أسسه مواطن بغرض الترويج السياحي لمدينة دبي

«توكتوك تايم» يخرج من «فـــــريج زعبيل»

صورة

بخمس سيارات «توكتوك»حديثة، أو ما تسمى بالعامية الـ«ركشه»، أطلق المواطن جمال السويدي، مشروع «توكتوك تايم»، الذي يهدف إلى الإسهام في الترويج السياحي لإمارة دبي وجهة سياحية عالمية متميزة. حسّه الوطني دفعه إلى الإصرار على إطلاق الـ«توكتوك تايم» خارج حدود «فريج زعبيل» الذي يقطن، إذ ظل خمس سنوات حبيسه، حتى رأى النور خلال أولى مشاركاته في يناير الماضي، في افتتاح «فيستفال بروميناد» في دبي «فستيفال سيتي».

يقوم السويدي وفريقه المكوّن من كوادر مواطنه، بتنظيم جولات سياحية، مقابل مبلغ رمزي، بمركبات «التوكتوك» الصديقة للبيئة، وذلك عن طريق المشاركة في الفعاليات المختلفة، وتحديداً الوطنية منها، الأمر الذي جذب مجموعة كبيرة السياح والمقيمين والمواطنين على حد سواء.

تتميز مركبات «التوكتوك»، التي تم استيرادها من الخارج، بطلائها الملفت للأنظار، والإضاءة التي تتوزع على جوانبها، هذا إلى جانب الزينة التي يطغى على ملامحها رسوم شخصيات كرتونية شهيرة مثل «سندباد»، و«سبايدر مان»، ورسومات منوعة، تختلف باختلاف المناسبـة، إضافة إلى تمتعها بوسائل الأمان التي تضمن سلامـة ركابها.

بدايات

«التوكتوك» تاريخ طويل

«التوكتوك» وبالإنجليزية «أوتو ريكشو»، ويُعرف في بعض البلدان بـ«الركشه»، هي مركبة نارية ذات ثلات عجلات، تستخدم غالباً وسيلة للانتقال بالأجرة. وتنتشر بكثرة في البلاد الآسيوية، إذ تنتشر في الهند منذ أوائل الستينات، وبدأ بالظهور في البلاد العربية بكثرة، خصوصاً مصر والسودان، مع دخول الألفية الثانية.

وينتشر «التوكتوك» في البلدان النامية ذات الكثافة السكانية العالية، ولذلك لانخفاض كلفته وقدرته على السير في الشوارع والطرقات الضيقة، ويكثر انتشاره بصورة ملحوظة في كل من: تايوان والهند وبنغلاديش وسريلانكا وباكستان وإندونيسيا والفلبين وفيتنام وكوبا والسلفادور وجواتينالا ومصر والسودان.

يتسع «التوكتوك» لراكبين بالمقعد الخلفي أو ثلاثة، هذا إضافة إلى السائق الذي يجلس في المقدمة.

يرجع أصل لفظ «ريكشو» من مركبة«الريكاشة» اليابانية القديمة التي كان يجرها سائقها، ولذلك تعد «توكتوك» تطور لهذه «الريكاشة»التي كانت تجري على عجلتين. وتطورت «الريكاشة» من آلة يجرها الإنسان إلى أخرى مزودة بترس وبدالين كالمستخدم بالدراجة، ثم تم تزويدها بمحرك حتى وصل إلى الشكل المتعارف عليه حالياً. وكلمة «توكتوك»، هي غير أكيدة المعنى، ولكن المرجح أنها مستمدة من الصوت الصادر من الماكينة عند تسارعها.

قال السويدي لـ«الإمارات اليوم»: «بهدف الإسهام في الترويج السياحي لإمارة دبي، وجهة سياحية عالمية متميزة، غنية بالمعالم التراثية والحضارية في الوقت ذاته، ارتأيت إطلاق مشروع «توكتوك تايم»، الذي يقوم بتنظيم جولات سياحية مقابل مبلغ رمزي، بمركبات «التوكتوك»، وذلك عن طريق المشاركة في الفعاليات المختلفة وتحديداً الوطنية منها».

وأضاف: «ظل المشروع في حدود الفريج الذي أقطن فيه، إذ اقتصر على أطفاله، حتى رأى النور، أخيراً، خلال مشاركتنا في افتتاح (فيستفال بروميناد) في دبي (فستيفال سيتي)، وقد لعب الإقبال الكبير الذي كنا نشهـده، دوراً كبـيراً في إصرارنا على إطلاقه».

