رغم تراجع الإقبال عليها واقتصارها على «حريم أول»

«البراقع».. صناعة تراثية تزيّـــن وجوه الإماراتيات

البرقع يعد من أهم مكونات الأزياء الشعبية التقليدية، وأداة من أدوات الزينة عند النساء قديماً. تصوير: مصطفى قاسمي

تمثل مهنة «قرض البراقع»، إحدى أبرز الحرف التراثية التقليدية، التي مازال يمارسها عدد قليل من الحرفيات، في ظل تراجع الإقبال عليها، واقتصار ارتدائها على «حريم أول»، جيل الأمهات والجدات، فقد تراجع ظهور «البرقع» الذي دأبت على ارتدائه المرأة الإماراتية في الماضي، جزءاً من زينتها وزيها الشعبي، حين كان لزاماً عليها تغطية وجهها عند بلوغها أو عقد قرانها بهدف الوقار والستر، ولم يعد يُلحظ كثيراً في الشارع الإماراتي، بل إنه لا يكاد يكون موجوداً بين الإماراتيات الشابات.

الأدوات والمواد.

تدخل في حرفة «قرض البراقع» التقليدية البسيطة، مجموعة قليلة من الأدوات والمواد التي كانت تتوافر للمرأة في الماضي، من أبرزها:

قماش الشيل: القماش الأساسي لصناعة البرقع، يجلب من الهند، وقماش «ضوء الجافلة» يجلب كذلك من الهند، وهو نسيج متين يستخدم في صناعة البرقع، ويتوافر منه ثلاثة ألوان الأحمر الأغلى ثمناً، والأصفر، والأخضر الأرخص ثمناً.

قماش البطانة: ويوضع أسفل القماش المستخدم في صناعة البرقع، لتثبيت البرقع، ولامتصاص العرق، وتستخدم فيه «صبغة النيل».

صبغة النيل: تحافظ على رونق البرقع، ولها رائحة خفيفة جداً.

شبق: خيط لونه أحمر أو فضي، يستخدم لتثبيت البرقع على الرأس، وحديثاً يتم استخدام اللون الذهبي.

السيف: عصا خفيفة، تأخذ شكل المستطيل، توضع في وسط البرقع لتثبيته، وتكون على الأنف حين يتم ارتداء البرقع.

أشبيدان: صندوق لحفظ أدوات خياطة البرقع.

مصقلة: صدفة تستخدم لصقل البرقع وتلميعه.

الملمعة: كرة تستخدم في تلميع البرقع كذلك.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط .

وعن «البراقع» وصناعتها، أو ما يعرف بـ«قرض البراقع»، قالت المواطنة شيخة رمضان، التي تمارس هذه الحرفة منذ سن الـ،14 لـ«الإمارات اليوم»: «تعد حرفة قرض البراقع من أبرز الحرف التراثية التقليدية التي مازالت تمارسها حرفيات، رغم تراجع الإقبال على البرقع، واقتصار ارتدائه على (حريم أول)».

وأضافت أن «البرقع يعد من أهم مكونات الأزياء الشعبية التقليدية، وأداة من أدوات الزينة عند النساء قديماً، حيث يستخدم لتغطية الوجه، إذ كان لزاماً عليهن تغطية وجوههن عند البلوغ أو عقد القران، وذلك بهدف الوقار والستر اللذين يعدان جزءاً لا يتجزأ من العادات والتقاليد التي جبلن عليها». وتابعت أن «برقع الفتاة يتميز عن السيدات بأنه ذهبي اللون مائل إلى الأصفر اللامع، وفتحتي العينين فيه واسعتان، أما برقع كبار السن فتضيق فيه فتحة العين، في حين تتسع مساحته لدرجة تغطي مساحة الوجه، فضلاً عن لونه البنفسجي المائل إلى الأحمر اللامع».

وذكرت شيخة أن البرقع يغطي معظم الوجه باستثناء العينين اللتين تخصص لهما فتحتان يفصل بينهما «السيف»، وهو عصا خفيفة تأخذ شكل المستطيل توضع في وسط البرقع لتثبيته، وتكون على الأنف حين يتم ارتداؤه، ويستخدم في حياكته الإبرة والخيط العادي، عدا خيط «شبق»، الذي يستخدم لتثبيته على الرأس، ولونه إما أحمر أو فضي، وقد استخدم الذهبي منه حديثاً.

