إفطارات وحلوى للتعريف بالمطبخ الإماراتي

«كليّا».. مخبز لــ «التراث الطازج» ومعـرض للصور

صورة

«ريوق بيتنا»، «ريوق الجمعة»، «ريوق ديرة» و«ريوق الشندغة»، هي مسميات محلية لوجبات إفطار يعكف على تقديمها مخبز وحلويات «كلّيا» الإماراتي، الذي يحرص على توفير باقة منوّعة من المعجنات والحلويات الشعبية التقليدية بطريقة مبتكره، تسهم في نشر أصنافها بين صفوف المواطنين والمقيمين، والسياح أيضاً.

اسم «كليّا»

عن سبب اختيار اسم «كليّا» للمخبز، قال الفلاسي: «عمدت عمتي حمامة إلى اختيار اسم (كليّا) عنواناً للمخبز، وذلك نظراً لكونه واحداً من أبرز الحلويات التقليدية، التي مازالت تربطها بذكريات جميلة تعود إلى طفولتها، إذ كانت تجمع (الآنة) على الأخرى، وهي عملة إماراتية قديمة تساوي الأربع منها 25 فلساً بعملة اليوم، لتصعد بعدها إلى العبرة في خور دبي لتنتقل إلى القسم الآخر (بر ديرة)، لتشتري من المخبز حلوى (كليا)، القريبة للبسكويت في حلاوة مذاقها وخفتها، المعدة من التمر ومكونات أخرى، ولا تعد الـ(كليّا) اليوم من الأصناف المنتشرة كما هي الحال بالنسبة لـ(اللقيمات)، والـ(الساقو) وغيرهما».

أصناف تقليدية

يحرص «كليا» على توفير مجوعة منوّعة من المعجنات والحلويات الشعبية التقليدية، التي تعد الأبرز في المطبخ الإماراتي، هذا إضافة إلى أصناف تقليدية تنتمي إلى قائمة وجبات الإفطار الصباحية، تحت مسميات محلية مثل «ريوق بيتنا»، «ريوق الجمعة»، «ريوق ديرة» و«ريوق الشندغة»، إضافة إلى أصناف مبتكرة كالبيض المقلي مع التمر، وكل ذلك مع أنغام وأهازيج وألحان تراثية أصيلة، «الأمر الذي يضمن توفير جو تراثي خاص للزبائن ليستعيد بعضهم ذكريات الماضي، ويتعرف البعض الآخر إليه»، حسب الفلاسي. ومن أصناف «كليا»، مجموعة مختلفة من المعجنات الإماراتية كخبز الخمير، وخبر الرقاق الذي يعد بإضافات مختلفة كالجبن والبيض وغيرهما، وكذلك البقوليات الشهيرة في المطبخ الإماراتي ومنها «النخي» و«الباجلا»، وحلويات «الساقو»، و«اللقيمات»، و«الرنجينة»، إضافة إلى مشروبات ساخنة وباردة كـ«الكرك» المنتشر بشكل كبير بين صفوف المواطنين، والكركديه.

ويأتي حرص «كلّيا» الإماراتي، الذي افتتح، أخيراً، في «البرشاء مول»، على توفير وإعداد أصنافـه التقليديـة بطريقـةٍ مبتكرة، منسجماً مع الحفاظ على مكوناتها الأساسيـة التي تمنحها الطعم المميز، وتضمن هويتها التي تمثل الصورة الحقيقية للمطبخ الإماراتي.

ولا يقتصر «كلّيا»، العضو في مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، على كونه مخبزاً يقدم باقة منوّعة من الأصناف، بل يعد كذلك معرضاً للصور، يضم بين جدرانه لوحات وأعمالاً فنية تسلط الضوء على التراث الإماراتي العتيق، منها مجموعة للمصور الإماراتي حمد أرحمه بوجابر، إلى جانب لوحة للمصورة ميثاء بنت خالد للدلة والفنجان اللذين يرمزان إلى الضيافة الإماراتية وكرمها. كما أنه مشروع محلي عائلي، يجمع في تقديمه وتصميمه، على حد سواء، الطابعين التقليدي والمعاصر، إذ يجسد التراث ويعكس الحداثة في صور منوّعة، تشمل تفاصيله المختلفة.