وذكر: «بدأت أولى خطواتنا في تجربة إطلاق مشروع (توكتوك تايم)، بإستيراد أربع مركبات (توكتوك)، إلى جانب الخاصة بـ(الفريج)، تلتها الانضمام لعضوية مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ثم إصدار الترخيص الخاص بها في هيئة الطرق والمواصلات بدبي، الأمر الذي لم يستغرق وقتاً طويلاً لدعم وترحيب هذه الجهات»، وتابع: «ثم جاءت عملية التزيين التي يطغى على ملامحها رسوم شخصيات كرتونية شهيرة مثل (سندباد)، و(عدنان ولينه) و(سبايدر مان)، ورسومات منوعة، تختلف باختلاف المناسبة، إضافة إلى تمتعها بوسائل الأمان، وعلى رأسها حزام الأمان الذي يضمن سلامة الركاب».

معايير خاصة

أوضح السويدي: «تنتمي مركبات «التوكتوك تايم» إلى الطراز الحديث، وقد حرصت على توفير معايير خاصة فيها، وذلك على خلاف النسخة الأولى من (التوكتوك)، التي لا تطابق المواصفات الأمنية، لعدم اتزانها وصلابة هيكلها الخارجي، وافتقارها للأبواب وأحزمة الأمان، الأمر الذي يعرض الركاب للخطر في حالة الحوادث».

وقد حرصنا على أن تكون مركبات الـ«توكتوك»، التي قمنا باستيرادها من الخارج صديقة للبيئة، لا تسهم في عمليات تلوثها، كما أن صوتها يكاد لا يسمع وتوفر سبل الراحة لركابها بكراسيها المميزة، وقد تم تخصيص أحدها لكبار الشخصيات.

وأشار شهد افتتاح «الفيستفال بروميناد» في «دبي فستيفال»، الذي تزامن مع مهرجان دبي للتسوّق، انطلاقة الـ«توكتوك تايم» الأولى للجمهور، خارج منطقته المعتادة، الأمر الذي تمثل بتوصيل زواره من مركز «دبي فيستيفال» إلى «فيستفال بروميناد»، الذي تميز بواجهة جميلة مطلة على خور دبي يبلغ طولها نحو كيلومترين، والعكس، وذلك مقابل مبلغ رمزي بسيط».

وشدد السويدي «ترافق عملية التوصيل التي يقوم بها أفراد الفريق، تعريف الركاب على المعالم والمرافق التي تصادف قيادتهم لـ«توكتوك» على الطريق، الأمر الذي يأتي تكميلياً لهدف المشروع المتجسد في الإسهام في الترويج السياحي لإمارة دبي وجهة سياحية عالمية متميزة».

مشاركات منوّعة

أوضح السويدي «لعب (فيستيفال) دوراً كبيراً في تعريف الناس بنا، وذلك لتنوع وغنى فعالياته، التي تناسب مختلف الأعمار والجنسيات، وتوزعت ما بين فعاليات فنية وموسيقية وتراثية، إضافة إلى توفير مجموعة من الخيام التراثية التي تقدم حلويات شعبية حلويات شعبية ووجبات مختلفة وعصائر، الأمر الذي جذب الكثير من الزوار لقضاء أوقات ممتعة، لاسيما أنه تزامن وفعاليات مهرجان دبي للتسوق». وقد مهدت مشاركتنا الأولى بالـ«توكتوك تايم»، الطريق أمام مشاركات أخرى، ومنها اليوم المفتوح الترفيهي الذي نظمته وزارة الشؤون الاجتماعية، أخيراً، لـ120 طفلاً يتيماً، وعدد من المسنين التابعين لدار عجمان للمسنين في إحدى المزارع، بهدف التواصل بين الأجيال، ليتسنى لهؤلاء الأطفال الأيتام اكتساب خبرات الأجداد المسنين الذين يحملون عبق الماضي، والمشاركة في احتفال الجامعة الأميركية في الشارقة بيوم التراث العالمي المحدد بتاريخ 18 مارس، هذا إضافة إلى المشاركة في إحياء فعاليات وطنية، وفي مقدمتها «اليوم الوطني»، إذ شاركنا في أكثر من مسيرة، كما قمنا بإحياء مناسبات خاصة بالأفراد كأعياد الميلاد. وفقاً للسويدي.

تويتر