مواد بسيطة

تشرح شيخة طريقة صناعة البرقع، وما يستخدم في ذلك، وتعدد الأدوات اللازمة وهي قماش «الشيل» السميك والشبيه بالورق المصقول اللامع، ويعد القماش الأساسي لصناعته، ويجلب من الهند ويتوافر بألوان مختلفة كالأصفر والذهبي المائل إلى الأصفر اللامع، والأحمر المائل إلى النحاسي، وتستخدم صبغة النيل ذات الرائحة الخفيفة جداً للمحافظة على رونق البرقع، ويستخدم في عملية تثبيت البرقع على الرأس، «الشبق»، وهو عبارة عن خيط لونه أحمر أو فضي، وحديثاً الذهبي، يمتد من طرفي البرقع ليربط في عقدة خفيفة خلف الرأس، الأمر الذي يحقق ثباتاً محكماً إلى جانب دور «السيف» في ذلك، وقماش البطانة الذي يلعب دوراً في ذلك.

وشرحت «يستخدم في (قرض البرقع)، قماش البطانة، وهو قماش يوضع أسفل قماش (الشيل) المستخدم في صناعة البرقع، وذلك لتثبيت البرقع، وفي الوقت نفسه لامتصاص العرق، وقد يلجأ البعض إلى استخدام اللصق المقوى المعروف بـ(لصق براقع)، بديلاً لقماش البطانة، كما يسهم قماش البطانة في حماية الوجه من صبغة النيل، التي تطبع الوجه بلون أزرق له رائحة خفيفة جداً، ويلجأ إلى استخدامه بغرض المحافظة على رونق البرقع».

وأشارت شيخة إلى أن البرقع يتميز غالباً بلمعانه، ويتم ذلك باستخدام الـ«مصقلة»، وهي عبارة عن صدفة يمسح بها السطح الخارجي للبرقع وكذلك «الملمعة»، وهي عبارة عن كرة، أما «الصابون» فيستخدم في مسح الجزء العلوي من السطح الداخلي للبرقع، وذلك في محاولة لتليين القماش المعروف بسماكته، تفادياً لخشونته على يد من تقرضه، وتوضع جميع هذه الأدوات والمواد التي تدخل في قرض البراقع، في صندوق لحفظها يسمى «أشبيدان».

واستطردت شيخة: «يعتبر قرض البراقع من الحرف التقليدية البسيطة، وذلك بسبب تواضع المواد والأدوات المستخدمة في إنجازه، والتي تؤكد مدى استغلال المرأة في الماضي الإمكانات المتوافرة في بيئتها، وتطويعها لتلبية وتوفير احتياجاتها، ويبرهن في الوقت نفسه على زهد أسعاره التي تراوح بين 15 و20 درهماً، هذا إلى جانب أن عملية إنجازه لا تستغرق وقتاً طويلاً، إذ يتطلب إنجاز برقع واحد نحو ربع ساعة فقط».

وبينت «ظلت أشكال البرقع وتعدد ألوانه ثابتة فترة من الزمن، إلا أن الموضة طرأت عليه، إذ لجأت بعض السيدات الميسورات الحال في الماضي إلى تزيين جوانب مختلفة منه بالذهب، الأمر الذي يؤكد ارتباطه بالزينة، ومع مرور الوقت اكتسحت التغييرات أشكاله التي بدأت تُبرز بشكل أكبر ملامح الوجه».


مشاركات تراثية

قالت شيخة، العضو منذ 16 عاماً تقريباً بمركز تنمية جلفار التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، المعني بإطلاق مبادرات وبرامج في مجالات مختلفة «لعبت عضويتي في مركز تنمية جلفار، دوراً كبيراً في استمراري في مهنة قرض البرقع، التي تعلمتها على يد أخت زوجي في سن الـ،14 فعن طريق برامجه ومبادراته المتنوعة أشارك في شتى الفعاليات التراثية في مختلف الإمارات، التي تسهم في تشجيع الحرف التراثية، وحمايتها من الاندثار، وآخرها فعاليات مركز الحرف الإماراتية في أيام الشارقة التراثية في ساحة التراث بمنطقة الشارقة القديمة».

من أشهر ما قيل في البراقع

 

ما هقيت إن البراقع يفتننّي

             لين شفت ظبى النفود مبرقعاتي

الله أكبر يا عيون ناظرنّي

            فاتناتٍ ناعساتٍ ساحراتي

في هواهن يا سعد كيف طرحنّي

           راح عمري من مودتهن فواتي

كان مما صابني ما عالجنيّ

            الوكاد اني خطيرٍ بالمماتي

يا سعد خبر ظريف الطول عنيّ

           كان وده لي بعمرٍ في الحياتي

من لحظني بس أهوجس به واونيّ

            ما تركني هاجسي لو بالصلاة

تويتر