جلابيات وإكسسوارات وحلي مستوحاة من ثقافات مختلفة

بازار الألماس.. ابتكارات بأنامـل ربات بيوت

صورة

لم تخرج المعروضات التي قدمت في «بازار كوكتيل الألماس»، الذي أقيم أول من أمس في فندق البستان روتانا بدبي، من المصانع والمؤسسات الكبيرة، بل خرجت من المنازل، بلمسات ربات بيوت قدمن ابتكارات مشغولة بأناملهن، وتحمل بمظهرها الخارجي الكثير من الجدة والأفكار المميزة.

وعلى الرغم من التنوع في المعروضات التي ضمها البازار، بين الرسم على الأقمشة، والإكسسوارات المنزلية، والحلي، والمجوهرات، وتصميم الجلابيات، إلا أن أغلبية الابتكارات استقت أفكارها من ثقافات مختلفة، لاسيما العراقية، إذ حضرت مشاركات كثيرة بلمسات بلاد الرافدين، في حين ركز بعض المعروضات بشكل لافت على اللون الأزرق، والرموز التي تستخدم لطرد الحسد والشر، حسب معتقدات شعبية.

حمل «بازار الألماس» 35 مشاركة، تميزت، في مجملها، بكونها نسائية بامتياز، قدمتها ربات البيوت، إلى جانب مشاركة بعض الموظفات اللواتي يقمن بتنفيذ الأشغال اليدوية في المنزل بعد انتهاء دوامهن. ورغم وجود نسبة غالبة من النساء العراقيات ضمن المشاركات في المعرض، إلا أنه لا يمكن اغفال وجود جنسيات أخرى كالباكستانية والهندية، لاسيما في فئة الإكسسوارات. ويُعد البازار، الذي يُقام بصفة دورية، فرصة لاقتناء منتجات مميزة بأسعار منخفضة.

مجوهرات

حول فكرة «بازار الألماس» قالت منظمته مصممة المجوهرات العراقية زينب اسكندر «أعمل مصممة مجوهرات، وكنت أشارك في الكثير من المعارض المتخصصة، الى أن اصبحت أنا وصديقة لي قادرتين على تنظيم المعارض التي تتنوع بين المجوهرات والحلي والأشغال المنزلية، وتوسعت فكرة البازار لتشمل الكثير من المشروعات الصغيرة الخارجة من المنزل»، مشيرة إلى أنها تحرص على تضمين البازار جديداً في كل مرة، إذ بدأ بالملابس والمجوهرات واللوحات، وأصبح حالياً يتضمن الطبخ المنزلي، والتجميل والطب وغيرها الكثير.

وأضافت زينب لـ«الإمارات اليوم» أن مشاركتها هي نفسها في البازار تأتي ضمن اطار تشجيع أخريات على الانضمام إليه، موضحة أن خطها الخاص بتصميم المجوهرات، الذي أطلقت عليه اسم «كهرمانة» يتميز بكون أسعاره مناسبة «إذ استخدم حجر الكهرمان، الى جانب الألماس أو الزيركون أو الأحجار المقبولة الأسعار، فهذا يجعل المجوهرات والحلي في متناول الجميع». ولفتت المصممة العراقية إلى تطور البازار «إذ بات مطلوباً في الخارج، لاسيما أنه أصبح فصلياً، إذ سنقيمه في عمان الشهر المقبل، وكذلك في كندا في فصل الصيف، بعد ان طلب منا تنفيذه في هذين البلدين، وأشجع النساء اللواتي لديهن موهبة على أن ينمين قدراتهن، فهناك دائماً طريقة للتعبير عن الذات وإبراز المواهب الحقيقية». من جهتها، قالت بان البياتي المشاركة في البازار بأوانٍ مزخرفة، عن طريقة عملها «لقد استخدمت أوراق الذهب والفضة في الأواني، وأدخلت ألواناً تراثية على الأعمال بشكل كبير مع الرموز التي تستخدم فيها، ومنها العين. والكف، وكذلك اللون الأزرق الذي يستخدم بكثرة لطرد الحسد»، معتبرة أن «المعتقدات لابد أن تؤثر في العمل اليدوي، خصوصاً أننا نقدم أواني ستوضع في المنزل، فهي يجب أن تعكس ثقافة الشخص».