بدايات «كليّا»

عن بدايات «كلّيا» الإماراتي، قال مسؤول صفحات «كلّيا» في مواقع التواصل الاجتماعي سعيد الفلاسي، لـ«الإمارات اليوم» إن «(كلّيا) مشروع عائلي قامت بابتكار فكرته عمتي حمامة الفلاسي، وقد بدأ من المنزل، وذلك من خلال إعداد المعجنات والحلويات الشعبية التقليدية وبيعها، وظل المشروع أسير المنزل حتى شكلت مشاركتنا في (السوق الليلي) في منطقة الممزر بدبي، انطلاقتنا الحقيقية في السوق».

وأضاف: «شهدت مشاركتنا في (السوق الليلي) بالممزر، إقبالاً كبيراً، وخلالها نصحنا أصحاب أعمال تجارية بضرورة الولوج إلى السوق، الأمر الذي سيتيح فرصة أكبر للتعريف بالمنتجات، وتكوين قاعدة أوسع من الزبائن في الوقت نفسه».

وأوضح الفلاسي: «أخذنا النصيحة بعين الاعتبار، وقمنا أنا وأختي وعمتي بدراسة الموضوع بشكل أكبر، والتعرف إلى طبيعة السوق، ومحاولة اختيار المكان المناسب للانطلاق، وبناءً على ذلك قمنا بإصدار الرخصة التجارية للولوج إلى السوق، وذلك عن طريق الالتحاق بمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة كأعضاء فيها، وتحديد موقع استراتيجي لجذب الزبائن».

وتابع: «ما إن وقع اختيارنا على الموقع الأنسب، عملنا على اختيار التصميم الملائم، الذي يتماشى وفكرة المشروع القائمة على توفير مجموعة منوّعة من المعجنات والحلويات الشعبية التقليدية بطريقة مبتكرة، وعليه جاء التصميم ذو طابع تقليدي معاصر، أسوة بطريقة تقديم وإعداد الأصناف المبتكرة، فعلى خلاف طرق تقديم المأكولات التقليدية وتنوع أصنافها، تأتي طريقة تقديم (كلّيا) لها، الأمر الذي يلعب دوراً كبيراً في تحقيق هدفه المتمثل في نشر الأصناف التقليدية بين صفوف المواطنين والمقيمين، والسياح كذلك».

وشدد الفلاسي على أن «إدخال عنصر الابتكار إلى طرق تقديم وإعداد الأصناف، يأتي منسجماً مع الحفاظ على مكوناتها الأساسية التي تمنحها الطعم المميز، وتضمن هويتها التي تمثل الصورة الحقيقية للمطبخ الإماراتي».

إقبال كبير

على الرغم من حداثة عمر «كليا»، الذي يقل عن خمسة أشهر، إلا أنه يشهد إقبالاً كبيراً من مختلف الجنسيات، إذ يستقبل في اليوم الواحد بين 60 و70 شخصاً، ويتضاعف العدد في إجازة نهاية الأسبوع، فيزيد على 200 شخص، الأمر الذي يرى الفلاسي أنه سيضمن تغطية كلفته التي بلغت نحو مليون درهم، وتحقيق الأرباح أيضاً، «وقد لعب وجودي وأختي أسماء، المتفرغة للعمل بشكل يومي في المخبز، والاحتكاك المباشر مع الزبائن على اختلافهم، دوراً كبيراً في هذا الإقبال، الذي نفخر به.

وقد استقبل المخبز، أخيراً، فريقاً من طلاب عرب وأجانب قدموا من أميركا، وقد لجأت إسبانية إلى حجز المطعم لاستقبال ضيوفها المكونين من 30 شخصاً».

تويتر