت على أن الحياة اليومية وأسلوب الحياة السريع، يجبران الناس على تناول الكثير من الوجبات السريعة التي غالباً ما تتشابه، بينما في المنزل هناك اختلاف وتنوع، اذ من العدس وحده يمكن ان تقدم المرأة أكثر من طبق للاسرة، وهذا يجعل الأكل المنزلي متنوعا الى جانب كونه مميزاً بمذاقه، وكذلك غنيا بفوائده. واعتبرت كريك أن المطبخ اللبناني غني بالكثير من الأكلات البسيطة التي تحمل الكثير من الفوائد الغذائية، ففي المطبخ اللبناني هناك أكلة تسمى «كمونة البندورة» وهي مفيدة ومغذية أكثر من الكثير من أكلات الدجاج التي يمكن تناولها خارج المنزل، لاسيما أننا في عصرنا بتنا نعرف كيف يحقن الدجاج كي يكبر حجمه، الأمر الذي يخفف من فوائده الغذائية.

أسماء

حول الذائقة العامة الخاصة بالتعاطي مع المطبخ اللبناني، أشارت كريك الى أن المطبخ اللبناني مرغوب في العالم العربي، لافتة الى أنه لا يختلف عن غيره من بلاد الشام كثيراً، اذ تقتصر الفروق على الاختلاف في التطبيق أو حتى الاسماء، فاللبن امه يطلق عليها اسم شاكرية في سورية، ولكن الوصفة وطريقة الاعداد هي ذاتها، وغيرها الكثير من الأكلات. وحول برامج الطبخ في العالم العربي ولاسيما الطبخ الصحي أو البيتي، فقد أشارت كريك الى أنها تعد من البرامج التي تجذب النساء ولاسيما سيدات المنزل، وذلك لأن أكثر الطهاة يستخدمون الكريما وغيرها التي تعد دخيلة بالنسبة لنا نحن ربات بيوت، فنحن ما زلن محافظات على أصالة الاكلات التراثية التي تعلمناها من أمهاتنا. أما برامج الطهي التي تحرص كريك على متابعتها فهي برنامج مطبخ منال العالم وبرنامج الشيف انطوان الحاج، مشيرة الى ان التزامهما بطبيعة الأكل البيتي هو الذي يدفعها الى مشاهدة هذين دون سواهما. وبينما يعد الطبخ المنزلي هو ما تتعلمه السيدة من أمها، لم تنف كريك إمكانية تعرف المرأة إلى مطابخ اخرى في ظل هذا الانفتاح الاعلامي، مشيرة الى أنها قد تعلمت بعض الأطباق من مطابخ أخرى ومنها البرياني، مؤكدة انها لن تقدم في رمضان الا الاكلات اللبنانية بناء على طلب الفندق. أما الحلويات، فأشارت الى أنها ليست ماهرة في تقديم الحلويات، لأنها لم تغص في هذا العالم، نظراً لتوافره في الاسواق، الأمر الذي يشجع السيدات على شراء الحلويات جاهزة. وأضافت «يمكنني القول إني ملمة بالحلويات الرئيسة، منها الرز بالحليب أو المهلبية وغيرهما، ولكني من خلال التجربة أرغب كثيراً في سماع آراء الناس في ما أقدمه من أطباق».

تويتر