وحول اللون الأزرق المستخدم بكثرة، ذكرت أنه يعد من الألوان المريحة، لكن لا يمنع استخدام ألوان أخرى كثيرة، واصفة «البازار» بأنه مهم بالنسبة لها كربة بيت لتقدم أعمالها، فالمرء الى آخر يوم في حياته ينبغي أن يكون دائماً في حالة تجديد وابتكار، على حد تعبيرها.

تصاميم

الباكستانية نادية أليخان، من جانبها، توجهت في مجموعة الإكسسوارات التي طرحتها في البازار الى الرجال من خلال أزرار القمصان والأساور التي توضع في اليد، والتي كان بعضها مرصعاً بالكريستال الملون. واعتبرت نادية أن الموضة الحديثة تتجه الى بعض القطع التي تستخدم للرجال والنساء، منوهة بأن الإكسسوارات التي منحتها اسم «يويدسو» وهي كلمة يابانية تعني التميز، تجعلها تحرص على تقديم كل قطعة مرة واحدة، وما يساعدها على ذلك هو الأحجار التي تستخدمها، والتي تأتي مقطعة بأشكال متباينة.

أما الهندية شيغوفتا اكتا فقدمت اكسسوارات مستلهمة من ثقافتها، مصنعة يدوياً ومرصعة بالكريستال، مؤكدة أن تصاميمها المرتبطة الى حد بارز بالثقافة الهندية، باتت مقبولة من قبل الكثير من الجنسيات الذين يفضلون اقتناءها، لاسيما أن شيغوفتا باتت حريصة في بعض الإكسسوارات على المزج بين العناصر الهندية والعربية.

من جهتها، شاركت العراقية طيبة دياب، بمجموعة من الجلابيات المزركشة بالعيون، والحروف العربية، والكتابات الإسلامية، إلى جانب الرموز التي كانت تستخدم في بابل قديماً لطرد العين الشريرة. واعتبرت طيبة أن استخدامها هذه العناصر في تصاميمها يرتبط بالثقافة العراقية على وجه التحديد، كونها استخدمت الكثير من الشخصيات العراقية، وكذلك الأماكن المعروفة في بلدها ووضعتها على الأكواب. وعللت دياب هذا الاستخدام، بالارتباط بالبلد والحنين له طالما أن المرء يعيش في الاغتراب.

وعن التنفيذ أفادت بأنه يستغرق منها الكثير من الوقت، كونها موظفة، وتعمل على التطريز مساء بعد نهاية دوامها، الأمر الذي يجعلها مصرة على تطوير هوايتها لتكون مستقبلها التجاري في وقت لاحق. وأشارت الى أن المزج بين الحضارات ليس من الأمور المستحيلة، فقد أدخلت على تصاميمها العين التركية، وقد تدخل لاحقاً الأهرام على سبيل المثال.

هدايا

فيما تعمل زينة الألوسي على تصميم وتغليف الهدايا لمختلف المناسبات، كما أنها تزين اكسسوارات المنزل كالشموع والإطارات من خلال الأحجار الملونة، الى جانب اللوحات المرصعة بالكريستال. وقالت إن الألوان التي تختارها في الإكسسوارات هي أكثر الألوان التي تستخدم في المنازل، مشيرة إلى أن الطريقة التي تعتمدها في التركيب لا تحمل الكثير من المصاعب، لكنها تتطلب وقتاً طويلاً، إذ تحتاج الشمعة الواحدة إلى ساعة تقريباً. ولفتت الى أن مشاركتها هي الأولى في هذا البازار، وإنها تحاول الوجود في المعارض كونها فرصة تؤمن لها الانتشار. أما الحروف العربية والكلمات وغيرها من الرموز العربية فترسمها مها الشبوط على الأقمشة، إذ تعمل على استخدام الألوان المناسبة للرسم على الأقمشة. ورأت أن المعارض الكثيرة التي أقامتها جعلتها تميز بين ما يتقبله الناس وما يرفضونه. واعتبرت ان الجميع يقدر العمل اليدوي والرسم على الأقمشة، كونه فناً، ويحتاج إلى الكثير من الوقت والابتكار والصبر، فالقطعة الواحدة تحتاج لأيام. ولفتت الى ان الرسم على الأقمشة فن ينمي القدرات الذاتية ويظهر المواهب التي يتمتع بها المرء.

تويتر