اختيارها يتطلب مجموعة من الشروط الأساسية

السينما المنزلية.. عيوب ومزايا

التقنية الثلاثية الأبعاد تدخل المنازل. د.ب.أ

هناك الكثير من عشاق السينما يرغبون في الاستمتاع بمشاهدة أفلامهم المفضلة بتقنية ثلاثية الأبعاد في المنزل في ظل أجواء عائلية دافئة، ولكي يتمكن المرء من تحقيق هذه الغاية يتعين عليه معرفة التجهيزات التي يحتاج إليها، وما إذا كانت الأجهزة متوافقة مع بعضها بعضاً أم لا، والأهم من ذلك هو تحديد نوع التقنية ثلاثية الأبعاد التي سيتم الاعتماد عليها، حيث يؤكد الخبراء أن المرء الذي يخطط بعناية عند استخدام التقنية ثلاثية الأبعاد، ستغمره سعادة بالغة عندما يشاهد الأفلام بتقنية البعد الثالث، وسيكون راضياً بكل تأكيد عن استثمار الأموال في هذه التقنية المتطورة.

الاستغناء عن النظارات

يحمل المستقبل القريب معه أملاً لعشاق الأفلام ثلاثية الأبعاد، الذين يشعرون بانزعاج بسبب استخدام النظارات ثلاثية الأبعاد، حيث يجرى العمل حالياً على تطوير تقنية ثلاثية الأبعاد من دون نظارة، حتى إنه تم طرح الموديلات الأولى من هذه الأجهزة في أسواق الإلكترونيات، إلا أن بيتر كناك يرى أن هذه التقنية لم تصل بعد إلى مرحلة النضج. وأضاف خبيرالتقنيات الألماني «لم أرَ حتى الآن عرضا تقديميا جيدا لهذه التقنية الجديدة». ولا تظهر الصورة المجسمة إلا عندما يتخذ المشاهد وضعية معينة أمام الشاشة. وعلى الرغم من أنه يمكن لتسعة أشخاص حداً أقصى مشاهدة الأفلام ثلاثية الأبعاد عن طريق تسعة محاور للرؤية في الوقت نفسه، فإن دقة الوضوح بكل محور للرؤية تنخفض بمقدار النصف، إضافة إلى ذلك يعتمد التأثير ثلاثي الأبعاد على حركة الرأس بدرجة كبيرة؛ حيث يخرج المشاهد بسرعة من محور الرؤية، وهو ما يؤدي إلى فقدان تأثير الصورة المجسمة.

وفي البداية يتعين على المرء، الذي يرغب في جعل جهاز السينما المنزلية متوافقاً مع تقنية العرض ثلاثي الأبعاد، اختيار نوع التقنية التي سيعتمد عليها، ويقول كريستوف دي لوف، من مجلة «أوديو فيديو فوتو بيلد» «هناك تقنية فلتر الاستقطاب وتقنية مغلاق الرؤية، ويعمل كلا النوعين باستخدام نظارات مناسبة».

ولكل نوع من هذين النوعين مزاياه وعيوبه، ويقول الخبير الألماني «تتمثل أهم ميزة لتقنية مغلاق الرؤية في أن كل عين ترى الصورة فائقة الوضوح (HD) بشكل كامل». وبالتالي فإنها تكون أكثر حدة ووضوح من نظارات فلتر الاستقطاب، التي تأتي بنصف دقة الوضوح لأسباب تتعلق بالتقنية. وعلى العكس من الأجهزة المزودة بفلتر الاستقطاب، لا يقتصر الأمر مع تقنية مغلاق الرؤية على ضرورة أن تكون الشاشة أو وظيفة التحكم في الصورة مصممة للعمل بتقنية ثلاثية الأبعاد، حيث يتعين على المستخدم تركيب وحدة إرسال في التلفاز، والتي تقوم بالتحكم في النظارات الفعالة.

خبير التقنية بهيئة اختبار السلع والمنتجات بيتر كناك، يرى أن «تركيب وحدة إرسال في التلفاز ليس معقداً من الناحية التقنية فحسب، بل إنه صعب للغاية وأكثر كلفة مقارنة بتقنية فلتر الاستقطاب. وفي حين يتم استخدام نظارات فلتر الاستقطاب لجميع الأجهزة التي تعتمد على هذه التقنية، فإن مجال الاستخدام الخاص بالعديد من نظارات مغلاق الرؤية لايزال محدوداً. وأوضح رولاند شتيله، من جمعية إلكترونيات الاتصالات والترفيه في ألمانيا، قائلاً «نظارات الشركات المختلفة لا تتوافق مع بعضها بعضاً». لكن هذا الأمر سيتغير، حيث يجرى العمل بالفعل على تطوير معيار واحد لنظارات مغلاق الرؤية حالياً، إلا أنه لم يتم الانتهاء من هذا المشروع.

ولاتزال باقة العروض المتوافرة في الأسواق من الأفلام ثلاثية الأبعاد على أسطوانة البلوراي أو ألعاب الفيديو ثلاثية الأبعاد محدودة للغاية، ويؤكد الخبير الألماني كريستوف دي لوف، أن المحتويات ثلاثية الأبعاد تنتشر وتزداد بصورة بطيئة. كما أن التلفاز ينقل في بعض الأحيان برامج بتقنية ثلاثية الأبعاد، مثل مباريات كرة القدم.

وتتوافق أسطوانات البلوراي المحتوية على أفلام ثلاثية الأبعاد مع تقنية مغلاق الرؤية وفلتر الاستقطاب. كما أنه لا تظهر أية مشكلات عند استخدام أجهزة تشغيل الأسطوانات، لكن يجب أن تكون مناسبة بشكل عام لعرض المحتويات ثلاثية الأبعاد.

وأضاف كناك «يقوم التلفاز بمعالجة الإشارات تبعاً لذلك». كما أن المستخدم أصبح بمنأى عن الاختيار الخطأ في ما يتعلق بالصيغة فائقة الوضوح، حيث كان يدور في السابق صراع مرير بين أسطوانات البلوراي وأسطوانة HD-DVD التي طواها النسيان حالياً.

كريستوف دي لوف يحذر من استخدام أفلام ثلاثية الأبعاد «وهمية»، خصوصاً الأفلام القديمة التي يتم الترويج لها باعتبارها أفلاماً ثلاثية الأبعاد. ويقول الخبير الألماني «يمكن أن تظهر الصورة غير مجسمة وبشكل مفتعل للغاية في حالة الأفلام التي لم يتم تصويرها بتقنية ثلاثية الأبعاد، لكن يتم تحويلها بشكل لاحق. ولا توجد أفلام ثلاثية الأبعاد بشكل جيد إلا على أسطوانات البلوراي، حيث يتعين على المستخدم أن يتشكك في جودة أسطوانات DVD التي يتم الترويج لها بأنها تشتمل على محتويات ثلاثية الأبعاد، ففي معظم الأحيان تكون هذه المواد لا قيمة لها».

وينطبق الأمر نفسه على أجهزة التحويل، التي تَعد المستخدمين بإمكانية تحويل الصور ثنائية الأبعاد إلى محتويات ثلاثية الأبعاد؛ لأن هذه الأجهزة لاتزال تعمل بنظارات اللونين الأحمر والأخضر، وليس لها علاقة بجودة التقنية ثلاثية الأبعاد الحالية.

تويتر